عادت معضلة انقطاع الكهرباء، لتلقي بظلالها على المدن والقرى
المصرية، حيث اشتكى المواطنون من طول مدّة فصل التيار الكهربائي لما يزيد عن 6 ساعات متواصلة، خاصة في محافظات الصعيد والدلتا وأجزاء من محافظات القاهرة الكبرى، وذلك بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.
ومع تواصل منصة الطاقة المتخصصة، في رصد تطورات انقطاع الكهرباء في مصر، علّق رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأربعاء، أنه تم الانطلاق منذ يومين في عملية تخفيف أحمال الكهرباء، نتيجة للموجة الحارة التي تشهدها البلاد حاليا، وكذا زيادة
استهلاك الطاقة الكهربائية بصورة كبيرة، الشيء الذي انعكس على زيادة حجم استهلاك
الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء، وأدّى إلى إحداث ضغط على الشبكات الخاصة به، وانخفاض ضغوط الغاز في الشبكات الموصلة لمحطات الكهرباء.
وأضاف مدبولي، خلال اجتماع
الحكومة، أنه تم قبل يومين "تخفيف الأحمال، حتى يمكن الوصول للضغوط العادية لشبكة الغاز" مشيرا إلى الاستمرار في تخفيف الأحمال بالتناوب، إلى منتصف الأسبوع المقبل، من أجل استعادة الشبكة ضغوطها من الغاز.
وفي السياق ذاته، أوضح مدبولي، أن "الارتفاع الشديد في درجات الحرارة أدى إلى جملة تأثيرات، على عدد من الدول المختلفة"، مردفا: "نحن حاليا في فترة تخفيف أحمال مؤقتة حتى استعادة الشبكة للضغوط العادية".
وأكد على "أهمية الاستمرار في تنفيذ الإجراءات المختلفة التي من شأنها ترشيد الاستهلاك من الكهرباء بوجه عام".
قاطع النور.. يتصدّر تويتر
أزمة انقطاع الكهرباء في مصر، دفعت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن غضبهم وانتقادهم لكيفية تدبير الحكومة المصرية لما وصفوه بـ"الأزمة"، وذلك عبر التفاعل مع وسم قاطع النور، الذي تصدَّر منصّة تويتر، خلال الساعات الأخيرة.
وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بضرورة "التدخل السريع من أجل إيجاد حلول فورية للانقطاعات الطويلة والمتكررة للتيار الكهربائي، في ظل معاناة المواطنين المُتزايدة من ارتفاع درجات الحرارة المُفرطة".
موجة حرارة تضرب البلاد.. تزايد الطلب على الكهرباء
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية، أن يسود البلاد، الأربعاء، طقس شديد الحرارة على القاهرة الكبرى والوجه البحري وجنوب سيناء وجنوب البلاد.
وعلى الرغم من أن الإنتاج الكهربائي في مصر سجل فائضا بنحو 10 آلاف ميغاواط، إلا أنه بعد توقّف محطتي محولات جهد 220 كيلو فولت عن العمل لمدة ثلاث ساعات، شهدت عدد من المناطق، انقطاعًا تامًا للكهرباء لساعات طويلة، على مدار الأسبوع الجاري.
وكانت وزارة الكهرباء قد أعلنت حالة الطوارئ بجميع شركات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، خاصة بمحطات الإنتاج ومحطات المحولات والتحكمات، حيث توجد فرق فنية للتدخل السريع في حالة حدوث أيّ أعطال أو حالات طوارئ، بكل أنحاء البلاد.
ما هي أسباب انقطاع الكهرباء؟
في الوقت الذي تُرجّح فيه الحكومة المصرية، أن أسباب انقطاع الكهرباء في مصر، يعود إلى زيادة لجوء المواطنين إلى استعمال الكهرباء بجهد أكثر من المعتاد، بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن أسباب انقطاع الكهرباء، سببه هو بدء تطبيق خطة تتمثل بقطع الكهرباء في مصر عن أغلب المناطق لمدد تتجاوز 6 ساعات يوميا منذ بداية يوليو/ تموز الجاري، من أجل توفير الغاز الذي تستعمله معظم محطات الكهرباء، وذلك وفق تصريحات منصة الطاقة المتخصصة.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الحكومة المصرية تُطبّق منذ العام الماضي خُطة تستهدف ترشيد استهلاك الغاز في محطات الكهرباء، بنسبة 18 بالمئة من إجمالي الطاقة المستهلكة على مستوى محافظات الجمهورية بحلول 2035، بهدف زيادة التصدير من أجل توفير العملة الصعبة، وذلك خاصة مع تراجع إنتاج حقل ظُهر بنسبة 11% خلال النصف الثاني من العام الماضي.
وأظهرت أرقام لوزارة البترول، تراجع إجمالي إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى 50.6 مليون طن في سنة 2022، مُقارنة بنحو 53.1 مليون طن في 2021؛ فيما تُؤكّد المصادر نفسها، نجاح خطة ترشيد الكهرباء، على مستوى خفض معدلات الاستهلاك خلال سنة 2022 إلى 45.6 مليون طن غاز، مقارنة مع 48 مليون طن في سنة 2021.
وبحسب مجلة
ميس الأمريكية، فإن إنتاج مصر من الغاز انخفض إلى أدنى مستوى في 3 سنوات، مسجّلًا 5.841 مليار قدم مكعبة في أيار/ مايو، بما يعني انخفاض نحو 1.25 مليار قدم مكعبة من الذروة التي سجلها عند 7.193 مليار قدم مكعبة في سبتمبر/أيلول 2021.
وتجدر الإشارة، إلى أن مصر تعوّل على الآبار الاستكشافية في عامي 2023 و2024 من أجل إنتاج الغاز، لتعويض قلة مشروعات التنقيب والإنتاج الجديدة التي تمثّل عقبة رئيسة في البلاد. فيما تتوقع الحكومة المصرية استمرار زيادة الطلب على الكهرباء خلال شهري تموز/ يوليو الجاري وآب/ أغسطس المقبل، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأحمال على الشبكة.