دعا
علماء في
الشيخوخة إلى إجراء اختبارات سريرية واسعة النطاق عن مادة "
التورين"،
معتبرين أن نقص المادة في الجسم يحرك الشيخوخة، في حين أن توفرها يمكن أن يؤدي إلى
إطالة العمر.
ولا
يزال العلماء يبحثون في ما إذا كانت الجرعات الكبيرة المطلوبة آمنةً، خاصةً أن
التورين يتم إفرازه داخل الجسم بصورةٍ طبيعية، كما أنه يجري استخدامه في المكملات
بجرعات صغيرة، وخاصة في
مشروبات الطاقة.
وبحسب
دراسة أجراها باحثون من جامعة كولومبيا ونشرت في مجلة "ساينس"، فإن التورين أظهر قدرة على إبطاء عملية الشيخوخة لدى الديدان والفئران والقرود، وأنه يمكن أن
يطيل العمر الصحي للفئران في منتصف العمر بنسبة تصل إلى 12 في المئة.
والتورين
هو عنصر غذائي ينتج في الجسم ويتواجد في العديد من الأطعمة وفي مقدمتها مشروبات
الطاقة.
وقال
قائد الفريق البحثي فيجاي ياداف، إن وفرة التورين تتراجع مع تقدم العمر، بينما
يؤدي عكس مسار التراجع المذكور إلى إطالة أعمار الحيوانات وجعلها أفضل صحة، مؤكدا
أن التجارب الناجحة على الحيوانات لا بد أن تكون نتائجها ذات صلة بالبشر في
نهاية المطاف".
وأضاف:
"الدراسة تخلص إلى أن التورين يمكن أن يكون إكسيرا للحياة بداخلنا يساعدنا
على العيش حياة أطول وأكثر صحة".
تُشير
أدلة أخرى إلى أن مكملات التورين قد تكون لها بعض الآثار على البشر، حيث حلل ياداف
مع فريقه البيانات الطبية لأكثر من 12,000 أوروبي في عمر الـ60 عاماً أو أكبر.
ووجد
فريق البحث أن أصحاب معدلات التورين العالية تنخفض نسب إصابتهم بالسمنة والسكري من
النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم، مع معدلاتٍ أقل من الالتهابات. وذكر الباحثون أن
جلسات التدريب الشاقة على دراجة التمارين تُعزز معدلات التورين.
وأوضح يادافن: "لقد أدركنا أنه إذا كان التورين ينظم كل هذه العمليات التي تنخفض مع
تقدم العمر، فربما تؤثر مستويات التورين في مجرى الدم على الصحة العامة
والعمر".
وتوصل
الباحثون إلى أن مستوى التورين يتناقص بشكل كبير مع التقدم في العمر، إذ إن
مستويات التورين لدى الأفراد البالغين من العمر 60 عاما هي حوالي ثلث تلك الموجودة في
الأطفال بعمر الخمس سنوات.
وبدأ
الباحثون مع ما يقرب من 250 من الفئران، البالغة من العمر 14 شهرا (حوالي 45 عاما عند البشر). كل يوم، قام الباحثون بتغذية نصفها بالتورين، وفي نهاية التجربة
وجدوا أن التورين زاد من متوسط العمر بنسبة 12 بالمئة في إناث الفئران و10 بالمئة في الذكور.