نشرت صحيفة "
وول ستريت جورنال" تقريرا قالت فيه؛ إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحرك سريعا للسيطرة على إمبراطورية
فاغنر العالمية، مشيرة إلى أن الكرملين طمأن الدول الأفريقية ودول الشرق الأوسط، أنها ستقوم بإدارة مرتزقة فاغنر التي وسعت التأثير الروسي في هذه المناطق وبكلفة قليلة.
وقالت الصحيفة؛ إن
روسيا بدأت بعد ساعات من وقف يفغيني
بريغوجين، زعيم مرتزقة فاغنر تقدم قواته نحو موسكو، بوضع اليد على الإمبراطورية الدولية للشركة التي بنتها عبر العلاقات التجارية العسكرية، حيث سافر نائب وزير الخارجية إلى دمشق، شخصيا لكي يبلغ رسالة للرئيس بشار الأسد، وهي أن قوات فاغنر لن تعمل بشكل مستقل.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولين بارزين في الخارجية التقوا برئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، الذي يضم حرسه الشخصي مرتزقة من فاغنر، وقدموا له تأكيدات من أن أزمة فاغنر لن تعرقل التوسع الروسي في أفريقيا، فيما قامت المقاتلات الروسية من وزارة الأوضاع الطارئة برحلات مكوكية من
سوريا إلى مالي، التي تعتبر من أهم مراكز فاغنر الخارجية.
وتعلق الصحيفة على هذه التحركات بالقول؛ إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يريد أن يؤكد للشركاء الأفارقة وفي الشرق الأوسط، أن عمليات فاغنر ستستمر بدون تعطل، وذلك حسب دبلوماسيين وضباط في الاستخبارات ومنشقين عن الشركة، إلى جانب أشخاص اطلعوا على المحادثات ومراجعة لحركة الطيران.
وتظهر وثائق اطلعت عليها "وول ستريت جورنال" أن الكرملين استطاع الحصول على تأثير دولي كبير وموارد مالية من شركة كونكورد القابضة، التي أدارها بريغوجين إلى جانب عدد من الشركات الوهمية.
وتبلغ موارد شركات فاغنر المتعددة مئات الملايين من الدولارات في أفريقيا كل عام، وكذا بناء تأثير في القارة الأفريقية وتمويل الحرب في أوكرانيا.
وتشمل مصادر المال للمجموعة، تصدير الذهب السوداني إلى روسيا وكذا الماس من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى الإمارات، والخشب إلى باكستان، حسب هؤلاء المسؤولين.
ونشرت فاغنر على مدى سنوات، تأثيرها الأمني في الدول التي تحكمها أنظمة ديكتاتورية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وبدأت في الأونة الأخيرة تتحرك بحذر في دول أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، هذا إلى جانب نشرها أكثر من 30.000 مقاتل في أوكرانيا.
وأصبح مرتزقة فاغنر الذين يدعمهم جيش من المخططين الاستراتيجيين والممولين والباحثين الجيولوجيين حول منظور التنقيب عن المعادن الثمينة، متمكنين في دول مثل سوريا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وعرضت المجموعة مساعدات لقمع القوى المعادية للحكومات في كل من السودان وفنزويلا. وكشفت وثائق البنتاغون التي سربت على تطبيق الثرثرة للألعاب "ديسكورد" عن زيارة وفد من فاغنر إلى هاييتي، حيث عرضوا على الحكومة المساعدة في
السيطرة على العاصمة بورت أوف فرانس، التي تكافح الحكومة للتحكم بها.
وهناك حوالي 6000 من مقاتلي فاغنر تم نشرهم خارج روسيا، حيث يقدمون خدمات متنوعة تتراوح ما بين حماية المناجم والسياسيين في جمهورية أفريقيا الوسطى، إلى الدفاع عن حقول النفط التابعة للحكومة السورية. وفي مالي يقوم مرتزقة المجموعة بمواجهة المتشددين الذين يخوضون حربا ضد الدولة منذ عام 2012.
وتعلق الصحيفة من أن مصير شركة فاغنر مرتبط بقدرة الكرملين على تهميش بريغوجين، والحفاظ على الإمبراطورية التي بناها في ثلاث قارات.
واعترف الرئيس بوتين أخيرا بعد سنين من الإنكار، أن الدولة الروسية مولت الشركة. وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، تدفع وزارة الدفاع التي أرسلت مرتزقة فاغنر عام 2013، رواتب 3000 من المرتزقة، وذلك حسب فيدلي غوانجيكا، مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي.
وفي روسيا، أعطت السلطات مرتزقة فاغنر حتى الأول من تموز/ يوليو لتوقيع عقود مع وزارة الدفاع، فيما قال بريغوجين الذي هبطت طائرته في بيلاروسيا، إن رجاله سيرفضون العقود، مع أنه لم يقل إن كان سيظل مديرا للمجموعة أم لا.
ومن أجل مواجهة أي مظهر من أثر التمرد، قام نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشنين بالطيران إلى دمشق نهاية الأسبوع، وحث الأسد على منع مقاتلي فاغنر من مغادرة سوريا بدون موافقة من موسكو. وطلب من مقاتلي فاغنر الذين ظلوا يعملون باستقلالية الانتقال إلى قاعدة حميميم في ميناء اللاذقية ونفذوا الأمر، حسب شخصين على معرفة بالأمر.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت فاغنر حملة واسعة للتوسع في القارة الأفريقية، ونشر في الأشهر الأخيرة إعلانات للتجنيد، حيث تحدثت عن خبرتها الطويلة في أفريقيا.
وفي كانون الثاني/ يناير، عقدت فاغنر محادثات مع بوركينا فاسو، وأظهرت دعايتها أنها ترغب بالتوسع في ساحل العاج على المحيط الأطلسي.
وكشفت وثائق المخابرات الامريكية عن خطة لفاغنر لمساعدة المتمردين في تشاد وزعزعة الاستقرار فيها، وربما قتل الرئيس التشادي. وكشف تقرير للأمم المتحدة عن تدريب مرتزقة فاغنر لجنود محليين في جمهورية أفريقيا الوسطى؛ للسيطرة على منطقة مهمة للماس، بهدف فتح ممر من المناطق التي تسيطر عليها فاغنر في السودان لمركز تجارة المعادن الثمينة في دبي.