تداول نشطاء تسجيلا مصورا للرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، خلال حضوره حفل الذكرى الـ 80 لمعركة "كورسك"، التي انتصر فيها الجيش السوفييتي على النازيين عام 1943 خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك تزامنا مع تحطم الطائرة التي كان على متنها زعيم مجموعة فاغنر، يفغيني
بريغوجين.
وقال بوتين خلال الحفل إن "العبء الكامل للقتال اليوم، كما كان الحال في سنوات الحرب الوطنية العظمى، يقع في المقام الأول على جنودنا، وعلى أولئك الذين هم على الخطوط الأمامية".
وأضاف: "جميع مقاتلينا يقاتلون بشجاعة وحسم، إن الإخلاص للوطن والولاء للقسم العسكري يوحد جميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة".
ونشر العديد من من نشطاء مواقع التواصل مقاطع لبوتين خلال الحفل، قائلين إنه يحتفل ويستمع للموسيقى ويصافح الجماهير في ذات وقت تحطم الطائرة.
وينحدر كل من بريغوجين وبوتين من مدينة سان بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن
روسيا، وتعود علاقتهما إلى التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان بوتين يعمل في مكتب عمدة سان بطرسبرغ، وكان يتردد حينها على مطعم بريغوجين الذي كان يحظى بشعبية بين المسؤولين المحليين.
ويذكر أن بريغوجين بدأ مع مقاتليه المرتزقة تمردا مسلحا ضد الحكومة الروسية في 24 حزيران/ يونيو الماضي، قبل أن ينتهي بتدخل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
ويعرف بريغوجين، بامتلاكه لشركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين، بينما برز اسمه قبل سنوات، بعد أن فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية، لدور إحدى شركاته في التأثير بالانتخابات الأمريكية، التي أدت إلى وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ويأتي مقتل بريغوجين بعد ساعات من إعفاء الجنرال الروسي سيرغي
سوروفيكين، من مهمة قيادة القوات الجوية، وهو يعدّ أوثق حلفاء فاغنر في وزارة الدفاع، حتى حين كان بريغوجين يصعّد من انتقاداته العلنية للوزير سيرغي شويغو، ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، ويتّهمها بعدم الكفاءة في إدارة حرب أوكرانيا.
وفي 24 حزيران/ يونيو الماضي، ظهر سوروفيكين في شريط مصوّر ليدعو مقاتلي "فاغنر" إلى التراجع عن التمرد. وبعد أقل من 24 ساعة، عادت قوات فاغنر التي كانت بدأت بالتوجه نحو موسكو، أدراجها.. ومنذ ذلك الحين، غاب سوروفيكين عن الحيّز العام، ما أثار تكهّنات بشأن توقيفه أو إقالته.