صيف ساخن بالدوري السعودي.. الهلال الأكثر إنفاقا وحضور مغربي لافت

انتهى موسم الانتقالات في الدوري السعودي للمحترفين "دوري روشن"، بصيف هو الأسخن على الإطلاق، مع استقطاب كبار نجوم العالم.

وتقدم "عربي21" في هذا التقرير قراءة في موسم الانتقالات الذي كان أبرز ما فيه الإنفاق الضخم للأندية التي أعلن صندوق الاستثمارات العامة الاستحواذ عليها مطلع حزيران/ يونيو الماضي.

وشهد موسم الانتقالات الحالي تفاوتا كبيرا في الإنفاق بين أندية الصندوق ذاتها (الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي)، وفجوة كبيرة بين الأندية الأربعة وبقية أندية الدوري المتبقية وعددها 14.

وبرغم ذلك، نجحت أندية دائما ما تحتل مراكز في وسط الترتيب بخطف الأنظار من خلال الاستقطابات المميزة التي أتمتها، وظهر ذلك من خلال نتائجها في الجولات الخمس الأولى من الدوري، على غرار نادي التعاون.

تباين كبير
تظهر أرقام صفقات الانتقالات هذا الصيف تباينا كبيرا، إذ رصدت "عربي21" أن درجات الإنفاق يمكن توزيعها إلى أربعة مستويات.

في المستوى الأول يأتي الهلال وحيدا بـ353 مليون يورو، يليه بالمستوى الثاني وبفارق كبير الأهلي بـ197.5 مليون يورو، ثم النصر بـ165 مليون يورو، وأخيرا من أندية الصندوق جاء الاتحاد رابعا بنحو 120 مليون يورو.

الفجوة الواسعة بين أندية الصندوق والأندية الأخرى، تمثلت في أن خامس الأندية إنفاقا هو الاتفاق بنحو 36 مليون يورو، يليه الشباب بـ34.3 مليونا، وهما في المستوى الثالث.

بقية الأندية الـ12، جاءت في المستوى الأخير وهو الأدنى من حيث الإنفاق، والذي لم يتجاوز حاجز الـ15 مليون يورو، علما أن جل الأندية لم يتجاوز إجمالي صرفها على التعاقدات هذا الصيف حاجز الـ5 ملايين يورو، بحسب بيانات موقع "ترانسفير ماركت" العالمي.

يشار إلى أن إنفاق الأندية الـ18 هذا الموسم اقترب من حاجز المليار يورو في سوق الانتقالات.

إنفاق عالمي للهلال
نادي الهلال، أبرز الأندية السعودية وأكثرها تتويجا في البطولات، تقدم كافة أندية العالم في الإنفاق خلال هذا الصيف، باستثناء تشيلسي الإنجليزي. إذ أنفق "الزعيم" 353 مليون يورو على الأقل، تمكن خلالها من جلب تسعة لاعبين في مقدمتهم النجم البرازيلي نيمار بنحو 90 مليون يورو، ومواطنه مالكوم بنحو 60 مليون يورو.

كما ضم الهلال النجم السنغالي خاليدو كوليبالي، ولاعب الوسط البرتغالي روبين نيفيش، إضافة إلى الصربي سرجي سافيتش، ومواطنه الهداف ألكسندر ميتروفيتش.

وتعاقد الهلال أيضا مع الحارس المغربي ياسين بونو، والمدافع المميز حسان تمبكتي، والحارس الدولي محمد الربيعي.

ونجح الهلال في التخلص من 16 لاعبا، إما عبر بيع عقودهم ومخالصتها، أو إرسالهم إلى أندية أخرى على سبيل الإعارة.

ومن أبرز اللاعبين الذين خرجوا من الهلال، هدافه النيجيري أوديون إيغالو، ومهاجمه الآخر المالي موسى ماريغا، ولاعب وسطه الكولومبي غوستافو كويلار، ومتوسط ميدانه البيروفي أندريه كاريلو، كما أعار عددا من مواهبه في مقدمتهم المهاجم عبد الله رديف، والظهير معاذ فقيهي.

هدوء نصراوي
نادي النصر تحت قيادة مدربه الجديد البرتغالي لويس كاسترو، أبرم عدة صفقات متوازنة، إذ لم يثَر جدل بين أنصار "العالمي" سوى حول الجدوى من التعاقد مع الظهير الأيسر البرازيلي أليكس تيليس، في ظل وجود الظهير الإيفواري غيسلان كونان.

