تبدي أوساط أمنية إسرائيلية تخوفاً من أن تشهد إجازة الأعياد اليهودية بعد أيام محاولات من قبل قوى المقاومة لتنفيذ المزيد من التهديدات التي يواجهها الإسرائيليون في
الخارج، مما دفع أجهزة أمن الاحتلال للطلب من الجمهور الإسرائيلي توخي اليقظة، والتصرف بمسؤولية وفقًا لمستوى المخاطر في البلد الذي يزورونه والالتزام بالتوصيات التفصيلية.
ونشرت ما تسمى بـ"شعبة مكافحة الإرهاب" تقييما للتهديد الذي يواجهه الإسرائيليون في الخارج من العناصر المعادية، وحالة تحذيرات السفر خلال العطلات الوشيكة، في ضوء تحديث الاتجاهات الرئيسية لأنشطة الجماعات المسلحة في العالم، وتأثيرها على مستوى التهديد الذي يواجهه الإسرائيليون في الخارج.
ونقلت شيريت أفيتان كوهين مراسلة صحيفة "
إسرائيل اليوم"، عن مصادر قولها، إن "العناصر المعادية تواصل محاولاتها للاتصال بالإسرائيليين، في إسرائيل والخارج، تحت غطاء تجاري، أو انتحال صفة عناصر أخرى، بهدف استعادتها، والترويج للإضرار بهم، وفي هذا الإطار، تم الكشف عن عدد من النوايا الإيرانية لمهاجمة أهداف إسرائيلية ويهودية في العالم وإحباطها، وتواصل مختلف منظمات الجهاد العالمي والإسلام الراديكالي العمل وتنفيذ الهجمات المسلحة على مواقع مختلفة في جميع أنحاء العالم، وتبدي المنظمات اهتماما متزايدا بإيذاء الإسرائيليين، وتدعو أنصارها لذلك في جميع أنحاء العالم".
وأشارت في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن "القلق الرئيسي يأتي من التهديدات الفردية، التي تعمل بوحي من المنظمات لتنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين، وتركز حاليا معظم أنشطتها على ساحات أفريقيا وإسرائيل وآسيا وأوروبا، بجانب محاولات أكثر متفرقة لشن هجمات على إسرائيل، وتعزيز النشاط في بلدان أخرى في العالم، وقد تم في الآونة الأخيرة تحديد دافع كبير لدى مسؤولي
حماس والجهاد الإسلامي لتنفيذ
عمليات اختطاف داخل البلاد من أجل زيادة أوراق المساومة للحركة ضد إسرائيل، وليس من المستبعد أن تسعى التنظيمات للترويج لعمليات اختطاف إسرائيليين خارج حدود الدولة، على خلفية تصور حماس بأن الاتصالات بشأن قضية الأسرى وصلت إلى طريق مسدود".
ولفتت كوهين إلى أن "الساحات ذات الاحتمالية العالية للنشاط المعادي هي الدول المحيطة بإيران، مثل: جورجيا وأذربيجان وتركيا والمنطقة الكردية، ودول حوض البحر المتوسط، وأفريقيا، ولا تزال سيناء تحمل تهديدًا، مما يستدعي من الإسرائيليين المقيمين فيها البقاء فقط في المواقع السياحية المعترف بها، مثل الشريط الساحلي الآمن وشرم الشيخ، حيث توجد قوات الأمن المصرية، مما يتطلب تجنب القيام برحلات إلى عمق سيناء، أو البقاء في مواقع معزولة وغير مألوفة، في الآونة الأخيرة".
وأكدت أنه "بموجب القانون الإسرائيلي، هناك حظر كامل على سفر الإسرائيليين لدول معادية مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، حتى بالنسبة لحاملي الجنسيات الإضافية الذين يستخدمون جواز سفر مزدوجا، فالبقاء في هذه الدول يعرض الإسرائيليين لخطر أكبر للاختطاف والإضرار بحياتهم، بدليل اختطاف إليزابيث زوركوف الإسرائيلية في العراق التي تحمل جواز سفر روسياً، لكنها بقيت في العراق بشكل غير قانوني، حتى تم اختطافها من ميليشيا شيعية تسمى حزب الله العراقي".
وأضافت أنه "في البلدان ذات مستوى المخاطر العالية، ينبغي اتخاذ المزيد من الاحتياطات الإسرائيلية، وتجنب إضفاء الطابع الخارجي على الرموز الإسرائيلية/اليهودية، والتوصية للجمهور الإسرائيلي بمراقبة حالة تحذيرات السفر الصادرة عن مجلس الأمن القومي، مبنية على أساس يعكس تهديدًا محتملاً ملموسًا وصحيحًا، بما يستحسن التحقق من حالة السفر قبل شراء التذاكر للوجهة المختارة".
ونقلت كوهين عن يوسي أدلار رئيس شعبة الاستخبارات في مجلس الأمن القومي، أن "تهديدات حماس للإسرائيليين في الخارج جدية، وهي تحاول مع الجهاد الإسلامي تنفيذ هجمات ضدهم، بما فيها عمليات اختطاف، ونفهم من تصريحاتها العامة بأن هناك دافعًا كبيرًا لهذه الاختطافات، صحيح أن معظم التركيز يتجه نحو إسرائيل، لكننا الآن نقدر أنهم سيحاولون الترويج لهجمات في الخارج، من أجل التوصل لموقف أفضل بشأن قضية الأسرى".