"إسرائيل" تتحمل مسؤولية عرقلة وتأخير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق معبر رفح
غزة تحتاج ما بين 500 إلى 1000 شاحنة يوميا وما دخل نقطة في بحر
الطرف الوحيد القادر على وقف الحرب والتأثير على إسرائيل هي أمريكا
مصر ترفض تهجير سكان غزة لسيناء لأنه يعني شطب القضية الفلسطينية
غزة بحاجة إلى دعم جميع الأشقاء العرب من الخليج إلى المحيط.
نفتخر ونعتز بموقف شيخ الأزهر في دعمنا وكذلك دور الكنيسة في التضامن
حمًل
سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية،دياب اللوح سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تعطيل وتأخير إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة بدعم ومساندة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد اللوح في حوار صحفي خاص مع "عربي21" أن حجم المساعدات التي دخلت حتى الآن تمثل نقطة في بحر من احتياجات قطاع غزة المنكوب الذي يبلغ عدد سكانه نحو 2.2 مليون نسمة، مطالبا بالضغط على إسرائيل للسماح بدخول قوافل المساعدات المكدسة على الحدود المصرية.
وبشأن الموقف المصري من مخطط
التهجير، أوضح السفير الفلسطيني أنه مخطط قديم جديد وموقف مصر يرفض تهجير سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء ، ولن تسمح به؛ لأنه يعني القضاء على القضية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بدعوة الفصائل الفلسطينية القاهرة بفتح معبر رفح، أكد اللوح أن مصر لم تغلق المعبر وأنه يعمل بشكل دائم لكن الجانب الإسرائيلي هو الذي يرفض فتحه وعمله من جانبه، ومصر لن تدخر جهدا في إدخال أكبر قدر من المساعدات التي تعيقها إسرائيل دخولها.
وثمن سفير دولة فلسطين دور الأزهر الشريف والكنيسة المصرية في تقديم الدعم المعنوي والمادي لسكان قطاع غزة المنكوب، وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات والأحزاب المختلفة.
وتالياً نص الحوار:
منذ بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تتكدس آلاف الشاحنات بالقرب من معبر رفح الحدودي إلا أن ما يسمح بدخوله أقل بكثير من احتياجات الكارثة التي يمر بها القطاع.. من المسؤول عن حرمان القطاع المحاصر من دخولها؟
بكل تأكيد، إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن إعاقة وتأخير دخول المساعدات بسبب الإجراءات غير الرسمية والأمنية التي تتبعها لفحص هذه المساعدات، حيث يستغرق فحص كل شاحنة في معبر العوجا الحدودي والذهاب والعودة إلى المعبر 3 ساعات، لذلك فإن عدد الشاحنات الذي يدخل قليل جدا، ولم يتجاوز عددها منذ 10 أيام الـ150 شاحنة.
هذه المساعدات هي نقطة في بحر من احتياجات سكان القطاع المدمر، كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرتش، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وعدد من الوكالات والمؤسسات الدولية، في حين أن احتياجات القطاع تتراوح بين 500 إلى 1000 شاحنة يوميا.
لماذا يرفض الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية فرض هدنة إنسانية في قطاع غزة من ناحية، والضغط باتجاه إدخال المزيد من المساعدات والإغاثات الإنسانية من ناحية أخرى بشكل كاف؟
الطرف الوحيد القادر على وقف الحرب والتأثير على إسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هذا الطرف وعلى لسان منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، هو أن الإدارة الأمريكية لا تدعم وقف إطلاق النار حاليا، حتى لا يتيح الفرصة للمقاومة أو حركة حماس من التقاط أنفاسها، والتطور الوحيد هو التحدث عن هدنة إنسانية عدة ساعات يوميا لتمرير المساعدات الإنسانية لوصولها إلى شمال القطاع والتي تتركز حاليا في الجنوب وتتولى مؤسسات الأمم المتحدة توزيعها على مدارس الإيواء والمستشفيات.
المساعدات الحالية لا تسد الحاجة ولا تسمن ولا تغني من جوع، قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية حقيقية بسبب قطع المياه والكهرباء وقطع إمدادات الوقود، وإغلاق المعابر التجارية.
هل الهدف من تقطير المساعدات على هذا النحو هو القضاء على المقاومة فعلا أم دفع سكان قطاع غزة إلى الجنوب ومن ثم إلى جنوب الجنوب.. وأن ما يجري هو مخطط ممنهج لإفراغ شمال ووسط القطاع من سكانه في ظل لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء ولا دواء.. فلماذ البقاء؟
ما يتعرض له قطاع غزة هو إبادة جماعية ممنهجة تشنها إسرائيل لا تميز بين مواطن فلسطيني وآخر لا على أساسي سياسي ولا أساس ديني، كل المواطنين الفلسطينيين هم أهداف مستهدفين بما فيهم العاملين في المنظمات الدولية والصحفيين والأطقم الطبية وكذلك إسرائيل تلاحق المواطنين الذين نزحوا من الشمال إلى الجنوب وتقصف المنازل التي يأوون إليها.
نتحدث الآن عن أكثر من 30 ألف مواطن فلسطيني بين شهيد ومصاب، نحو 66% منهم من الأطفال والنساء والمسنين، القصف يطال المخابز وخزانات المياه ما علاقة هذه الأماكن بما يحدث، فضلا عن استهداف المستشفيات حتى خرجت 57 منشأة صحية عن الخدمة والباقي مهدد بالقصف.
