تسببت هجمات روسية على أوكرانيا بعدة إصابات، فيما أعلنت كييف أنها تشعر بالقلق من قرار أصدره الكونغرس الأمريكي يتعلق بالمساعدات المالية للبلد الذي يعيش حربا منذ أكثر من تسعة عشر شهرا.
وتسبب قصف روسي استهدف منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا في مقتل شخص واحد وإصابة ستة آخرين بينهم طفلان، بعد تعرض مناطق روسية عدة لهجمات واسعة بطائرات مسيرة من الجانب الأوكراني في إطار عمليات هجومه المضاد.
وقال حاكم منطقة خيرسون الأوكرانية، أولكسندر بروكودين، إن القوات الروسية شنت 71 هجوما على مدى 24 ساعة مضت "استهدفت مناطق سكنية" إضافة إلى متاجر وبنية تحتية طبية من بين منشآت أخرى ما أدى إلى سقوط قتيل وست إصابات.
وأضاف المسؤول الأوكراني عبر تطبيق "تليغرام" أن 20 هجوما جويا وبريا استهدفت مدينة خيرسون بينما قامت السلطات على الفور بإخماد حريق اندلع بسبب القصف في وقت مبكر من صباح الاثنين، بحسب "رويترز".
في المقابل، كشف مسؤولون روس عن قيام القوات الأوكرانية بهجمات واسعة عبر طائرات مسيرة على مناطق روسية، الأحد، مؤكدين أن الجيش الروسي نجح في إسقاط عدد منها.
وبحسب حاكم منطقة بلغورود الروسية بالقرب مع الحدود الأوكرانية، فياشيسلاف غلادكوف، فإن "القوات المسلحة الأوكرانية قصفت منطقة السوق المركزية في شيبينكو، ما تسبب في إصابة ثلاثة أشخاص، منهم امرأة أصيبت بشظايا في عنقها، ورجلان بشظايا في الساقين".
وكانت السلطات في كييف أعلنت البدء بما أسمته الهجوم المضاد في حزيران/ يونيو الماضي.
وشهدت العمليات الأوكرانية تكثيفا ملحوظا في الآونة الأخيرة بهدف استعادة أراض تسيطر عليها القوات الروسية في شرق أوكرانيا وجنوبها.
بدوره، أوضح حاكم منطقة بريانسك الروسية، أن القصف الأوكراني خلف أضرارا في منازل بإحدى القرى ومبنيين لإدارات رسمية دون تسجيل إصابات، فيما أعلن مسؤولون غرب العاصمة عن إسقاط خمس طائرات مسيرة في منطقة سمولنسك، ومسيرة أخرى فوق منطقة كراسنودار الساحلية المطلة على البحر الأسود، بحسب فرانس برس.
إيقاف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا
دوليا، شدد الرئيس الأمريكي جو
بايدن على عدم تخلي بلاده عن الوقوف بجانب أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية، مشيرا إلى أن واشنطن لن تسمح تحت أي ظرف بقطع الدعم الأمريكي عن كييف.
جاء حديث الرئيس الأمريكي في أعقاب اعتماد الكونغرس بمجلسيه مشروع قانون التمويل المؤقت للحكومة الأمريكية لمدة 45 يوما، والذي استثنى تخصيص مساعدات إلى كييف عقب ضغط مارسه عدد من الجمهوريين.
وقال بايدن الذي توقع من الكونغرس طرح مشروع قانون منفصل بشأن مد كييف بالمساعدات، إن على الجمهوريين "وقف الألاعيب" على هذا الصعيد، متوقعا أن يلتزم الجمهوريون بالاتفاق الذي أبرموه في أيار/ مايو الماضي.
وأضاف في مداخلة من البيت الأبيض: "أريد أن أؤكد لحلفائنا الأمريكيين وللشعب الأمريكي وللشعب في أوكرانيا، أنه يمكنكم الاعتماد على دعمنا. لن ننسحب".
وكان الديمقراطيون وعدد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ أصروا على تضمين الدعم المالي لأوكرانيا ضمن تشريع التمويل الجديد للحكومة الفيدرالية، لكن ذلك المسعى أحبط جراء اعتراض كتلة من الجمهوريين في مجلس النواب، ما اضطر المشرعين إلى التخلي عن الدعم الأوكراني لتمرير الاتفاق بشأن الإنفاق لتجنب إغلاق حكومي محتمل من شأنه أن يشل عمل المؤسسات الحكومية.
والأحد، أعلنت أوكرانيا أنها على تواصل مع مسؤولين في واشنطن لضمان حصولها على مساعدات جديدة بعد الاتفاق الأمريكي الذي حذف بند إمداد كييف بالمساعدات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، أوليغ نيكولنكو، إن "الحكومة الأوكرانية تعمل الآن بفعالية مع شركائها الأمريكيين لضمان أن يشمل القرار الجديد بشأن الميزانية الأمريكية الذي سيتم صوغه خلال الأيام الـ45 المقبلة، موارد جديدة لدعم أوكرانيا".
من جهته، صرح وزير الدفاع الأوكراني، رستم أوميروف، بأنه أجرى محادثة مع نظيره الأمريكي، لويد أوستن، بحثا خلالها تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لكييف بعد القرار.
ومن المتوقع أن تشهد قضية المساعدات الأمريكية لأوكرانيا شدا وجذبا بين الديمقراطيين والجمهوريين، خصوصا في وقت تتحضر فيه البلاد لأجواء الانتخابات الرئاسية المقررة في أواخر عام 2024.
يذكر أن الاستثناء الأمريكي للدعم الأوكراني جاء في وقت شهدت فيه دول جوار أوكرانيا تراجعا تدريجيا عن لعب دور الداعم لكييف مع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من دخولها العام الثاني.
وكانت الانتخابات في سلوفاكيا انتهت بفوز حزب "الديمقراطية الاجتماعية" اليساري الداعي إلى إقامة علاقات جيدة مع
روسيا ووقف المساعدات العسكرية لكييف. كما أنه يعرف عن الحزب انتقاده للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقبل سلوفاكيا، أعلنت الحكومة البولندية عن عزمها على إيقاف دعم أوكرانيا عسكريا لصالح تعزيز قوتها الدفاعية، بحسب تعبيرها.
يشار إلى أن روسيا أطلقت حربها المستمرة ضد جارتها الأوكرانية في شهر شباط/ فبراير 2022، فيما بدأت الأخيرة هجومها المضاد في حزيران/ يونيو الماضي بهدف استعادة المناطق التي فقدتها لصالح القوات الروسية.