ذكرت تقديرات إسرائيلية أن
التصعيد الأمني في الأراضي الفلسطينية المحتلة مستمر في الارتفاع، وساعة التصعيد مع قطاع
غزة المحاصر تتحرك نحو الأمام، حيث تتحكم حركة "
حماس" بشكل كامل بمستوى اللهيب.
ورأت صحيفة "
معاريف" العبرية في تقرير أعده تل ليف-رام، أن "اليوم الأخير في الساحة الفلسطينية المتوترة، يذكرنا بشكل رمزي - حتى عندما تسعى إسرائيل لأن تعنى بالمواضيع الاستراتيجية الهامة والتي تتعلق بإيران والسعودية، والساحة الفلسطينية - أن للفلسطينيين خطتهم الخاصة".
وأكدت أن "التصعيد الأمني يتواصل بشكل متدرج لكن ثابت حتى عندما لا تنتهي العمليات المخططة أو المنفذة بقتلى إسرائيليين؛ وكل هذا لا يغير الصورة العامة؛ أن الساحة الفلسطينية والتصعيد المتواصل سيواصلان تصدر جدول الأعمال الأمني لإسرائيل في الأشهر القريبة القادمة".
والثلاثاء الماضي، وفي أقل من 24 ساعة، استشهد 6 فلسطينيين وهم؛ محمود على نافع السعدي (23 عاما)، ومحمود خالج عرعراوي (24 عاما)، ورأفت عمر خمايسة (22 عاما)، وعكا ياسر موسى (29عاما)، وجميعهم من جنين، إضافة لضرغام الأخرس (19 عاما) من مخيم عقبة جبر في أريحا، ومن قطاع غزة الشاب يوسف سالم رضوان (25 عاما) من سكان خان يونس جنوب القطاع.
واعتبرت "معاريف" أن جميع الشهداء، ارتقوا خلال مواجهات أو اشتباكات مسلحة مع جيش
الاحتلال بعد اكتشاف قوة خاصة اقتحمت مخيم جنين، حيث "انتهت العملية بالفشل في اعتقال المطلوبين"، مؤكدة أن فصائل المقاومة الفلسطينية في جنين عقب الاجتياح الأخير للمخيم، "تعمل على ترميم قدراتها، واستخلاص الدروس من العملية العسكرية".
وذكرت أن أهداف اقتحام القوات الإسرائيلية ومن خلفها جهاز الأمن (لم يتحقق)، هو "العثور على مختبرات المواد المتفجرة، مخزونات السلاح وقطع سلسلة المحاولات لإنتاج الصواريخ محلية الصنع وإجراء التجارب عليها في ظل النشر في الشبكات الاجتماعية مثلما حصل سبع مرات على الأقل في السنة الأخيرة".
وأشارت الصحيفة، أن "المتغير الأكبر في الأسابيع الأخيرة هو قطاع غزة، حيث لا يمكن تجاهل، عدم إطلاق صواريخ من غزة بعد 6 شهداء"، موضحة أن "هذا المعطى، يثبت مرة أخرى مستوى التحكم شبه التام لـ"حماس" بالميدان، فيما هي توجه التصعيد النسبي في الوضع في هذه المرحلة في منطقة الجدار الفاصل".
وقالت إن "إسرائيل أوضحت أن لمحاولة حماس إعادة غزة إلى معادلة الضغط عليها ثمن، وفي هذه المرحلة، لا يدخل آلاف العمال من غزة إلى إسرائيل، وهذا حدث يؤثر على الاقتصاد الغزي المنهار (بسبب الحصار والعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع)".
وقالت: "المواجهات العنيفة على الجدار كما هي في هذه الأيام، كانت دوما بالنسبة لـ"حماس" طريقة لتنفيس الضغط في القطاع أو كأداة لممارسة الضغط على إسرائيل لتحسين الوضع الاقتصادي".
وأضافت أنه "في إسرائيل يعتقدون أيضا أن "حماس" ليست معنية بجر قطاع غزة إلى المواجهة، ولكن الأيام الأخيرة إذا ما استمر الميل إياه، تشهد على أن تصعيدا أخطر كفيل بأن يتطور بسرعة، في ظل غليان الساحة الفلسطينية".
وأوضحت "قد لا تكون حماس معنية بمواجهة الآن، لكن تهريب بعض المواد التي كشفت مؤخرا في معبر "كرم أبو سالم"، وميناء "أسدود"، هو طرف صورة أوسع فقط تتوجه فيها "حماس" التي يصعب عليها جدا تهريب مواد التفجير والأسلحة عبر الحدود مع مصر أو البحر، لطرق أكثر ذكاء في إخفاء تلك المواد التي تلزمها لصناعة الصواريخ والعبوات الناسفة".
في السطر الأخير بحسب "معاريف"، "ساعة التصعيد المعروفة في غزة، تتحرك بنقرة واحدة صغيرة نحو اليمين، وهذه لا تزال خطوة صغيرة و"حماس" تتحكم بشكل كامل بمستوى اللهيب، لكن التجربة المتراكمة في قطاع غزة، تفيد أنه عندما تبدأ حركة الساعة نحو التصعيد، قلة جدا الحالات التي يتحرك فيها العقرب إلى الوراء".