أثار الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا
ساركوزي موجة انتقادات في كييف وباريس بعد أن اقترح إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا عبر إجراء استفتاء في مناطق الصراع.
ساركوزي قال، خلال مقابلة مع صحيفة "
لوفيغارو" الفرنسية، إن "الأوكرانيين… يرغبون في استعادة ما سلب منهم ظلما. لكن إذا لم يتمكنوا من تحقيق ذلك بالكامل، فسيكون الاختيار بين نزاع مجمّد، أو اتخاذ المسار السريع بإجراء استفتاءات تحت إشراف صارم من المجتمع الدولي".
وفي حديثه عن شبه جزيرة القرم التي أعلنت
روسيا ضمّها عام 2014، قال الرئيس الفرنسي الأسبق إن "أي عودة إلى ما كانت عليه الأمور هو وهم"، مضيفا أن الحل هو إجراء "استفتاء لا يمكن الطعن فيه، ستكون هناك حاجة إلى توطيد الوضع الحالي".
واعتبر ساركوزي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ليس غير عقلاني" ويمكن لأوروبا التواصل معه باتباع أسلوب دبلوماسي مناسب، وأشار إلى غزو روسيا لجورجيا عام 2008 وأنه تمكن حينها من "إقناع (بوتين) بسحب دباباته".
وأضاف أن "روسيا هي جارة أوروبا وستبقى كذلك، الدبلوماسية والنقاشات والمحادثات تبقى السبيل الوحيد لإيجاد حل مقبول. لا شيء ممكن بدون حل وسط".
وشدّد على ضرورة أن تظل أوكرانيا "محايدة" وعدم انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقوبلت تصريحات الرئيس الفرنسي الأسبق برد فوري من كييف، واعتبر مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك أنها تستند إلى "منطق إجرامي".
واتهم مستشار مكتب زيلينسكي، ساركوزي، "بالضلوع في جريمة الاستيلاء على أراضي أوكرانيا"، بعد إقرار الأخير بأن القرم أرض روسية ولن تعود لأوكرانيا أبدا.
وكتب ميخايلو بودولياك على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "يجب ألا تتكرر تجربة ساركوزي، حيث شارك بشكل واع في تواطؤ إجرامي كان هدفه استيلاء روسيا على الأراضي الأوكرانية، ثم تنظيم عملية إبادة جماعية واسعة النطاق والحرب" في أوكرانيا.
وفي
فرنسا، قال النائب البارز عن حزب الخضر جوليان بايو لتلفزيون "إل سي إي" إن نيكولا ساركوزي "يجب أن يُعتبر مؤثِّرا روسيّا"، معتبرا أنه أدلى في مقابلته الصحافية بتصريحات "صادمة".
وأشار بايو إلى التحقيق الجاري في علاقات ساركوزي بشركة تأمين روسية للاشتباه في استغلال النفوذ وإخفاء جرائم.
بدوره، قال جيروم بوارو مستشار شؤون الاستخبارات السابق لساركوزي، للتلفزيون إن تصريحات الرئيس الأسبق "مخزية".
وأضاف أنه "ليس لديه أي منظور لما حدث أو ما فعله" خلال ولايته بين 2007-2012، مشيرا إلى أن ساركوزي كان أحد الأصوات الرئيسية المعارضة لانضمام جورجيا وأوكرانيا إلى الناتو عام 2008 الأمر الذي لم يمنع غزو روسيا لاحقا لكلا البلدين.
وتساءل: "ما هي الخطوط الحمراء للرئيس ساركوزي؟ ما هي رؤيته لأمن فرنسا؟ مجرد الاستسلام لكل ما يريده فلاديمير بوتين؟".