استمرارا
للتوتر بين اليمين الإسرائيلي ومنظمات يهودية أمريكية، شنّ وزير الشتات في حكومة اليمين
الحالية عميشاي شيكلي هجوما كبيرا على منظمة "جي ستريت"، إحدى أكبر
المنظمات السياسية لليهود الأمريكيين، بزعم أنها تدعم المتظاهرين ضد الانقلاب
القانوني، وتتلقى تمويلًا من الملياردير اليهودي الهنغاري جورج سوروس، الذي اتهمه بمعاداة إسرائيل.
تال
شاليف، المراسلة السياسية لموقع ويللا، نقلت عن شيكلي وصفه للمنظمة الأمريكية
اليهودية الموازية لـ"إيباك"،بأنها "منظمة معادية تضر بمصالح إسرائيل،
مشيرا للوثائق المثيرة للجدل من مظاهرة الإسرائيليين في نيويورك الأسبوع الماضي،
وزُعم أنه تم خلالها تصويره وهو يقوم بإيماءة فاحشة تجاه المتظاهرين ضد الحكومة
وضد الثورة القانونية، لكنه زعم أنه كان يحمل علمًا، ولم تكن لفتة موجهة ضدهم،
متهما المنظمة بمشاركة زعيم المعارضة يائير لابيد بفبركة "فوتوشوب"،
وأرسلته لجهات معادية".
ونقلت
في
تقرير ترجمه "عربي21" أن "جي
ستريت حصلت على مليون دولار من الملياردير جورج سوروس، الذي ينشر أخبارًا كاذبة وضيعة،
وهو من أحد أعظم كارهي إسرائيل في جيلنا، ويقف أعضاء المنظمة وراء المضايقات
والاعتداءات العنيفة على أعضاء الكنيست والوزراء، وهو ما لم تقم به حركة المقاطعة BDSنفسها أبدًا، بل إنها حاولت إحباط اجتماعاتي مع مختلف الأحزاب في
الولايات المتحدة".
J
Street ردت على اتهامات شيكلي بأنها "وقفت بجانب
الإسرائيليين لحماية النظام السياسي، والوقوف ضد حكومة اليمين المتطرفة، فيما هاجم
عضو الكنيست غلعاد كاريب من حزب العمل، شيكلي، بالقول إنه لا فرق كبير بين علامة
اليسار الخائن وكلام الوزير اليميني الذي دأب على توجيه الاتهامات ضد يهود العالم،
ويعرّف منظمة تمثل مئات آلاف اليهود بأنها "معادية".
نداف
تامير الرئيس التنفيذي للفرع الإسرائيلي J Street Israel، أكد أنني "خدمت لسنوات عديدة دولة إسرائيل في الساحة
الدبلوماسية، ولم أصادف أبدًا حكومة تسببت في الكثير من الضرر لمعظم تحالفاتها
الاستراتيجية، أنا أخجل من شيكلي الذي ترقى اتهاماته إلى تشهير خطير ضد منظمة
صهيونية بكل أطرافها، شيكلي منفصل تمامًا عن مكان وجود غالبية اليهود الأمريكيين،
وعن مئات آلاف الإسرائيليين الذين يتظاهرون في الشوارع كل أسبوع ضد حكومته
المعادية للديمقراطية والصهيونية، ولن تردعنا اتهاماته البلطجية".
وجي ستريت لوبي سياسي أمريكي يهودي تأسس في عام 2008 لتعزيز حل الدولتين بين أعضاء
الكونغرس من الحزب الديمقراطي، ومنذ سنوات يقاطعها اليمين الإسرائيلي، ويسعى لتشويه
سمعتها، ولكن في ضوء الأجواء المعادية لدولة
الاحتلال في السنوات الأخيرة داخل
الحزب الديمقراطي، فقد أصبحت المنظمة أهم هيئة مؤيدة للاحتلال في واشنطن، رغم
اتهام اليمين لها بدعم حركة المقاطعة العالمية "بي دي إس".
يرى
اليمين الإسرائيلي الحاكم أن ما يصفه "السلوك الإشكالي" لمنظمة جي ستريت
يشكل مصدر قلق دولي لدولة الاحتلال، فالمنظمة تقبل بوجودها بشرط واحد، أن تقبل حلّ
الدولتين مع
الفلسطينيين، وليس فقط تقبل، وإنما تقوم بتنفيذ الحل على أرض الواقع،
وتعمل جسرا يعزز انضمام الطلاب اليهود الأمريكيين لمنظمات راديكالية، في ضوء تصاعد
تأثيرها في الأوساط الأكاديمية الأمريكية، والمؤسسات التعليمية.