لا يخفي الاحتلال جهوده الحثيثة لافتتاح المزيد من السفارات الأجنبية في
القدس المحتلة، آخرها أربع سفارات جديدة، وهي بابوا غينيا الجديدة والمجر وبارغواي وسيراليون، وسيكون في نهاية العام ثماني سفارات في المدينة المقدسة، وقد تصل إلى عشر عقب فتح الولايات المتحدة وغواتيمالا وكوسوفو وهندوراس سفارات لها.
وكان وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين، زعم في بداية مهامه وزيرا أنه حدد هدفا لمضاعفة عدد السفارات في القدس المحتلة.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية، قال إن "حكومة بابوا غينيا الجديدة، الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة في المحيط الهادئ، ستفتتح سفارة لها في القدس المحتلة عقب محادثة هاتفية بين وزير الخارجية إيلي كوهين ونظيره جوستين تكاتشينكو".
وأشار إلى أن الدولة الأفريقية لم تفتح سفارة لها في إسرائيل مطلقا، متوقعا أن يكون هذا أول تمثيل لها فيها.
وذكر أن "رئيس سيراليون جوليوس مادا تحدث مع كوهين، ووعده بإقامة سفارة في القدس، وناقشا علاقاتهما الدافئة، التي بدأت في 1961، عندما نالت استقلالها".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في إطار الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات بينهما، فقد أعرب رئيس سيراليون عن استعداد حكومته لإنشاء سفارة في القدس المحتلة، مع العلم أنه لا توجد سفارة إسرائيلية في غرب أفريقيا، عقب إغلاق سفارتها فيها حتى 1973 إبان اندلاع حرب أكتوبر، كما أنه تم تدريب سفير الاحتلال لدى غانا، شلوميت سوبا، للانتقال إلى سيراليون".
وأشار إلى أن "الدولة الثانية هي باراغواي في أمريكا اللاتينية، حيث ستعيد إسرائيل فتح سفارتها في عاصمتها أسونسيون، بعد إغلاقها قبل خمس سنوات في 2018، حين نقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس، ولكن بعد أربعة أشهر حول رئيسها الجديد عبده بينيتيز قرار سلفه، وأعلن عن عودة السفارة إلى تل أبيب، لأنها تريد المساهمة بزيادة الجهود الدبلوماسية الإقليمية لتحقيق سلام عادل ومستدام في الشرق الأوسط".
وأردف: "غضبت إسرائيل حينها من القرار، وأصدر بنيامين نتنياهو تعليمات باستدعاء سفيره من أسونسيون للتشاور، وصولا إلى إغلاق السفارة الإسرائيلية، ومنذ سبتمبر 2018، لم تكن سفارة هناك في باراغواي".
وأوضح أن "السفارة الثالثة المتوقع أن تنتقل إلى القدس المحتلة، ولعلها الأهم أيضا، هي المجر، لأنها عضو في الاتحاد الأوروبي، حيث توصلتا إلى اتفاق مبدئي بشأن نقل السفارة إليها، وهي خطوة تختمر منذ سنوات عديدة، ويروج لها نتنياهو أمام نظيره فيكتور أوربان".
وكشف آيخنر أنه "من المتوقع أن يتم نقل السفارة هذا العام، وسيتعين على المجر إيجاد مبنى مناسب في المدينة المقدسة، ويعتقد أن المجريين يحفظون إعلان نقل السفارة لتوقيت حدث خاص، ربما لعقد قمة بين نتنياهو وأوربان".
وذكر أن "وزارة الخارجية تجري محادثات مع دولتين أفريقيتين أخريين تمهيدا لفتح سفارة في القدس المحتلة، أولاهما مالاوي، ذات الـ21 مليون نسمة".
وأشار إلى أن الدول الأفريقية "سبق أن أعلنت في الماضي أنها ستفتح سفارة في القدس، لكن ذلك لم يحدث فعليا، وتأمل إسرائيل أن يتم تنفيذ هذه الخطوة، حتى إن أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين قدر فرص فتح سفارة ملاوي في القدس بنسبة 60%، حيث إن دولة الاحتلال تقيم علاقات معها منذ عام 1964، وهي من الدول الأفريقية الثلاث التي لم تقطع علاقتها بإسرائيل عقب حرب 1973".
وختم بالقول إن "دولة الاحتلال تستعد لإعلان ليبيريا ذات الخمسة ملايين نسمة في غرب أفريقيا، عن افتتاح مكتب رسمي لها في القدس المحتلة، ليصبح أول سفارة لها في إسرائيل، لكن حتى الآن لم تتم هذه الخطوة فعلياً بعد".