وسط
تصاعد الحرب الأوكرانية الروسية، وتحضير الجيوش الأوروبية لإمكانية تمددها داخل
حدود القارة، فإن من المتوقع أن يُطلب من البرلمان الألماني الموافقة على إقرار منحة
مالية قدرها 560 مليون يورو لصناعة الطيران استعدادًا لتوقيع الصفقة العملاقة مع
الصناعات العسكرية الإسرائيلية التي ستوفر لألمانيا ودول الناتو الأخرى الحماية ضد
الصواريخ الباليستية الروسية.
أودي
عتسيون مراسل موقع "
واللا" ذكر أن "صفقة التصدير الأولى لنظام "آرو3" تسير نحو الموافقة، وسيتم تقديم طلب للبرلمان ببرلين للموافقة على دفعة
مسبقة قدرها 560 مليون يورو للشركة الإسرائيلية المصنّعة لتسريع الجدول الزمني
للصفقة، حتى يتمكن سلاح الجو الألماني من استلام بطاريات نظام الدفاع المضاد
للصواريخ قبل نهاية 2025".
ورأى
الموقع أن "الجدول الزمني قصير لصفقات عسكرية خطيرة من هذا النوع، في حين أن قيمة
الصفقة تستمر بالارتفاع، وستصل إلى أربعة مليارات يورو، ما سيجعلها الصفقة الأكبر في
تاريخ الصناعات العسكرية الإسرائيلية، بعد صفقة أنظمة الطيران باراك8 للهند في
2017، مقابل 1.6 مليار دولار".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أننا أمام "ذات قيمة المبيعات السنوية
لصناعة الطيران الإسرائيلي، وبلغت خمسة مليارات دولار في 2022، مع العلم أن القرار
الألماني بشراء نظام آرو3 هو نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا، واستخدام الروس المكثف
للصواريخ الباليستية ضد الأهداف الأوكرانية، حيث تمتلك ألمانيا حاليًا عددًا من
بطاريات نظام باتريوت الأمريكي، تزيد من قدرتها المحدودة على اعتراض الصواريخ
الباليستية، خاصة الصواريخ بعيدة المدى التي يتم إطلاقها من روسيا".
وأوضح
أن "الجهات المكلفة بإنجاز هذه الصفقة الضخمة هي مصنع Elta وشركة Elbit وشركة Tomer، واللافت أنه إذا لم يتم
توقيع الصفقة في النهاية، فلن يتم إرجاع الدفعة المدفوعة، ومن المفترض أن يتم
توقيعها بحلول نهاية العام باعتبارها صفقة بين الحكومتين الإسرائيلية والألمانية،
مع العلم أنه منذ تطوير منظومة آرو3، وبتمويل من الحكومة الأمريكية، وشركة بوينغ
تشارك في بنائها، ولذلك كان مطلوبا توفير الموافقة الأمريكية على الصفقة مع
ألمانيا".
وأكد
أنه "في الماضي منعت واشنطن تل أبيب من إمكانية تصدير المنظومة لكوريا
الجنوبية والهند خوفًا من الضرر المحتمل لصناعاتها الدفاعية، لكن ألمانيا أوضحت
أنها غير مهتمة بالنظام الأمريكي المكافئ المعروف باسم "ثاد"، ولذلك كان
صعبًا أن تعارض واشنطن صفقة بين اثنين من حلفائها المقربين، خاصة أن السنوات
الأخيرة شهدت توطيد العلاقات الأمنية بين ألمانيا وإسرائيل، وبدأت في وقت مبكر منذ
ستينيات القرن الماضي عندما زودت ألمانيا إسرائيل بطائرات هليكوبتر ودبابات
باتون".
تجدر
الإشارة أن سلاحي الجو الإسرائيلي والألماني حافظا على تدريبات مشتركة بقاعدة تل
نوف، وتشغيل الطائرات بدون طيار، واشترت الفروع العسكرية الألمانية
أسلحة
إسرائيلية في السنوات الأخيرة بمليار دولار، واستأجرت ألمانيا طائرة
"هيرون" من الصناعة الإسرائيلية بصفقة قيمتها 730 مليون دولار، وحصلت
على أسلحة من صنع رافائيل بـ150 مليون دولار إضافية، وفي 2019 اشترت ألمانيا
صواريخ سبايك بـ200 مليون دولار، كما أن رافائيل تزود سلاح الجو الألماني بنظام حرب
إلكتروني متقدم بقيمة 100 مليون دولار.
واشترت ألمانيا أيضًا من رفائيل نظام سترة الرياح لحماية دبابات ليوبارد بـ45 مليون
دولار، وهي المورد الرئيسي للسفن البحرية الإسرائيلية، حيث اشترت وزارة الحرب
الإسرائيلية من ألمانيا ست سفن "ساعر" وست غواصات "دولفين"،
تم تسليم خمسة منها بالفعل، وفي 2022، طلبت إسرائيل من ألمانيا ثلاث غواصات
"سوبر دولفين" في صفقة ضخمة بقيمة ثلاثة مليارات دولار.