دعا رئيس الوزراء الأردني الأسبق، علي أبو الراغب، الدولة الأردنية إلى تغيير أسلوب "الدبلوماسية الناعمة"، من أجل قمع ما أسماه طموحات "الثالوث الحاكم" لدى
الاحتلال، وهم بنيامين نتنياهو، ووزيريه إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتس، ولو وصل الأمر إلى الحرب.
خلال حوارية نظمتها جماعة عمان لحوارات المستقبل بعنوان "تطورات الأحداث في الأراضي المحتلة وأثرها على الأردن"، بدأ أبو الراغب منفعلًا من الخطة الإسرائيلية، إذ قال: "علينا أن نقوي بنية الجبهة الداخلية، ونحضر أنفسنا جيدًا للتحديات المقبلة مهما كانت النتائج، وأن تكون الدبلوماسية قوية وليست ناعمة"؛ لكبح جماح الحكومة اليمينية المتطرفة إذا ما رغبت بالتهجير القصري للأشقاء من الضفة الغربية.
وأضاف: "بنهاجمهم لو بالقناوي إذا وصلت إلى حرب، فالموقف لا يعد عاديا، بل حرجا، ويتطلب أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر، لا سيما أننا مالنا غير حالنا".
وشدد على أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تاريخيا لم تتصادم فيما يتعلق بالأمن الإسرائيلي والحروب التي يشنها الاحتلال.
وقال إن الولايات المتحدة "لن تتدخل في حال قامت إسرائيل بخطوات أحادية ضد
الفلسطينيين، والذي سيخلف صراعا مع الأردن، ولن تقوم إلا بإصدار بيانات شجب بلغة دبلوماسية، وطروحات لن تؤدي إلى أي نتيجة"، لافتًا إلى أن ذات الموقف ينطبق على الاتحاد الأوروبي أيضًا.
وأشار إلى أن الخطة الإسرائيلية خيرت الفلسطينيين بين العيش ضمن دولة يهودية، بحقوق منقوصة، أو الهجرة، أو القتل لمن أصر على المقاومة، مؤكدا على أن المتطرفين الإسرائيليين ذكروا أن
التهجير سيتم إلى مصر والأردن سوريا.
ولفت إلى أن لبنان خارج المعادلة، لوجود حزب الله، وغير وارد مجازفتهم بخلق عداء مع مصر، لعدة أسباب، منها ضخامة القدرات المصرية، وبشأن سوريا، فإن تواجد القوات الروسية والإيرانية وحزب الله معيق لهم، ولن يتبقى أمامهم سوى الأردن، متسائلا عن احتمالية تضحيتهم باتفاقية وادي عربة مقابل خلق هذا الصراع.
وأضاف: "أنا أقول لمجرد الفرضية، إن إسرائيل لن تتوانى عن المجازفة والقيام بتهجير الأشقاء الفلسطينيين للأردن، مع معرفتنا بميوعة الموقف الأمريكي الأوروبي، فلن يكون هناك داعم حقيقي للأردن، إلا قوته الذاتية وصلابة موقفه، مع دعم من الأشقاء العرب".
وعن الدعم العربي في حال الوصول إلى نزاع أردني مع الاحتلال، يعتقد أبو الراغب أن دعم القوى العربية في المعطيات الراهنة سيكون من العراق والاتحاد الخليجي ومصر بالمعنى المادي، فيما سيكون الدعم المعنوي من جميع الدول العربية والصديقة في العالم أجمع.
ويقترح أن يقوم الأردن باتخاذ خطوات استباقية واحتياطية ببيان خطورة الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، من خلال العلاقات الأردنية مع الدول العربية والصديقة، معتبرًا التصرفات الإسرائيلية مليئة بالرعونة والاستهتار بجميع الاعتبارات، كالشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن وحقوق الإنسان.
ويقول، "خياراتنا محدودة، ولسنا دولة عظمى، لكن لدينا شعب حي، وإحنا مش لقمة سائغة، ومش هبة ريح.. ولن نستسلم أو نصمت".
وأعرب أبو الراغب عن استغرابه من تذكير السياسي الأردني بحق العودة، في التحدث عن المطالبة بقيام دولة فلسطينية أي حل الدولتين.
وشدد على أن التطبيع بين دول عربية والاحتلال لم يؤد أو حتى يخفف من حدة التوتر الذي يجري في فلسطين، إذ لو قامت الدول العربية كلها بالتطبيع مع إسرائيل، فإن ذلك لن يؤدي إلى السلام، ولن يؤدي إلى توقف العنف في فلسطين.
ورأى أبو الراغب أنه لا يوجد قوة عربية قادرة عسكريا على مواجهة القدرات الإسرائيلية، أو أن تشكل أي نوع من التحدي الجدي، أو تمثل خطورة عليها، ما يعني أن هذا الأمر ينقل الصراع إلى أن يكون "فلسطينيا - صهيونيا، خاصة بعد معاهدات السلام وتدمير القدرات العسكرية والتصنيع الحربي في العراق، ومحدودية القدرات السورية في الوقت الراهن".
وقال إنه "إذا أخذنا بعين الاعتبار عدم وجود قوى في العالم تؤثر أو مستعدة للتدخل والتأثير على إسرائيل لفرض سلام عادل، يبقى في الساحة الشعب الفلسطيني، وقناعتي أن الشعب الفلسطيني هو الذي يشكل التحدي الأكبر لإسرائيل، من خلال الصمود والمقاومة والتمسك في الأرض وبالحقوق التاريخية.