تعرض أكاديمي
فلسطيني في الولايات المتحدة
الأمريكية للتهديد عقب نشره لمقالة مؤيدة لعملية "طوفان الأقصى"، في وقت
تمارس فيه طالبة مروّجة لقوات الاحتلال الإسرائيلي الضغط على إدارة جامعتها لفصله
عن عمله.
المقالة التي حملت عنوان "مجرّد
معركة أخرى أو حرب التّحرير الفلسطينية؟"، وضعت الأكاديمي الفلسطيني ذي الـ
60 عاماً، جوزيف مسعد، تحت التهديد وحملة تضييق لقمع حرية التعبير، بحسب صحيفة "الأخبار"
اللبنانية.
يعمل مسعد أستاذاً مساعداً في السياسىة
والفكر العربي بجامعة كولومبيا منذ سنوات عدة، وقد سبق أن مورس عليه الضغط عقب
أحداث أيلول من العام 2001، وتجدد اتهامه بمعاداة المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي في
عام 2004، وقد تمت تبرئته من تلك التهمة من قبل لجنة تحقيقية في الجامعة آنذاك.
يرى ابن مدينة يافا، الذي نال الدكتوراه
من الجامعة التي تخرج منها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أن مصطلح "معاداة
السامية"، لا يقتصر في معناه على المعاداة بحق اليهود فحسب، بل يشمل التحيّز
ضد العرب والمسلمين أيضاً.
ووصف مسعد في مقاله الذي أرفقه بصور
مقاومي كتائب القسام، العملية المفاجئة لحماس بـ "المذهلة"، الأمر الذي
أثار امتعاض موالي الاحتلال الإسرائيلي، ليبدأوا بشن حملات تشويه ضده.
إحدى تلك الحملات، بدأت في الـ 13 تشرين
الأول/أكتوبر، حيث قامت بها طالبة في الجامعة من خلال إنشاء عريضة للضغط على إدارة
الجامعة بطرد الأستاذ الفلسطيني من الجامعة الأمريكية.
مايا بلاتيك، الطالبة التي جمعت تواقيع
العريضة، قالت نقلاً عن موقع (ميدل إيست آي)، إن "الكثير من الطلاب يشعرون
أنهم غير آمنين في وجود أستاذ يدعم قتل المدنيين".
وخلفت عريضة صانعة المحتوى السابقة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، تبايناً في الآراء، بين الجامعيين والطلاب في جامعة
كولومبيا، فمن الأصوات المؤيدة لمسعد، هم أساتذة الجامعة الذين أعربوا في رسالة
مفتوحة عن قلقهم "إزاء التهديدات العديدة الصادرة ضد حياة البرفيسور مسعد
وحريته في التعبير".
وعدّ زملاء مسعد وطلابه، الممارسات بحقه
وتهديده بالقتل "محاولة للحد من البحث الفكري وخنقه"، معربين عن تضامنهم
مع جوزيف مسعد وشجب العريضة المطالبة بإقالته.
وطالب المتضامنون بموجب العريضة المؤيدة
للأكاديمي الفلسطيني، بمحاسبة الأفراد الذين هددوا مسعد بالقتل، وفتح تحقيق شفاف
معهم، فضلاً عن إصدار بيان على مستوى الجامعة يدعم الأستاذ جوزيف مسعد في حقه بالتعبير
الأكاديمي وحماية أعضاء هيئة التدريس غير الدائمين في جامعة كولومبيا من الانتقام نتيجة
آرائهم.