قالت وكالة
بلومبرغ، إن
كوريا الشمالية أبرمت "صفقات تجارية سرية مع
روسيا" من شأنها مساعدة نظام، كيم جونغ أون، في تغلبه على العقوبات الدولية ومواصلة تمويل البرنامج النووي.
وبحسب الوكالة، فقد سهلت الحرب على أوكرانيا من صفقات بيع بيونغ يانغ
أسلحة وذخائر لموسكو، في حين باتت كوريا الشمالية تستورد السكر من روسيا.
وقالت راشيل مينيونغ لي، الخبيرة بشؤون كوريا الشمالية في الشبكة النووية المفتوحة ومقرها فيينا، والتي عملت كمحللة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية على مدى عقدين تقريبا: "تتمكن كوريا الشمالية دائما من إيجاد طريقة للبقاء على قيد الحياة".
وأضافت: "ليس هناك أية مؤشرات على عودة بيونغ يانغ إلى المحادثات النووية قريبا".
وذكرت بلومبرغ، أن أحد الأسلحة التي تمتلكها كوريا الشمالية وروسيا على الأرجح هي قذائف مدفعية من عيار 152 ملم، والتي تعتبر قابلة للتشغيل عبر أسلحة الحقبة السوفيتية التي عادت للخدمة خلال غزو أوكرانيا.
ونقلت عن خبير الأسلحة، غوست أوليمانز، الذي شارك بتأليف كتاب "القوات المسلحة لكوريا الشمالية" قوله، إن بيونغ يانغ ستغتنم على الأرجح فرصة تفريغ بعض مخزونها بسعر باهظ، مضيفا أن المبلغ الذي سيحصلون عليه بالضبط يعود إلى قدرتهم على التفاوض.
على سبيل المثال، إذا باعت كوريا الشمالية قذائفها بسعر 1000 دولار للواحدة، فإن بيع 250 ألفا منها سيكون مساويا لحوالي 1 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي، وفقا لحسابات الوكالة.
وأشارت بلومبرغ إلى أن كوريا الشمالية المنزوية على نفسها لا تعلن إحصائيات رسمية عن حجم اقتصادها السنوي، ومع وجود التعتيم المتعمد، من الصعب إجراء تقييمات عامة حول حجم النشاط الاقتصادي للبلاد.
وقال الزميل في مركز الأمن الأمريكي الجديد في سيول، دويون كيم، "أن من المرجح أن تشجع الحرب الروسية في أوكرانيا كيم جونغ أون على التصرف بشكل أكثر عدوانية".
وأضاف كيم: "إن الصين وروسيا فشلتا في الوفاء بالتزاماتهما بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولهذا السبب لم تطبق العقوبات بشكل صحيح حيث تمكنت بيونغ يانغ من مواصلة تطوير أسلحتها النووية وسلوكها الاستفزازي".
ولا تعتبر صفقات الأسلحة وحدها كافية لإعادة الاقتصاد الممزق والمعزول إلى وضعه الطبيعي.
وأوضحت الوكالة، أن بيونغ يانغ أعادت فتح الروابط التجارية مع الصين، بالإضافة إلى استثمار مصادر الدخل الأخرى مثل الجرائم الإلكترونية، لضمان استقرار اقتصاد كوريا الشمالية بما يكفي ليتمكن كيم من مواصلة تحدي المجتمع الدولي.
وتتحدى كوريا الشمالية منذ سنوات العقوبات الدولية الكثيرة المفروضة عليها لمواصلة تطوير برنامجيها النووي والصاروخي، ولم تصدر أي إشارة تدل على استعدادها للتخلي عن ترسانتها التي تعتبرها ضمانة ضد أي محاولة لقلب النظام، وفقا لتقرير بلومبرغ.
وتنفي بيونغ يانغ أنها تمد روسيا بالأسلحة، ومع ذلك قال البيت الأبيض في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إن لديه أدلة على أن كوريا الشمالية صدرت شحنة أسلحة أولية إلى مجموعة "فاغنر" لاستخدامها في أوكرانيا.