نشرت صحيفة "
نيويورك تايمز"
الأمريكية تقريرًا، قارنت فيه بين تطبيقات الدفع المشهورة مثل "فينمو"
و"كاش آب" من حيث المزايا والعيوب.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن ملايين الأمريكيين يستخدمون تطبيقات الدفع عبر الهاتف
المحمول، لكنهم ربما يجهلون حقيقة أن أموالهم على هذه التطبيقات تكون في الغالب غير
محميّة.
وفي تقرير استشاري نشر هذا الشهر، حذّر
مكتب الحماية
المالية للمستهلك من أن الأموال على التطبيقات لا تتمتع بحماية
تلقائية من قبل التأمين الفيدرالي، ما قد يجعلها عرضة للخطر إذا تعثّر أداء الشركة
الأم للتطبيق المالي، وذلك على عكس الأموال المودعة في مختلف الحسابات البنكية.
وبما أن المزيد الأشخاص أصبحوا أقل
استخداما للنقد في معاملاتهم اليومية، اكتسبت تطبيقات مثل فينمو وكاش آب وآبل كاش
شعبية لكونها طريقة سهلة لطلب الطعام أو شراء السلع أو دفع الفواتير.
ويقول
الخبراء إن استخدام هذه التطبيقات زاد في أثناء جائحة كوفيد-19، حيث بات الأشخاص أكثر
ميلا إلى التسوّق عبر الإنترنت وطرق الدفع دون تلامس.
وذكرت الصحيفة أن حجم المعاملات على
هذه التطبيقات بلغ 893 مليار دولار خلال السنة الماضية، ومن المتوقع أن يصل إلى
1.6 تريليون دولار بحلول سنة 2027. ووفقًا لمركز بيو للأبحاث، أفاد أكثر من ثلاثة
أرباع البالغين في البلاد بأنهم استخدموا أحد أربعة تطبيقات دفع شائعة.
قال روهيت شوبرا، مدير مكتب الحماية
المالية للمستهلك، في بيان: "تُستخدم تطبيقات الدفع الرقمية الشائعة بشكل
متزايد كبديل لحساب البنك التقليدي أو اتحاد ائتماني، لكنها تفتقر إلى الحماية
لضمان أمان الأموال". ومع أن مستخدمي هذه التطبيقات يحظون بحماية فيدرالية، إلا أن مكتب الحماية المالية للمستهلك أشار إلى أن القواعد متباينة من ولاية إلى
أخرى. فقد تسمح بعض الولايات للشركات باستثمار أموال العملاء في الأوراق المالية
التي يحتمل أن تكون محفوفة بالمخاطر، في حين لا يفرض البعض الآخر "قيودًا على
الإطلاق".
وأوردت الصحيفة أن الأمريكيين باتوا
يولون مزيدًا من الاهتمام لتفاصيل التأمين الفيدرالي على الودائع في أعقاب الأزمة
المصرفية الأخيرة التي نتجت عن إفلاس عدد من البنوك المرموقة. وفي حالة انهيار أحد
البنوك، تضمن وكالة تأمين الودائع الفيدرالية ما يصل إلى 250 ألف دولار من أموال
كل مودع إذا كان البنك عضوا فيها.
في المقابل، يتم تشغيل معظم تطبيقات
الدفع بواسطة شركات
التكنولوجيا المالية التي تتيح التحويل المجاني وشبه الفوري
للأموال. وعادة ما يربط المستخدمون حسابًا مصرفيًا تقليديًا أو بطاقة دفع لنقل
الأموال إلى التطبيق وسحب المدفوعات التي يتلقونها من مستخدمين آخرين. لكن هذه
المدفوعات تظل في حساب التطبيق الخاص بالمستخدم إلى أن يقوم بنقل الأموال إلى
حساباته المصرفية. ومع ذلك، يترك بعض المستخدمين أموالًا في التطبيقات لدفعها في
المستقبل، ويتعاملون معها كحسابات بنوك تقليدية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المصدر الرئيسي
للقلق هو أن هذه الأموال لا تتمتع بحماية وكالة تأمين الودائع الفيدرالية. وقد
أظهرت منظمة "كونسيومر ريبورتس" في استطلاع يعود إلى آذار/ مارس 2022 أن
6 بالمئة من مستخدمي تطبيقات الدفع يموّلون مدفوعاتهم من رصيد يحتفظون به على نفس
التطبيق. وبالنظر إلى العدد المتزايد للأشخاص الذين يستخدمون تطبيقات الدفع
و"عدم وضوح" كيفية تأمينها من قبل وكالة تأمين الودائع الفيدرالية، تشك
المنظمة في أن جزءًا كبيرًا من هذه الأموال غير مؤمن عليه.
وأوضحت الصحيفة أن هذه التطبيقات
تتعاون مع البنوك المؤمنة من قبل وكالة تأمين الودائع الفيدرالية لتقديم حسابات
مؤمّن عليها، ولكن تبيّن أن المستخدمين قد يضطرون إلى اتخاذ خطوات إضافية أو
الاشتراك في خدمات معينة لتفعيل هذا التأمين. وحسب إيمي زيركل، مديرة برنامج
المدفوعات وأسواق الودائع في مكتب الحماية المالية للمستهلك، تمثل كل هذه
الإجراءات تحديا بالنسبة للمستخدمين، ذلك أن "بعض اتفاقيات المستخدم غامضة
وليست بالضرورة مفهومة للمستهلكين".
من جهتها، دافعت "جمعية
التكنولوجيا المالية"، وهي مجموعة ضغط لشركات تشمل "بايبال" وهي
الشركة الأم لتطبيق الدفع "فينمو"، وبلوك التي تمتلك تطبيق
"كاش"، عن ممارسات أعضائها، قائلة إنهم يشرحون سياساتهم بعبارات
"واضحة وسهلة الفهم"، ويعطون الأولوية لحماية المستهلك.
وأكّد الرئيس التنفيذي للجمعية بيني لي
في رسالة بريد إلكتروني، أن "هذه الحسابات آمنة وشفافة، حيث يتلقى المستخدمون
التأمين على حساباتهم من قبل وكالة التأمين على الودائع الفيدرالية اعتمادًا على
المنتجات التي يستخدمونها". في المقابل، رفضت متحدثة باسم شركة آبل كاش
التعليق على تقرير المكتب.
والسؤال المطروح، كيف يمكنك حماية
أموالك على تطبيقات الدفع؟ توصي منظمة "كونسيومر ريبورتس" بتحويل
الأموال من تطبيق الدفع إلى حسابك المصرفي في أقرب وقت ممكن. ويقترح مكتب حماية
المستهلك الفيدرالي إعداد تذكيرات تلقائية عبر البريد الإلكتروني لنقل الأموال.