نشر موقع مجلة "
بوليتكو" تقريرا أعده كل من جوناثان ليمير
وألكسندر وورد قالا فيه؛ إن الرئيس جو
بايدن أعلن عن انتصاره على الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين وسط تزايد التحديات في أوكرانيا.
وقالت المجلة؛ إن الرئيس أنهى جولته
الأوروبية في العاصمة الفنلندية هلسنكي بشكل متناقض مع زيارة دونالد ترامب وقمته
مع بوتين قبل خمسة أعوام.
فقد أكد الرئيس من هيلسنكي قوة
الناتو وقدرته على وقف روسيا، ولكن هذه
التأكيدات في الخارج جاءت وسط حالة من عدم اليقين تخيم على مستقبل الحرب.
وقالت؛ إن الرئيس أنهى رحلته في هيلسنكي بحضور مختلف عن آخر زيارة لرئيس
أمريكي للعاصمة الفنلندية. فقبل خمسة أعوام دعم ترامب موقف بوتين ضد الاستخبارات
الأمريكية، ونتيجتها بأن موسكو تدخلت في انتخابات عام 2016.
وهذه المرة لوح بايدن بقوة التحالف
المصمم لوقف بوتين وتوسع الناتو في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا. وقال بايدن: "لقد خسر بوتين الحرب"، وقال بمؤتمر صحفي: "لدى بوتين مشكلة حقيقية،
وكيف سيتحرك من هنا؟ وماذا سيفعل؟ وكذلك ستكون هناك فكرة الوسيلة التي سيستخدمها،
ويمكنه وقف الحرب غدا ويمكنه القول "لقد خرجت"".
وغادر بايدن أوروبا بمزاج المنتصر، وببداية طازجة بعد انضمام السويد للحلف
وتأكيده الوحدة بين جانبي الأطلنطي، وهو أمر مهم له شخصيا. وفي خطاب مركزي له
في ليتوانيا، دافع فيه عن سياساته وعبأ الديمقراطيات لمواصلة قتال الطغيان في
أوكرانيا وحول العالم.
وكان بايدن قادرا على تخفيف مظاهر قلق الرئيس الأوكراني فولدومير زيلنيسكي، الذي
خفف من غضبه في أثناء قمة فيلينوس من أن التحالف يحاول إبطاء دخول بلاده في التحالف.
إلا أن الرئيس خلف وراءه نقاطا مفتوحة وأسئلة بدون إجابة وتتعلق بالخطوات
القادمة لأكبر حرب تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ومشكلة بايدن هي أن
ما سيأتي لاحقا يظل خارجا عن سيطرته.
فيمكن للكونغرس وقف عمليات تسليم مقاتلات أف-16 لتركيا، وهو ما يدفع أنقرة
للتفكير مرتين حول منح الضوء الأخضر للسويد. وأكثر من هذا، فماذا عنى بايدن بالالتزامات
الأمنية طويلة الأمد نحو أوكرانيا، التي شبهها بالتزام أمريكا الطويل تجاه إسرائيل.
وهل تعني أن يلتزم الكونغرس بالحرب ولسنوات قادمة؟
وفي ظل تعثر الهجوم الأوكراني المضاد، هناك حلفاء ونواب في الكونغرس يعيدون
التفكير بالدعم لأوكرانيا، وهناك مخاوف حقيقية بشأن الترسانة العسكرية للبلد؛ فنقص
الإمدادات دفع أمريكا لاتخاذ خطوات مثيرة للجدل، كتزويد كييف بقنابل عنقودية.
وارتفع صوت الهمس بين الجمهوريين العائدين من زيارة أوكرانيا حول استمرار تمويل أوكرانيا بالمستويات الحالية.
وعن البداية المتعثرة للهجوم المضاد، قال بايدن؛ إن زيلينسكي اعترف له بأنه
"عمل شاق". ثم هناك الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، ويتوقع أن
يكون ترامب المرشح الرئيسي للجمهوريين، وربما فكك كل ما بناه بايدن، وبعد أشهر من
عودته إلى البيت الأبيض.
وبالتأكيد فقد كان شبح الرجلين، ترامب وبوتين، حاضرا في هلسنكي؛ فقد كانت
ظلال قمة ترامب- بوتين في تموز/ يوليو 2018 حاضرة في لقاء بايدن مع الرئيس
الفنلندي سولي نينسوتو. فقد عقد المؤتمر الصحفي يوم الخميس، في الغرفة نفسها،
عندما سأل صحفي ترامب: "من تصدق؟" وعندها وقف ترامب مع بوتين ورفض نتيجة
حكومته.
واليوم، أصبح بوتين منبوذا دوليا بعد غزوه لأوكرانيا وتعثر جيشه وعدم تحقيقه
الهدف بعد مرور أكثر من 500 يوم، في وقت احتشد فيه العالم لدعم أوكرانيا. وكان
انضمام فنلندا إلى الناتو التي تشترك بحدود طولها 800 ميل مع روسيا، هو تعبير عن
تخلي البلد عن الحياد المستمر منذ عقود.
وقال ترامب؛ إنه سيعيد النظر بالحرب في أوكرانيا وسيخرج من الناتو، إلا أن
بايدن ومضيفه الفنلندي قللا من تصريحاته وتهديداته لو عاد لوحدة الناتو. وقال
بايدن؛ إنه "سيضمن بالمطلق" أن الولايات المتحدة باقية في الناتو، مشيرا
لدعم الحزبين لهذا الأمر، لكنه قال: "لا أحد يضمن المستقبل، ولكن هذا هو
الرهان الأحسن".
وفي الوقت الذي منحت فيه الإدارة الجزرة للدول، إلا أن الوفود المرافقة من
الكونغرس لوحت بالعصا للدول الأعضاء وحثتها على زيادة نفقاتها الدفاعية. وفي الوقت
الذي عاد فيه زيلينسكي خائب الأمل من عضوية في الناتو، إلا أنه لم يعد خاوي الوفاض،
فقد عاد بمليارات الدولارات من الضمانات الأمنية والدفاعية من الناتو، ومجموعة
الدول السبع التي تمنحه التفوق النوعي في هذه الحرب المستعصية.
وعبرت وفود الحزبين عن حذر بشأن عضوية أوكرانيا بالناتو، وهو موقف كرره
بايدن من أن البلد ليس جاهزا للعضوية قبل نهاية الحرب، لكنه أكد أن مستقبلها في
الحلف بدون تقديم جدول زمني.