توقعت مصادر مغربية مطلعة أن تحدد "
إسرائيل" موقفها
النهائي من
الصحراء وتعترف بسيادة
المغرب رسميا عليها في أيلول (سبتمبر) المقبل،
بالتزامن مع عقد قمة النقب.
وكشفت صحيفة "الأيام" المغربية اليوم
الاثنين، النقاب عن ربط "إسرائيل" قرارها المنتظر بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه
باستضافة الرباط لمنتدى تأجل أكثر من مرة لوزراء خارجية دول المنطقة الموقعة على
اتفاقات تطبيع معها برعاية أمريكية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الإسرائيلي
إيلي كوهين، قوله: "نعمل حاليا على هذه القضية، وخطتنا هي اتخاذ قرارنا
النهائي في منتدى النقب"، مضيفا أنه من المتوقع أن تستضيف المغرب المنتدى في أيلول/ سبتمبر.
واستقبل المغرب مؤخرا ثلاثة وزراء
إسرائيليين في زيارات رسمية متفرقة، فضلا عن رئيس الكنيست ومستشار الأمن القومي
الإسرائيلي.
ويعمل المغرب والكيان الإسرائيلي على تعزيز تعاونهما
العسكري في سياق إقليمي متوتر.
ورفع المغرب مستوى العلاقات مع "إسرائيل" في
عام 2020، بتشجيع من الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب الذي اعترف بحكم الرباط
للصحراء الغربية التي تطالب بها جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر كدولة
مستقلة. لكن الرئيس الحالي جو بايدن، لم يمض قدما في فتح قنصلية هناك.
وقالت مصادر دبلوماسية إن المغرب قد يقيم
علاقات كاملة مع "إسرائيل" من خلال ترقية البعثات الدبلوماسية الحالية متوسطة
المستوى إلى سفارات مقابل
اعتراف إسرائيلي بتبعية الصحراء للمغرب.
لكن المغرب أرجأ الشهر الماضي ما يسمى
بمنتدى النقب لـ"إسرائيل" والدول العربية، متذرعا بالسياسات الإسرائيلية تجاه
الفلسطينيين.
وردا على سؤال في إفادة لوسائل إعلام أجنبية
عن ما سعت إليه "إسرائيل" مقابل الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وما إذا
كانت تخطط لفتح قنصلية في الإقليم، ربط وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين
القرار بالمؤتمر.
وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قد
أعلن نهاية حزيران (يونيو) الماضي، عن تأجيل قمة "النقب" التي كان مقررا
تنظيمها في بلاده، "بسبب الأوضاع السياسية بالمنطقة".
وأشار بوريطة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع
وزير الخارجية السويسري إغناسيو كاسيس، في العاصمة المغربية الرباط، إلى أن "تأجيل القمة التي كان مرتقبًا
تنظيمها في المغرب جاء بسبب الأوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة"، في إشارة
إلى التصعيد الإسرائيلي في فلسطين.
وفي هذا الإطار، لفت بوريطة إلى أن القمة
المرتقبة "تحتاج إلى توفر شروط موضوعية كي تحقق أهدافها، خاصة فيما يدعم
الأمن والسلام بالمنطقة".
وقال إن بلده "يتطلع إلى تنظيم قمة
النقب بداية الموسم السياسي المقبل"، في إشارة إلى تشرين الأول/ أكتوبر موعد
افتتاح البرلمان في المغرب.
وفي 2 كانون الثاني (يناير) الماضي، أعلن
وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن المغرب سيحتضن خلال آذار (مارس) 2023
اجتماع قمة "النقب 2" بين "إسرائيل" والإمارات والبحرين ومصر إضافة للدولة
المضيفة والولايات المتحدة.
لكن القمة لم تنعقد في موعدها المعلن حينها،
وفيما لم يتم ذكر الأسباب، فإن الصحافة العبرية كانت كل مرة تعلن عن التأجيل
وموعد جديد، دون أن تؤكده الجهات الرسمية من الجانبين الإسرائيلي والمغربي.
وكانت مدينة النقب جنوب "إسرائيل" قد استضافت
النسخة الأولى من "قمة النقب" في آذار (مارس) 2022، والتي شارك فيها
وزراء خارجية "إسرائيل" ومصر والمغرب والبحرين والإمارات والولايات المتحدة، حيث
اتفقت الدول الست على عقد القمة بشكل سنوي.
يذكر أن وسائل إعلام أمريكية قد كشفت النقاب
عن أن الصومال وجزر القمر سيشاركان في قمة المغرب.
وأورد موقع "أكسيوس" الأمريكي، الأسبوع
الماضي، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أن "الدولتين العضوين في جامعة الدول
العربية وافقتا على إرسال مسؤولين كبار كمراقبين إلى الاجتماع الوزاري لمنتدى
النقب المزمع عقده في المملكة المغربية”، مضيفا أن "مسؤولي الدولتين
الأفريقيتين يجرون، منذ سنوات، مباحثات مكثفة مع نظرائهم الإسرائيليين في هذا
الصدد. كما أنهم قاموا، مؤخرا، بزيارات سرية إلى تل أبيب".
وأورد المصدر عينه أن "أهمية انضمام
الصومال وجزر القمر تكمن في أن هذين البلدين لا تربطهما أي علاقات دبلوماسية
رسمية مع ’دولة إسرائيل‘، وعلى الرغم من أنها خطوة متواضعة فإنها ستشكل دفعة مهمة
لعملية التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية".
ويثير التقارب المغربي-الإسرائيلي مخاوف الجزائر،
التي تسعى من جانبها لتقوية علاقاتها العسكرية مع روسيا.