واستكمالا لجلب الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، تعاقد النصر هذا الصيف مع الجناح السنغالي ساديو ماني، ولاعبي الوسط الإيفواري سيكو فوفانا، والبرتغالي أوتافيو، والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش.

وفي الخط الخلفي، ضم النصر المدافع الإسباني إيمريك لابورت، إضافة إلى تيليس، فيما نجح بإعارة كونان إلى الفيحاء.

وبرغم مطالبات نسبة من جماهير النادي بضرورة التخلص من المهاجم البرازيلي أندرسون تاليسكا في سبيل جلب جناح على طراز عالمي، إلا أن المدرب كاسترو فضل الاكتفاء بهذه التعاقدات التي عززها بصفقة محلية، بجلب الحارس الاحتياطي راغد النجار.

وبرغم كونه من أقل الأندية تعاقدا مع اللاعبين، إلا أن كاسترو يطمح في الوصول إلى بناء فريق قوي بالعناصر الحالية، إذ منح ثقته للحارس المحلي الشاب نواف العقيدي بعد إلغاء عقد الكولومبي دافيد أوسبينا بسبب إصابته.

كما تخلص النادي من مجموعة لاعبين على سبيل الإعارة أو إنهاء عقودهم وبيعها، على غرار مختار علي، وعبد الفتاح آدم، وألفارو غونزاليس، وبيتي مارتينيز، وماجد قشيش، ولويس غوستافو، وجلال الدين ماشاريبوف.

انتفاضة بعد الصعود
نادي الأهلي "الملكي"، قام بثورة كبيرة هذا الصيف عقب صعوده بعد كابوس الهبوط لأول مرة في تاريخه إلى دوري الدرجة الأولى.

وبإنفاق وصل إلى نحو 200 مليون يورو، أبرم النادي الأهلي هذا الصيف 15 صفقة، ضم خلالها 8 محترفين أجانب هم: الجزائري رياض محرز، البرازيلي روبيررتو فيرمينو، الفرنسي آلان سانت ماكسيمين، التركي ميريح ديميرال، السنغالي إدوارد ميندي، الإيفواري فرانك كيسيه، الإسباني غابري فيغا، البرازيلي روجير إيبانيز.

كما سد الأهلي احتياجاته في المراكز الأخرى باللاعبين المحليين، إذ تعاقد مع الظهير الأيمن الشاب بسام الحريجي، وظهيرين بالطرف الآخر هما سعد بالعبيد، وعبد الله العمار، إضافة إلى متوسط الميدان الخبير عبد الله عطيف، والجناحين الشابين سميحان النابت، وفهد الرشيدين والمهاجم الهداف فراس البريكان.

وبرغم عدم رضا بعض جماهير الأهلي عن التعاقدات، إذ تدور مخاوف حول وجود نقص في مركز المحور، وقلوب الدفاع في حال غياب أي من الأساسيين، إلا أن تعاقدات الأهلي تعد من بين الأميز هذا الصيف.

الاتحاد "مقلق"
لم يكن أكثر المتشائمين من أنصار حامل لقب الدوري السعودي، يتوقع أن تبرز مشاكل عديدة بالنسبة لنادي الاتحاد هذا الصيف.

النادي الذي حقق لقب الدوري بعد غياب سنوات، وأحرز أربعة انتصارات في الجولات الأولى من هذا الموسم، وجد نفسه في مأزق كبير مع نهاية موسم الانتقالات.

فبعد تعاقده مع النجمين الفرنسيين كريم بنزيما، ونغولو كانتي، والبرازيلي فابينهو، والجناح البرتغالي جوتا، وأخيرا المدافع الإيطالي من أصول برازيلية لويز فيليبي، وجد النادي الذي يرأسه أنمار الحالي نفسه أمام خيار التخلص من أحد لاعبيه الأجانب.

والمفاجأة أن الترجيحات تدور حول استبعاد البرتغالي جوتا نجم سيلتيك الاسكتلندي السابق من قائمة الفريق للموسم الجديد، رغم أنه كلف خزائن النادي 29 مليون يورو.

وكانت مصادر البيت الاتحادي ترجح بداية الصيف التخلص من المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، أو البرازيلي رومارينهو، قبل أن تتجه الأنظار نحو الحارس المتألق مارسيلو غروهي، إلا أن تأكيدات عادت حول بقائهم جميعا واستبعاد جوتا.

وينتظر الاتحاد السعودي لكرة القدم تسلم القوائم النهائية للاعبين الأجانب المشاركين في الموسم الكروي الجديد 2023/2024 في يوم 15 أيلول/ سبتمبر الجاري.

