احتفل
الجزائريون، الثلاثاء، بالذكرى الـ61 لعيدي
الاستقلال والشباب، بشعار "جزائر
الانتصارات .. مكاسب وإنجازات"، وهي المناسبة التي تستحضر فيها الجمهورية،
كلما حل تاريخ 5 يوليو، الأحداث والذكريات، عبر رفع الرايات الوطنية وزيارة مقابر
الشهداء ووضع أكاليل من الزهور عليها.
واحتفلت البلاد باستقلالها عبر نشر الفرح في
جل المدن، خاصة الجزائر العاصمة التي تعيش على إيقاع لوحات فنية واستعراضية
مُختلفة، من قبيل عرض شعبي جاب الشوارع الرئيسية، ومواكب فرق فنية، وشباب الكشافة
الإسلامية الجزائرية.
ومن ساحة
الشهداء إلى البريد المركزي وعلى طول الواجهة البحرية للجزائر العاصمة، تم إبراز
كيف قاوم الجزائريون الاستعمار الفرنسي على مدار سنوات طِوال، وكذا مسلطين الضوء
على جُملة من القوالب الثقافية والتاريخية التي تتميز بها دولة الجزائر.
احتفالات..
وتهانٍ رسمية
وبمناسبة ذكرى
يوم الاستقلال، قدّم رئيس البرلمان العربي، بن عبد الرحمن العسومي، تهانيه لرئيس
الجمهورية، عبد المجيد تبون والبرلمان والشعب الجزائري.
ونشر البرلمان العربي، في موقعه الرسمي،
رسالة تهنئة للجزائر بعيد الاستقلال، وجاء فيها "أن يوم الاستقلال الجزائري،
يمثل ذكرى غالية على قلوب العرب ومصدرًا للفخر لتبقى أسطورة تدرس للأجيال القادمة".
من جهته، هنأ
الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، رئيس جمهورية الجزائر بمناسبة
الاستقلال؛ مؤكدا على أن "هذه الذكرى عزيزة على قلب كل مواطن جزائري وعربي،
لما تحمله من معانٍ عظيمة في العزة والكرامة والتضحية في سبيل نيل الاستقلال وبناء
الوطن".
كذلك، تسلّم
الرئيس الجزائري، برقية تهنئة من ملك الأردن عبد الله الثاني، التي عبر فيها عن
تمنياته للشعب الجزائري بـ"المزيد من التقدم والازدهار".
من جهته، أعرب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة
التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، عن تهانيه بالقول "نعبر عن اعتزازنا
كفلسطينيين بعلاقاتنا الأخوية الوطيدة مع بلد المليون شهيد، وتقديرنا العالي لمواقف
الجزائر الثابتة والداعمة لحقوق شعبنا ونضاله العادل لاستعادة أرضه ومقدساته،
وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
ودوليا، هنأ الرئيس الأمريكي، جو بايدن،
ووزير خارجيته، أنتوني بلينكن بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال بالتأكيد على أن
الولايات المتحدة يربطها بالشعب الجزائري "روابط ثقافية وتعليمية واقتصادية
عميقة ومتوسعة".
تهان مُستمرة
وتداول عدد من
الإعلاميين والسياسيين منشورات، على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير
عن المشاعر الوطنية التي تتقد في كل سنة تحل فيها ذكرى الاستقلال.
واختارت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي
الترحم على الشهداء، في إشارة إلى أنهم أهدوا الجزائر "نعمة الاستقلال، ورحلوا
واثقين، كما هم الشهداء"، مضيفة في التغريدة نفسها: "تحية في عيد
استقلالنا لمن ما زال في الجزائر من شرفاء. سلاما للرجال الرجال وللحرائر النساء،
الثابتين على المبادئ، الجاهزين مجدّدًا للفداء".
بدورهم، عدد
من الفنانين العرب، بعثوا برسائل ود لتهنئة دولة الجزائر في يوم استقلالها، مثل
الفنانة اللبنانية نوال الزغبي التي غردت في حسابها على تويتر، "الجزائريون
وُلدوا أحراراً وسيبقون أحراراً، وعقدوا العزم أن تحيا الجزائر، كل عام والجزائر
وشعبها بخير"؛ فيما غردت نانسي عجرم بجملة "ينعاد ع الجزائر وشعبها
الطيب بأيام كلها أمان واستقرار. كل عيد استقلال وانتو بخير".
وفي هذا
السياق، يقول الصحافي الجزائري، عبد الناصر حنو، إن الاستقلال مناسبة وطنية لا
يمكن تجاوزها أو تناسيها مهما كانت الأسباب. "لأنها تمثل نتاج إحدى أعظم
الثورات في تاريخ البشرية، والتي أدت إلى التحرر من جرائم الاستعمار الفرنسي، بعد
أزيد من قرن ونصف من
الاحتلال، وما تلاه من جرائم بشعة ضد الإنسانية، منها ارتقاء
أزيد من 1.5 مليون شهيد منذ اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية".
وأضاف حنو، في حديثه لـ"عربي21" أن
"إحياء مثل هكذا مناسبات وطنية يهدف بالدرجة الأولى إلى تعريف الأجيال
بالتضحيات الجسام التي قدمها أبناء الجزائر البررة من أجل استرجاع حريتهم
المسلوبة، والاستقلال عن المستعمر الفرنسي الغاشم، الذي عاث في الأرض فساداً،
وانتهك حرمات الجزائريين، ونهب خيراتهم دون أي وجه حق".
وتابع: "تقام
في كل ربوع التراب الجزائري تظاهرات وعروض ثقافية وتاريخية ورياضية، للتعريف
بالثورة التحريرية المجيدة، يتخللها إبراز الموروث الثقافي والتاريخي للجزائر، مثل
الألبسة التقليدية العريقة، التي كان يرتديها الجزائريون قبل وأثناء فترة الاستعمار،
لا سيما المجاهدون والفدائيات في عملياتهم ضد المستعمر الفرنسي".