اهتمت وسائل الإعلام العبرية بتغطية واسعة لكمين
المقاومة المحكم ضد جيش
الاحتلال في مدينة
جنين بالضفة الغربية صباح أمس، وقد أدى إلى إصابة سبعة جنود بجراح مختلفة وإعطاب عدة آليات عسكرية إسرائيلية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على جنين عن استشهاد ستة فلسطينيين بينهم طفل، وإصابة العشرات، 18 منهم في حال الخطر.
وتخلل العدوان إطلاق لصاروخ من طائرة آباتشي، فيما تمكنت المقاومة الفلسطينية من تفجير عبوات محلية الصنع، ما أدى إلى إعطاب عدد من الآليات العسكرية.
"يديعوت": التهديد يستوجب نظرة أخرى
وتحت عنوان "لا تسمحوا للضفة بأن تصبح غزة"، أوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في خبرها الرئيس، أن الحملة في جنين ستصبح علامة فارقة لدى جيش الاحتلال، ليس فقط بسبب الزمن الطويل الذي استغرق للخروج من الورطة، بل جراء السبب الذي أدى إليها.
واعتبرت الصحيفة أن إدخال عبوات شديدة الانفجار، يجعل الجبهة منطقة تشبه جنوب لبنان في التسعينيات.
وذكر مسؤول كبير في جيش الاحتلال، أن هذا الواقع لم يولد أمس، بل إنه كان وليد العام والنصف، مشيرا إلى أن العبوات أنتجت في جنين ولم تأت من الخارج.
وتابع بأن عبوة أمس محلية وكبيرة زرعت بمهنية، والمعضلة أنه بهذه الوتيرة من تطوير إنتاج العبوات فإن جيش الاحتلال سيجد نفسه مضطرا لأن يدخل بمجنزرات محصنة كتلك المخصصة للبنان وغزة، "من كان يصدق هذا".
ورأت الصحيفة، أن هذا التهديد يستوجب نظرة أخرى من الجيش الإسرائيلي إلى المجال الذي تخرج منه خلايا المقاومة في الأشهر الأخيرة، وعلى المنظومة أن تكون قادرة على أن تدخل الجنود بشكل متواصل لأجل "جز العشب" للمقاومة.
وأضافت أن ما جرى من المقاومة هو جهد مرتب ومنظم غايته ردع اقتحام جيش الاحتلال، مثلما في قطاع غزة، و"على تل أبيب أن تجد جوابا في نمط العمل الآخذ في التطور".
وشددت على أن الصورة التي خرجت من جنين كانت سيئة جدا للردع، حيث نشرت العديد من الصور لسكان جنين مع قطع الآليات التي بقيت في الميدان.
ووفقا لتقديرات قيادة المنطقة الوسطى، فإن "المستقبل لا يبشر بالخير"، فالسلطة الفلسطينية تفقد السيطرة، وفي اليوم التالي لوفاة محمود عباس، سيتفاقم الوضع، وعليه فإن هناك ساحتين تقلقان الجيش الإسرائيلي؛ "إيران ومعها حزب الله في الشمال والشعب الفلسطيني في
الضفة، وغزة ستنتظر دورها".
"إسرائيل اليوم": العبوات مقلقة
وذكرت صحيفة "
إسرائيل اليوم" في مقال للخبير العسكري يوآف ليمور بعنوان "حان الوقت لاقتلاع وباء المقاومة في الضفة"، أن المفاجأة الوحيدة في ما حصل أمس في جنين، هو أن الحملة الإسرائيلية بدأت قبل عام ونصف ضد المقاومة، لكن العمل المقاوم الذي بدأ في جنين انتقل إلى نابلس ومؤخرا في طولكرم.
وأشارت الصحيفة إلى حالة الضعف التي تكتنف السلطة الفلسطينية، والتي لم تعد أجهزتها الأمنية قادرة على كبح المقاومة، ففي السابق لم يكن الجيش الإسرائيلي يعمل إلا في "حالات شاذة" بخلاف اليوم.
وزعمت أن الفراغ الذي تركته السلطة، ملأته فصائل المقاومة وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وإلى جانبها تشكيلات محلية مثل "عرين الأسود" في نابلس، وفي بعض الأحيان مشاركة عناصر من الأجهزة الأمنية فيها.
ونجم عن ذلك، ارتفاع حاد في العمليات التي مصدرها شمال الضفة، وقد نجح بعضها، ما استدعى من الجيش و"الشاباك" زيادة أنشطتهما في تلك المنطقة، وأصبحت االحملات حدثا مركبا تجرى تحت النار، واستخدام العبوات المحلية.
ووصف ضابط كبير في هيئة الأركان مؤخرا ما يجري بقوله: "هذه العمليات تبدو مؤخرا كمشهد من فيلم "سقوط الصقر الأسود" عن التورط الأمريكي في الصومال.
ونوهت الصحيفة إلى أن حملة أمس تعقدت، بسبب انكشاف القوة الخاصة، واستخدام العبوات نحوها ما أدى إلى إعطاب عدد من المركبات وإصابة الجنود، ما استدعى استخدام "الآباتشي" لأول مرة منذ انتفاضة الأقصى.
ورأت الصحيفة أن مستوى المقاومة في الميدان أصبح يشكل تحديا للجيش الإسرائيلي، مقارنة بفترات سابقة.. مع كميات "غير معقولة" من الوسائل القتالية.
وأكدت الصحيفة، أن العبوات المحلية مقلقة على نحو خاص بسبب قدرتها على إحداث الضرر، وعلى الجيش أن يفكر في إضافة المزيد من صفائح التحصين للآليات لضمان سلامة قواته، ولكن "الوقت قد حان لشن حملة أوسع في شمال الضفة الغربية".
واستدركت، بأنه لا حاجة لاحتلال المنطقة أو العودة للسيطرة عليها، "لكن المطلوب تركيز قوات كبيرة واستنفاد المعلومات الاستخبارية والقدرات العملياتية" في مواجهة المقاومين، مشيرة إلى أن مثل هذا الخيار موجود على الطاولة منذ أكثر من سنة.