كشفت
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن خطط لإدارة الرئيس جو بايدن لتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى مسلحة بذخائر قنابل عنقودية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها، إن المباحثات حول الموافقة على هذه الأسلحة والصواريخ وصلت لوكالات الأمن القومي ولجان في مجلس النواب الأمريكي.
وذكرت الصحيفة أن "البنتاغون" قلق من أن السحب من المخزونات العسكرية من هذه
الصواريخ قد يقوض استعدادات القوات الأمريكية لأي صراعات محتملة.
وسبق أن طالبت أوكرانيا بالصواريخ العنقودية بعيدة المدى (ATACMS)، التي تستطيع إصابة الأهداف على بعد أكثر من 300 كيلومتر، ما يسمح لها بقصف مواقع القيادة ومخازن الذخيرة والطرق اللوجستية خلف الخطوط الأمامية التي تحتمي خلفها القوات الروسية.
ووافقت واشنطن مؤخرا على إرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا قدرها "البنتاغون" بـ325 مليون دولار، تتضمن صواريخ للدفاع الجوي وذخيرة لمنظومات هايمارس الصاروخية وأسلحة مضادة للدبابات وطلقات مدفعية.
ومطلع الشهر الجاري كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن عزم إدارة بايدن تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 175 مليون دولار، تشمل لأول مرة ذخائر من اليورانيوم المنضب.
جاء ذلك بالتزامن مع زيارة مفاجئة لم يتم الإعلان عنها أجراها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى أوكرانيا، التقى خلالها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وكبار مسؤولي حكومته.
وأعلن بلينكن خلال الزيارة عن "دعم جديد بقيمة مليار دولار لكييف يشمل مساعدات عسكرية وإنسانية لتعزيز الهجوم المضاد الذي تشنه الأخيرة ضد القوات الروسية"، مؤكدا أن "بلاده تسير جنبا إلى جنب مع أوكرانيا".
وأكدت الولايات المتحدة تلقيها ضمانات من كييف بأنها ستخفض إلى أقصى حد المخاطر التي تشكلها هذه الأسلحة على المدنيين، بما في ذلك عدم استخدامها في مناطق مأهولة بالسكان.
وكانت واشنطن تعهدت تسليم أوكرانيا 31 دبابة أبرامز في مطلع العام في إطار تعهد بمساعدة عسكرية بأكثر من 43 مليار دولار، حيث ستزود هذه الدبابات بطلقات من اليورانيوم المنضب خارقة للدروع عيار 120 ملم.
واستنكرت روسيا في المقابل الخطوة الأمريكية، حيث ذكرت السفارة الروسية لدى واشنطن، أن عزم الولايات المتحدة على تزويد أوكرانيا بمقذوفات اليورانيوم المنضب يعد عملا "غير إنساني".
وأوضحت السفارة الروسية أن "واشنطن المهووسة بفكرة إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، مستعدة للقتال ليس فقط حتى آخر أوكراني، بل وحتى تعريض مصير أجيال بأكملها للخطر".
وأشارت إلى أن "واشنطن تقوم بشكل متعمد بنقل أسلحة العمل العشوائي إلى نظام كييف، وتحاول بذلك خداع نفسها ورفض قبول فشل الهجوم الأوكراني المضاد".
وأكدت أن "تزويد أوكرانيا باليورانيوم المنضب لن يغير مسار العملية العسكرية الخاصة، وسيواصل الجيش الروسي بشكل منهجي طحن الأسلحة الغربية المقدمة لنظام زيلينسكي"، وفق بيان السفارة.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022, بدأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالإضافة لدول أخرى بإرسال مساعدات عسكرية ومدنية ومالية لأوكرانيا.