بعد أن تمكنت
المليشيات الإيرانية المدعومة من
النظامين
العراقي والسوري في فرض قوتهما العسكرية، وهو الفرض الذي ما كان له أن
يحصل بدون الدعم الروسي في
سوريا والأمريكي في العراق، تجد هذه المليشيات
الطائفية نفسها متفرّغة لاستهداف هوية أعظم حضارتين إسلاميتين،
وهما الحضارتان الأموية والعباسية، خصوصاً وقد أتت برامج التطبيع مع النظامين
المفروضين بقوة السلاح والمليشيات الطائفية والاحتلالات الأجنبية لتسلحمها بسلاح
عربي رسمي في مواجهة شعبيهما.
فالدول العربية التي هرعت للتطبيع مع النظام السوري،
وقبله مع النظام العراقي، أملاً منها بأنهما سيردّان التحية بمثلها أو بأحسن منها،
فوجئ الجميع برفض النظام السوري الرد على هذا التطبيع، بل وزادت شحنات تصدير
الكبتاغون للدول العربية، كما تم الكشف عن عمليات ممنهجة في استهدف أسطح منازل
المدن والبلدات السورية التي احتلتها المليشيات الطائفية، عبر تدمير أسطح المنازل
الإسمنتية، ونزع الحديد منها، في إشارة واضحة إلى أن ما تروج له الدول المطبعة عن
عودة اللاجئين ليس وارداً لدى النظام السوري، بل ويعمل على منعه بشكل ممنهج، وإلى
الأبد بنظره.
الجديد في استهداف هوية العراق والشام، ما حصل أمس من حريق ضخم التهم سوق ساروجة التاريخي الدمشقي، والذي أتى على الوثائق التاريخية في دار السيد عبد الرحمن باشا اليوسف الذي كان مديراً للحج أيام الخلافة العثمانية، وتشكل هذه الوثائق بنظر المراقبين والمتابعين نصف تاريخ سوريا، وتضم وثائق تاريخية تعود إلى 400 عام
لكن الجديد في استهداف هوية العراق والشام، ما حصل أمس
من حريق ضخم
التهم سوق ساروجة التاريخي الدمشقي، والذي أتى على الوثائق التاريخية
في دار السيد عبد الرحمن باشا اليوسف الذي كان مديراً للحج أيام الخلافة
العثمانية، وتشكل هذه الوثائق بنظر المراقبين والمتابعين نصف تاريخ سوريا، وتضم
وثائق تاريخية تعود إلى 400 عام، بالإضافة إلى وثيقة إعلان الوحدة والتوقيع
عليها، وغيرها من يوميات بعض السياسيين أيام الاحتلال الفرنسي.
الحريق التهم كذلك حوانيت وبيوت أخرى، وقد أشار الكثير
من أهالي دمشق إلى دور المليشيات الإيرانية في هذا الفعل، بغية تغيير هوية دمشق،
الذي سيمكّنها من السيطرة على هذه المناطق الأثرية الهوياتية للمدينة.
وقد سبق هذا استهداف ريف دمشق وتحديداً مناطق الغوطة،
من حيث تغيير الهوية السنية، والتهمت أيضاً حرائق عدة في السابق مناطق تاريخية في
دمشق وحلب وغيرهما بغية تغيير هوياتي للمدن السنية العريقة، وصاحب هذا العمل تغيير
ديمغرافي في المدن السنية، بالإضافة إلى العمل على نشر المذهب الشيعي، وشتم رموز
الصحابة في المدن السنية العريقة؛ دمشق وحلب ودير الزور وغيرها من المدن السورية
المحتلة.
في موازاة ما يجري في سوريا فإن ما يتعرض له العراق
على مدى سنوات يندى له جبين الإنسانية، في ظل صمت مطبق من منظمة اليونسكو المعنية
بشكل أساسي وجوهري بمثل هذه المواقع الثقافية والإنسانية المستهدفة طائفياً، فقد
قامت المليشيات الطائفية في العراق
بتدمير مسجد السراجي الأثري في قضاء أبي الخصيب
بمحافظة البصرة في الجنوب العراقي، على الرغم من اعتراض دائرة الآثار والوقف
السني، لكن التدمير قوبل بصمت مريب دولياً وعربياً.
في موازاة ما يجري في سوريا فإن ما يتعرض له العراق على مدى سنوات يندى له جبين الإنسانية، في ظل صمت مطبق من منظمة اليونسكو المعنية بشكل أساسي وجوهري بمثل هذه المواقع الثقافية والإنسانية المستهدفة طائفياً، فقد قامت المليشيات الطائفية في العراق بتدمير مسجد السراجي الأثري في قضاء أبي الخصيب بمحافظة البصرة في الجنوب العراقي، على الرغم من اعتراض دائرة الآثار والوقف السني
ويتزامن هذا مع تعدّيات ضخمة يقوم بها المسؤولون
العراقيون إن كان على كلية الزراعة والسطو على أراضيها، أو بالسطو على أراضي مطار
بغداد، والأسوأ من هذا كله السطو على ممتلكات الدولة وتحويلها إلى أملاك خاصة
للمسؤولين، بحيث تقام عليها مولات ومشاريع خاصة، بعيدة كل البعد عن مشاريع البنى
التحتية التي تخدم المواطن؛ من مشافٍ ومحطات كهرباء ومياه ونحو ذلك، وبات
المسؤولون يتباهون بعلو هذه المباني التي يتم بناؤها؛ بينما بغداد كانت بيوتها
فسيحة وواسعة وواجهة بيوتها عريضة وجميلة، فاليوم يتم تقسيم البيت الواحد إلى أكثر
من بيت، فتغيرت بذلك واجهة البيوت البغدادية العريضة، وتغيرت معها هويتها
البغدادية التي طبعتها لقرون، لتتحول لأشبه ما تكون بأبنية عشوائية.
يتزامن هذا التدمير الممنهج، مع
زيارة رئيس الوزراء
العراقي إلى دمشق، وخروجه مع رئيس النظام السوري بشار أسد بمؤتمر صحافي مشترك،
يشيد فيه الأخير بالحشد الشعبي الذي قتل السوريين كما قتل العراقيين، وبالمقابل
يتعهد السوداني بمساعدة النظام السوري في استعادة المناطق الخارجة عن سيطرته. كل
هذا يأتي بعد تطبيع بعض الدول العربية مع النظام السوري، وإن هذه الدول سترى تداعيات تحركها على نفسها قريباً.