حذر إيلان كوهين، مدير ديوان رئيس وزراء
الاحتلال سابقا، في
مقال نشرته صحيفة
معاريف العبرية، من خطورة الأزمة المتصاعدة في "إسرائيل" والتي تسببت بتردي الأوضاع في مختلف النواحي، مؤكدا أنها أخطر من الوضع الذي سبق الحرب الأهلية الأمريكية.
وأوضح كوهين الذي يشغل منصب رئيس حركة "أور" التي تطرح "رؤيا إسرائيل 2048" في المقال الذي ترجمته “عربي21” ، أن الأمة الأمريكية في عام 1861، تمزقت في حرب أهلية رهيبة استمرت نحو 4 سنوات، وجبت منها مئات آلاف القتلى والجرحى".
وأضاف كوهين، أن "إعلان ولايات الاتحاد عن انسحابها كان الإشارة للحرب الأهلية، حيث استخف أهل الجنوب باستعداد أهل الشمال للقتال، وكانت النهاية معروفة؛ أدخلت تعديلات هامة على الدستور الأمريكي وعززت الأمة قوتها، فغيرت التاريخ وأصبحت القوة العظمى الأكبر، حيث عرف الزعيم لينكولن كيف يشفي الجراح ويضع الأساسات لبناء الأمة الموحدة"، وفق رأيه.
وذكر أن "إسرائيل 2023 وهي ابنة 75 عاما، تقف أمام الحسم، وهناك خلف الكواليس استياء تاريخي، وإحباط اجتماعي واقتصادي مع غرور الطرفين، والوضع في إسرائيل أخطر بكثير من الوضع قبل الحرب الأهلية الأمريكية؛ فقد أضيفت تحديات خارجية وجودية هائلة تهدد وجودنا".
وتابع: "ليس لنا ترف التمزق والدخول بحرب أهلية في نهايتها نكتب دستورا ونبدأ طريقا جديدة، لأن الأعداء لن يسمحوا لنا بهذا الترف، فمن الواجب أن نقفز درجة؛ من دون أن نصل لحرب أهلية، ولهذا الغرض نحتاج إلى زعامة توحدنا".
ونوه كوهين إلى أن "الزعامة المحرضة، أو كبديل المنعزلة لا يمكنها أن ترأب الصدع العميق، يجب أن تقوم زعامة تفهم أن الديمقراطية هي الأساس، وأنه يمكن إجراء تعديلات بالتوافق على الدستور والديمقراطية أيضا".
وأردف: "هذه الزعامة يجب أن تقدس الاستقامة، المصداقية، وألا تخاف من مواجهات موضوعية طالما أنها تتم بدون فظاظة، زعامة تنظر إلى المشاكل الوجودية ومكان الدين في القومية الإسرائيلية، وتوازن سليم بين السلطات وأن تفهم بأن الاعتدال ليس دليل ضعف، خصوصا أن الجيل الشاب سينمي زعماء كهؤلاء إذا عرفنا كيفية وصل الحبال في السنوات القادمة".
وختم كوهين بالقول إن "الجمهور الإسرائيلي تواق لمثل هذه الزعامة، لكن السؤال: هل سيتوفر لنا لينكولن قبل أن ننجر إلى الهوة؟".