قالت وزارة الخارجية
المصرية، إن تصرفات أديس أبابا الأحادية بشأن الملء والتشغيل لسد النهضة تشكل حربا وجودية لمصر وتهدد استقرارها.
وذكرت الخارجية في خطاب لمجلس الأمن، "للمرة الرابعة على التوالي يتم إبلاغ
مجلس الأمن بانتهاكات إثيوبيا المتكررة للقانون والاتفاقيات الدولية، بما فيها اتفاق إعلان المبادئ لعام 2015 المتعلق بسد النهضة الإثيوبي".
وأضاف، أن إعلان إثيوبيا الشهر الماضي انتهاء المرحلة الرابعة من الملء الرابع لسد النهضة، يشكل خرقا واضحا لإعلان المبادئ الذي يلزمها بالتوصل إلى اتفاق قانوني بشأن القواعد التي تحكم ملء السد وتشغيله.
وأكد الخطاب المصري على رفض القاهرة القاطع للإجراءات التي تتخذها إثيوبيا متجاهلة بيان مجلس الأمن، الذي دعا مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل إلى صيغة نهائية لنص اتفاق مقبول وملزم للأطراف بشأن ملء
سد النهضة وتشغيله في غضون إطار زمني معقول.
وأشارت الوزارة في خطابها إلى أن استمرار الممارسات الأحادية الإثيوبية يشكل تهديدا وجوديا لمصر واستقرارها كما يعرض السلام والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي للخطر.
وأكد الخطاب أنه وفقا للمادة 35 من ميثاق الأمم المتحدة فإن مصر تخطر مجلس الأمن مرة أخرى بقضية سد النهضة، وتطالب المجلس أن يضطلع بمسؤولياته التي تقع على عاتقه بموجب المادة 24 من الميثاق، وأن يبقي القضية محل نظره لضمان التوصل إلى حل سلمي.
وأعلنت إثيوبيا في 10 من أيلول/سبتمبر الماضي، الانتهاء من الملء الرابع لسد النهضة، الذي تم بدون موافقة مصر والسودان وسبب أضرارا كارثية على البلدين.
ولم يفض الاجتماع الثلاثي الذي عقد في العاصمة الإثيوبية يومي 23 و24 من الشهر الماضي، إلى نتائج تذكر.
وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية المصرية محمد غانم حينها، إن الجولة التفاوضية لم تسفر عن تحقيق تقدم، متهما إثيوبيا برفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة.
وأضاف غانم، أن أديس أبابا تراجعت عن الترتيبات الفنية المتفق عليها دوليا والتي من شأنها تلبية المصالح الإثيوبية اتصالاً بسد النهضة دون المساس بحقوق ومصالح دولتي المصب.
في المقابل أكدت الخارجية الإثيوبية، أن استمرار مصر في تمسكها بمعاهدة إقصائية تعود للحقبة الاستعمارية ومطالبتها بحصة من المياه، حال دون إحراز تقدم في المفاوضات.
وفي حزيران/يونيو الماضي أكد وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، رفض بلاده تدخُّل جامعة الدول العربية، في أزمة السد بين بلاده، ودولتي المصب مصر والسودان، واصفا التدخل العربي بغير البناء وغير المبرر.