وبالعودة إلى تعاقدات الاتحاد، نجح "العميد" في جلب لاعبين مواطنين مميزين هم الحارس عبد الله المعيوف من الهلال، ومتوسط الميدان فيصل الغامدي من الاتفاق، وزميله سلطان الفرحان من الرائد، إضافة إلى الجناح صالح العمري من أبها، والمدافع حسن كادش من التعاون.

استفاقة شبابية وتميز تعاوني
نجح نادي الشباب المتخبط منذ بداية الصيف، بإبرام صفقتين متميزتين في الأمتار الأخيرة من "الميركاتو"، بتعاقده مع قائد المنتخب المغربي رومان غانم سايس، والجناح البلجيكي يانيك كاراسكو.

الشباب الذي ثار على رئيسه السابق خالد الثنيان على إثر بيع نجم الفريق حسان تمبكتي للهلال، تعاقد أيضا هذا الصيف مع المهاجم السنغالي حبيب ديالو، ومتوسط الميدان الكولومبي غوستافو كويلار، كما تعاقد مع اللاعب الشاب نواف الصعدي، واستعار من الهلال المهاجم عبد الله رديف، والظهير حمد اليامي.

وبعد فشل التخلص من المدافع البرازيلي إياغو سانتوس، لم يتمكن الشباب من جلب نجم نادي الزمالك ومنتخب مصر أحمد السيد "زيزو"، ليبدأ الموسم الجديد بمحترفين في مستوى متوسط، يتقدمهم القائد الأرجنتيني إيفير بانيغا.

التعاون "سكري القصيم" كما يحلو لعشاقه تسميته، أكمل بناء نجاحه في ملف المحترفين الأجانب من الموسم الماضي، إذ عزز صفوفه هذا الصيف بالجناح الغامبي موسى بارو، إضافة إلى المهاجم البرازيلي جواو بيدرو، ومواطنيه ماتيوس، وفلافيو، وأندريه غيروتو.

كما تعاقد التعاون مع مجموعة لاعبين مواطنين أبرزهم سعد الناصر من الهلال، وأحمد باحسين من الاتحاد، وعبد الفتاح آدم من النصر.

الاتفاق نحو البناء
تعاقد نادي الاتفاق مطلع الصيف مع المدرب الإنجليزي، وأسطورة ليفربول السابق ستيفن جيرارد، تبعه جلب عدد من النجوم في مقدمتهم نجما ليفربول السابقان جوردان هندرسون، وجورجينيو فينالدوم.

إضافة إلى الهداف الفرنسي موسى ديمبلي، والمدافع الاسكتلندي جاك هيندري، والجناح الجمايكي ديمراي غراي، ولاعبين محليين على غرار ظهير الاتحاد السابق حمدان الشمراني، والظهير راضي العتيبي، والحارس أمين بخاري.

انتفاضة الاتفاق، وسعيه إلى بناء عهد جديد للفريق العريق الذي تأسس عام 1944 في الدمام، تزامنت مع بنائه ملعبا جديدا، واقتراب نقل ملكيته إلى الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، والتي باتت مؤخرا ضمن الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة.

تواجد عربي.. حضور مغربي كبير
تميز الدوري السعودي لهذا العام بالحضور المغربي الكبير، فبقدوم بونو، وسايس، وعبد الحميد صابيري الذي انتقل إلى الفيحاء، وجواد الياميق إلى الوحدة، بات إجمالي المغاربة في "دوري روشن" 11 لاعبا.

ويتواجد في الدوري منذ المواسم السابقة، كل من الهداف عبد الرزاق حمد الله (الاتحاد)، الحارس منير الكاوجي، لاعب الوسط فيصل فجر (الوحدة)، الجناح مراد باتنا، والمدافع مروان سعدان (الفتح)، الجناح محمد فوزير، والمهاجم كريم البركاوي (الرائد).

كما يتواجد في دوري الموسم الجديد 6 لاعبين جزائريين، هم رياض محرز (الأهلي)، فاروق شافعي، مصطفى زغبة، عبد القادر بدران (ضمك)، أمير سعيود (الرائد)، سفيان بن دبكة (الفتح).

إضافة إلى لاعبين تونسيين هما الحارس أيمن دحمان (الحزم)، وصانع الألعاب المتألق سعد بقير (أبها)، ومثلهما من مصر وهما المهاجم محمد شريف (الخليج)، والمحور طارق حامد (ضمك)، ولاعب عراقي واحد هو المدافع سعد ناطق (أبها).