قالت
صحيفة واشنطن بوست، إن انتقاد الجيش
الروسي أمر غير قانوني في
روسيا، فضلا عن إظهار طموحات سياسية، تتحدى الرئيس القوي
فلاديمير
بوتين، لكن رئيس مرتزقة
فاغنر، يفغيني
بريغوجين، يتباهى بذلك، ويبدو أنه
سيفلت بفعله حاليا على الأقل.
وأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21" أن معركة
بريغوجين، اتخذت منعطفا مروعا هذا الشهر عندما انتهى الأمر بمقاتلي فاغنر والجنود
الروس النظاميين إلى تبادل لإطلاق النار بالقرب من باخموت في شرق أوكرانيا، والذي
انتهى باعتقال المرتزقة ضابطا برتبة مقدم.
بريغوجين يعلن الولاء الكامل لبوتين، لكنه ألقى أيضا
خطابات وعقد مؤتمرات صحفية في جميع أنحاء روسيا في ما يشبه إلى حد كبير جولة حملته
الانتخابية، وهو خط أحمر في بلد ينظر فيه إلى أي تحد سياسي على أنه خيانة. وقد دفع
هذا العديد من مراقبي روسيا للتساؤل: لماذا يتسامح بوتين مع ذلك؟
ونقلت عن محللين قولهم إنه مع تقدم الحرب في أوكرانيا
بشكل سيئ، فقد لا يكون لدى الزعيم الروسي خيار، فإن بريغوجين على الأقل من أشد
المؤيدين للحرب وهو يصر فقط على أنها يجب أن تكون أكثر وحشية وفاعلية، من خلال
الدعم الكامل للحرب والتعبئة الشاملة للمجتمع الروسي، وربما يكون بريغوجين قد ضمن
الأمن لنفسه.
وقال عباس غالياموف، المحلل السياسي وكاتب الخطابات
السابق في الكرملين: "لا يمكن للنظام ببساطة أن يتحمل قمع ممثلي المعسكر الوطني،
الذي لا يبدو فخورا بالفعل بالرئيس: لقد أطلق العنان للحرب، لكنه لا يزال غير قادر على
الفوز بها".
قال غالياموف: "إذا مارسوا ضغوطا على هذا الجزء من
الجمهور، فسوف يتحولون إلى معارضة ويقولون: 'اتضح أن منتقدي بوتين كانوا على حق
وأنه تحول حقا إلى ديكتاتور‘ ".
في حين أن بوتين لم يوبِّخ بريغوجين علنا، إلا أن هناك
دلائل على أن الرئيس الروسي قد تدخل في وقت سابق من العام لرسم حدود لبريغوجين
وفاغنر.
وتم النظر إلى تعيين فاليري غيراسيموف، رئيس الأركان
العامة للقوات المسلحة الروسية، الذي انتقده بريغوجين علنا، كقائد عام للحرب في
أوكرانيا بمثابة ضربة لفاغنر. كما أن بريغوجين فقد مصدر قوته البشرية الرئيسي عندما
منعته وزارة الدفاع من التجنيد من السجون.
ووفقا لوثائق استخباراتية أمريكية سرية تم تسريبها على
منصة الرسائل ديسكورد، فإن بوتين عقد اجتماعا بين بريغوجين وشويغو في شباط/
فبراير لمعالجة نزاع حول إمدادات الذخيرة غير الكافية المزعومة في باخموت.
وقال غالياموف، إن أي حملة قمع ضد بريغوجين تنطوي على
خطر اصطفاف مؤيديه مع الحركات الأخرى المناهضة لبوتين، بما في ذلك زعيم المعارضة
السياسية المسجون أليكسي نافالني.
وقال: "من الناحية المجازية، فإنه بعد وقت قصير من وجود بريغوجين
نفسه في زنزانة بجوار نافالني، سيجد معجبوه أنفسهم على نفس الجانب من المتاريس مثل
أنصار الأخير".
وهناك القليل من استطلاعات الرأي حول جاذبية بريغوجين
على مستوى البلاد، لكن تقريرا حديثا من Russian Field، وهي وكالة
أبحاث مستقلة، ذكر أن 2% من الروس الذين شملهم الاستطلاع سيصوتون لبريغوجين في
السباق الرئاسي، مثل نافالني. هذا أعلى من العديد من السياسيين، بما في ذلك شويغو،
ولكنه أقل من 30% لصالح بوتين.