قالت صحيفة "
الغارديان" إن الجدل يتصاعد
في حرم
الجامعات الأمريكية بشأن ما يجري في غزة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن الجدال انتشر في
داخل جامعات كولومبيا وهارفارد حيث تبادل الطلاب الاتهام بدعم "سفك الدم".
ففي جامعة كولومبيا وقف صف من الطلاب لفوا
أنفسهم بالعلم الإسرائيلي، وحملوا صورا للقتلى الإسرائيليين. وعلى الجانب الآخر من
المكان العشبي وقف عدد كبير من الطلاب يهتفون "الحرية، الحرية لفلسطين"،
وتظهر خطوط الصدع بينهم الاتهامات التي تقسم معظم حرم الجامعات بأن كل طرف يدعم "سفك
الدم".
وتميز
الرد في الجامعات الأمريكية على مقتل 1,300 إسرائيلي وأسر أكثر من 100 آخرين بالجدال
حول الحق في الحديث عن هجوم حماس كحق في المقاومة للاحتلال والشجب الذي يجب ألا
يتجاهل موت الفلسطينيين الذين استشهدوا بسبب الغارات الإسرائيلية على غزة.
وكانت مسيرات جامعة كولومبيا جزءا من
"يوم المقاومة" الذي دعت إليه جمعية الطلاب الوطنيين للعدالة في فلسطين،
والتي مدحت هجوم حماس بأنه انتصار تاريخي للمقاومة الفلسطينية، فيما برزت نفس
البيانات من طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعات أخرى واعتبرها الطلاب المتعاطفون مع إ"سرائيل"
بأنها فرح بالقتل.
ففي
جامعة كولومبيا حمل الطلاب اليهود لافتة كبيرة كتب عليها "توقفوا عن الاحتفال
باغتصاب واختطاف وذبح شعبنا" (وهي مزاعم تراجعت عنها وسائل الإعلام الغربية)، وجاء في
لافتة أخرى "تعاطف في الحرم الآن". وقال طالب اسمه يوني إنه اعتبر مسيرة
الطلاب المؤيدين لفلسطين بأنها "احتفال بالموت". وقال: "يريدون
قتلنا، وصور الموتى التي تراها هنا هي البداية، ولا يعتقدون أن لنا الحق في
الحياة وإلا لماذا لا يأتون ويندبون
الموتى".
ولكن المحتجين في المعسكر الفلسطيني يرون في مسيرة المتعاطفين مع
"إسرائيل" مبررا لمسيرتهم. وقالت دارياليزا أفيلا شيفالير، إنها شاركت
في المسيرة لأنها رأت "إسرائيل" تطلق العنان لانتقام رهيب ضد
الفلسطينيين العاديين في غزة، حيث قتل مئات المدنيين، الكثير منهم أطفال. وقالت: "إنه عن الوقوف مع أهل غزة وتذكير العالم بأنهم بشر يستحقون الحياة بكرامة
ويستحقون العيش بحرية وتعاطف، متحررين من الوحشية الاستعمارية ومن العنف
الذي ترميه عليهم إسرائيل وبشكل دائم". وقالت: "منذ السبت قتل أكثر من
1,500 شخصا في غزة وثلثهم من الأطفال، ومع ذلك لا تتم مناقشة العنف ضد
الفلسطينيين، وتم قتل عائلات بأكملها".
وأضافت أفيلا شيفالير إنها لا تتعامل مع الاحتجاج
بأنه احتفال بالقتل، ولكن العنف ضد الإسرائيليين لم يحدث من فراغ: "حسنا، لا
أحد يريد العنف؟ وما يريده المشاركون في هذه الاحتجاجات الوصول إليه هو أن العنف
لم يبدأ قبل خمسة أيام، بل بدأ من احتلال إسرائيل لفلسطين".
وفي جامعة هارفارد، تم انتقاد منظمات طلابية
لبيانها القائل: "نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة من العنف المتكشف". وهو ما جعل
قيادة الجامعة محلا للنقد من رئيسها السابق لورنس سومرز لعدم شجبها بيان الطلبة
وعدم شجب حماس وبقوة. وكتب على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "لم أشعر
منذ ارتباطي منذ خمسين عاما تقريبا بهارفارد بخيبة الأمل والعزلة كما اليوم".
وحاول آخرون في هارفارد الاعتراف بالمعاناة، وقال جاستين أونوينو، رئيس مجلس طلبة
كلية القانون إنه "هجوم بربري من حماس ويجب عدم تبريره، وعدم التقليل منه أو
تمجيده"، ولكنه تحدث عن السلام ومنع الأذى عن المدنيين. وكانت راشيل سبيرو،
وهي طالبة يهودية في كولومبيا، قضت العامين الماضيين بجامعة تل أبيب، عاطفية وهي
تقف على جانب التظاهرة المؤيدة لـ"إسرائيل".
ووصف تقرير "الغارديان" المناخ في
حرم الجامعة بالمشحون، وأن النقاش حول هجوم حماس والقصف الإسرائيلي لغزة هيمن على
حصة السياسة الدولية. وكان النقاش "محترما ويمكن نقاشه ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الطلاب".
وقال طالب سوري لم يرد الكشف عن اسمه إنه لا
يدعم حماس. وقال: "جئت إلى هنا للقول إن الطرفين مسؤولان عن الهجوم الإرهابي،
ولا أوافق على حركة حماس لأنه إرهابي ولا يمثل الموقف الإسلامي وهاجموا المدنيين،
وفعلت إسرائيل نفس الأمر ولكنها أقوى".
ولاحظ طلاب ما قامت به شركة قانون من إلغاء
عرض للطالبة ريان ووركمان التي كتبت تغريدة عن أن عنف "إسرائيل" ضد
الفلسطينين "خلق الظروف الضرورية للمقاومة".
وقالت رموز في سوق المال "وول ستريت"
إنها لن توظف أي طالب وقع على البيان الذي حمل "إسرائيل" مسؤولية هجوم
حماس. وطافت شاحنة محملة بلافتة كتب عليها أسماء الطلاب وعناوينهم ونشرت على
الإنترنت. وهو ما منع بعض الطلاب من إصدار تصريحات عامة.