بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هاتفيا، ملف تمديد اتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود.
وأفادت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية في بيان، الجمعة، أن الاتصال الهاتفي جاء بناء على طلب من زيلينسكي.
ولفتت إلى أن الرئيسين بحثا بشكل مفصل ملف تمديد
اتفاقية الحبوب. وأكد الرئيس أردوغان خلال الاتصال أن تركيا تبذل جهودا مكثفة كي يسود السلام.
البحث عن بديل
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، إن واشنطن تدرس مع حلفائها "خيارات بديلة" لاتفاق تصدير الحبوب.
جاء ذلك في كلمة أثناء مشاركته في منتدى "آسبن" الأمني المنعقد بين 18 ـ 21 تموز/ يوليو الجاري بولاية كولورادو وسط الولايات المتحدة، حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز".
ومنذ الأربعاء الماضي، تستهدف
روسيا مدينة أوديسا بعدد من الهجمات، بينما يترقب العالم تداعيات إعلان موسكو وقف العمل باتفاقية صادرات الحبوب الأوكرانية، وآثار القرار على أسعار السلع والمنتجات الغذائية.
وأدان بلينكن الهجمات الجوية الروسية المتزايدة على الموانئ الأوكرانية، قائلا إن "موسكو تقوم بشيء غير معقول من خلال تسليح الغذاء"، في إشارة إلى استخدام الغذاء سلاحا.
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة تعمل مع حلفاء لإيجاد طرق بديلة لتصدير الحبوب الأوكرانية، بعد انسحاب الكرملين من الصفقة وتلغيم الطرق البحرية وتهديدها بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأسود".
لكن وزير الخارجية الأمريكي حذر من أن الوسائل البديلة لتصدير الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية "من المحتمل ألا تكون كافية"، دون مزيد تفصيل.
تحذير أممي
بدوره، قال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث الجمعة إن الارتفاع الحاد في أسعار الحبوب عقب انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود "يحتمل أن يهدد ملايين الأشخاص بتفشي الجوع وبما هو أسوأ من ذلك".
وقال غريفيث أمام مجلس الأمن: "سيشعر البعض بالجوع وسيتضور البعض جوعا وقد يموت كثيرون نتيجة هذه القرارات"، مضيفا أن 362 مليون شخص في 69 دولة يحتاجون حاليا إلى مساعدات إنسانية.
وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في الاتفاق العام الماضي في مسعى لمواجهة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وتعد أوكرانيا وروسيا من أكبر البلاد المصدرة للحبوب.
وقالت الأمم المتحدة إن اتفاق البحر الأسود كان عملية تجارية وعاد بالفائدة على البلدان الفقيرة من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23 بالمئة حول العالم منذ آذار/ مارس 2022.
ونقل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة 725 ألف طن من الحبوب الأوكرانية إلى أفغانستان وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واليمن.
تلف 60 ألف طن
والأربعاء، كشفت السلطات الأوكرانية عن تلف 60 ألف طن من الحبوب المخصصة للتصدير والمخزنة بميناء تشورنومورسك قرب أوديسا.
والخميس، أعلنت كييف اعتبارها السفن التي تبحر باتجاه الموانئ الروسية أو الأوكرانية الخاضعة لسيطرة موسكو بالبحر الأسود "ناقلات محتملة لمعدات عسكرية"، بعد يوم من قرار مماثل اتخذته موسكو.
والاثنين الماضي، أعلنت روسيا وقف العمل بصفقة صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، اعتراضا على عدم تنفيذ شروطها ومطالبها في إطار الاتفاقية.
وأدانت عدد من الدول والمؤسسات الدولية قرار موسكو، وحذرت من مخاطره على الأمن الغذائي العالمي.
ووقعت الاتفاقية بإسطنبول في تموز/ يوليو 2022، بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة، للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية في شباط/ فبراير 2022.
ومددت الاتفاقية 3 مرات، حيث سهلت نقل أطنان من الحبوب والمواد الغذائية في إطار محاولات معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد شن موسكو عملياتها العسكرية.
وتعد روسيا وأوكرانيا الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من المنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة التي تعتمد عليها الدول النامية.