كشف تحقيق دولي أن شركة مراقبة رقمية إسرائيلية باعت للنظام
المصري برامج تجسس، لاستخدامها ضد
المعارضين، وعرضت بيع التقنية المتطورة على أطراف أخرى، بينها دولتان عربيتان.
وقالت صحيفة "
هآرتس" الإسرائيلية إن التحقيق كشف عن وثائق تفيد بأن شركة "إنتليكسا" وهي تحالف لشركات أسلحة ومراقبة رقمية مملوكة لإسرائيليين، باعت برنامج التجسس المعروف باسم "بريداتور" لمصر وعرضت بيعه للسعودية وقطر وماليزيا والكاميرون وموريشيوس وسيراليون ودول أخرى، إضافة إلى الجنرال الليبي المسيطر على الشرق، خليفة حفتر.
والتحقيق الذي شاركت فيه 15 وسيلة إعلامية بقيادة منظمة "التعاون الاستقصائي الأوروبي" المعروف اختصارا باسم "إي آي سي"، بالإضافة لمنظمة العفو الدولية، كشف أن رئيس وزراء
الاحتلال الأسبق، إيهود أولمرت عمل كمستشار للشركة، وربما شارك في مساعدتها في ترويج منتجاتها في ألمانيا.
وارتكز التحقيق أساسا على وثائق واتصالات مرتبطة بشركة فرنسية كانت تعاملت مع النظام الليبي السابق، وتدعى "نيكسا" والتي وقعت شراكة مع "إنتليكسا" في عام 2019.
كيف يعمل برنامج التجسس؟
ويمكن لبرنامج التجسس الوصول إلى كميات غير محددة من البيانات الموجودة على الأجهزة المستهدفة.
وتشير منظمة العفو الدولية في تقرير لها إلى أن "بريداتور" يمكنه التسلل إلى الجهاز عندما ينقر المستخدم ببساطة على رابط ضار، ولكن يمكن أيضا التعرض له من خلال "هجمات تكتيكية" تصيب الأجهزة القريبة بسرية تامة.
المنظمة بينت أن منتجات "إنتليكسا" عثر عليها في 25 دولة على الأقل في جميع أنحاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، وتم استخدامها لتقويض حقوق الإنسان وحرية الصحافة والحركات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم.
المنظمة قالت إن من بين الدول التي بيعت فيها منتجات "إنتليكسا" وحلفائها، سويسرا والنمسا وألمانيا، ومن بين عملائها الآخرين عمان وقطر والكونغو وكينيا والإمارات وسنغافورة وباكستان والأردن وفيتنام.
وأضافت أن التحليل الذي أجرته للبنية التحتية التقنية المرتبطة بنظام "بريداتور" لبرامج التجسس أظهر أنه "موجود بشكل أو بآخر في السودان ومنغوليا ومدغشقر وكازاخستان ومصر وإندونيسيا وفيتنام وأنغولا ودول أخرى".
مقر للشركة في دبي
وإلى جانب شركة "نيكسا" تم إنشاء شركة رديفة في دبي تحت اسم "أدفانسد ميدل إيست سيستمز"، وذلك بهدف تسويق التقنيات المختلفة لتحالف شركات المراقبة، ووفقا للتحقيق، فقد كانت هناك عدة محاولات لنقل التكنولوجيا إلى مصر، وحصلت محاولتان على الأقل عام 2020 لبيع تقنيات المراقبة لنظام السيسي، حيث كشف التحقيق أن خططا جرى تجهيزها في أيلول/ سبتمبر من العام نفسه بهدف الترويج لبيع برنامج التجسس.
وكشف التحقيق أن ممثلين كبارا من فرنسا ودولة الاحتلال انضووا في إطار مجموعة واتساب بمن فيهم مؤسس المجموعة أوز ليف، القائد السابق في استخبارات الاحتلال.
وجاء في الرسائل التي تم تبادلها على مجموعة واتساب أن المصريين كانوا خائفين من اكتشاف الزيارة، من قبل وكالات حكومية مصرية مختلفة، بسبب المعاملة المميزة التي يمكن أن يحظى بها المسؤولون في "نيكسا و"إنتليكسا" في المطار.
وربط التحقيق بين استخدام برنامج التجسس، وتعرض السياسي المصري المعارض أيمن نور للاستهداف ببرنامج التجسس "بريداتور" إلى جانب ضحية أخرى لم يذكر اسمها التحقيق.
ومؤخرا تم الكشف أن الضحية الأخرى هو النائب المصري أحمد
الطنطاوي، الذي أعلن ترشحه للانتخابات المصرية المقبلة، وقالت الصحيفة إن محاولات عديدة جرت لاختراق هاتف الطنطاوي في الأشهر الأخيرة.
وكان مختبر "ستيزن لاب" الكندي المختص بمراقبة أمن الإنترنت كشف عن استهداف هاتف الطنطاوي ببرنامج تجسس إلكتروني منذ أعلن اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة.
وقال المختبر الكندي إن هاتف الطنطاوي جرى استهدافه بين أيار/ مايو، وأيلول/ سبتمبر العام الماضي ببرنامج التجسس"بريداتور" من خلال روابط أرسلت عبر الرسائل القصيرة وتطبيق الواتساب.