هل تقرأ مما سبق بوادر مخطط لتهجير سكان قطاع غزة بشكل تدريجي من الشمال إلى الوسط ومن ثم الجنوب؟
النزوح حدث بالفعل؛ مليون ونصف مواطن خرجوا من منازلهم من شمال قطاع غزة ومن مدينة غزة، وتم تدمير 50% من إجمال مباني قطاع غزة سواء منازل أو منشآت ومرافق حيوية وبنية تحتية، ونزحوا إلى الجنوب وتم ملاحقتهم هناك أيضا.
مخطط التهجير لن يحدث، هذا مخطط قديم جديد، ونحن نرفض ذلك حكومة وشعبا، ومصر والعالم بأسره يرفضون ذلك إلا من رحم ربي!.
كيف تقيم موقف مصر من مسألة التهجير إلى شمال سيناء، وكذلك على الصعيدين، الدبلوماسي لوقف الحرب، والإنساني لدخول المساعدات إلى قطاع غزة المنكوب؟
أولا، بخصوص مخطط التهجير فإن موقف القاهرة واضح بشكل لا لبس فيه، وأكد عليه الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة أنه يرفض هذا المخطط؛ لأنه يعني شطب القضية الفلسطينية، ثانيا مصر تحث وتشجع على دخول المساعدات الإنسانية، وتعتبر في حالة طوارئ من مدينة العريش شمال غزة وحتى القاهرة، وهناك مساعدات كثيرة من مختلف دول العالم بانتظار دخولها للقطاع لكن عملية إدخالها بطئ جدا جدا بسبب كما قلنا التعنت الإسرائيلي.
هناك مطالبات للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لمصر بفتح معبر غزة فورا لإنقاذ قطاع غزة من إبادة جماعية، هل تعتقد أن هناك إغلاق للمعبر بالأساس؟
هذه الجملة معكوسة؛ لأن المعبر من وجهة نظر مصرية وفلسطينية مفتوح، المعبر يعمل في انتظام منذ عملي كسفير لدولة فلسطين بالقاهرة منذ 6 سنوات، ويغلق في الإجازات الرسمية، ولكن الذي عطل عمل المعبر هو الجانب الإسرائيلي الذي قصفه عدة مرات، لذلك فإن فتح المعبر لا يتم من طرف واحد فقط؛ لأن فتحه من الجانب المصري بشكل منفرد سوف يعطي ذريعة للإسرائيليين بقصف المساعدات والأماكن التي سوف تتواجد بها وتحدث مجازر جديدة بحق المدنيين، ودمار في المباني والبنية التحتية.
كيف تقيم دور مؤسسات المجتمع المدني المصري حيث دعيتم إلى العديد من المؤتمرات والفعاليات المجتمعية، فكيف لمستم الدعم الشعبي مما يحدث في قطاع غزة؟
في الحقيقة، هناك دعم عارم من جانب الشعب المصري على جميع الأصعدة سواء مؤسسات مجتمع مدني أو حزبي أو نقابي أو رسمي وتضامن واسع النطاق من قبل المجتمع المصري سواء قوى سياسية أو منظمات مجتمع مدني مثل النقابات والاتحادات، هناك مشاعر نبيلة وصادقة، واستقبل يوميا العشرات من الأشقاء المصريين وأزور مؤسسات حكومية وغير حكومية والتقى بشكل دائم المنابر الإعلامية والصحفية لمتابعة وشرح ما يجري على الأرض.
مصر متضامنة شعبا وحكومة وقيادة سياسية مع الشعب الفلسطيني ليس اليوم إنما في كل وقت وزمان وهو شيء مهم بالنسبة لنا؛ لأنها شريك تاريخي واستراتيجي للفلسطينيين والقضية الفلسطينية بحكم الجغرافيا والتاريخ وكذلك الأشقاء في الأردن وكل الدول العربية، نحن بحاجة إلى دعم جميع الأشقاء العرب من الخليج إلى المحيط.
من خلال منصبكم كسفير لدولة فلسطين في دولة محورية وذات ثقل كبير بالمنطقة ولكم اتصالات واسعة سواء دبلوماسية أو بالمؤسسات الدولية الرسمية أو الحقوقية أو الإنسانية أو الأممية.. ما هو دوركم في التواصل مع كل هذه المؤسسات للكشف عن ما يحدث في غزة وشرح الواقع ورسم الصورة الحقيقية للعالم؟
كدبلوماسي مرآة عاكسة لسياسة دولة فلسطين والتقي بالعديد من سفراء الدول الغربية وغيرها ونحن ننقل حقيقة وطبيعة الموقف الفلسطيني ونؤكد ونطالب بالتدخل الفوري لوقف هذه الحرب ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، ونؤكد على وجوب فتح أفق سياسي يقوم على أساس المرجعية الدولية ويفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية من أجل أن نحيا حياة طبيعية إنسانية سياسية في إطار دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة عاصمتها القدس الشرقية.
كيف ترى موقف الأزهر وعلى رأسها شيخ الأزهر وكافة المؤسسات الدينية في مصر من الأحداث في قطاع غزة؟
نعتز ونفتخر بموقف الأزهر الشريف ومساندة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطبيب الذي يعبر عن الموقف المصري والإسلامي المتضامن مع الشعب الفلسطيني، منذ الوهلة الأولى وجه الأزهر الشريف نداءات بوقف الحرب والتبرع للشعب الفلسطيني وتوفير مساعدات عاجلة لسكان غزة، وأنا أتحدث عن الأزهر يجب أن أذكر موقف الكنيسة المصرية حيث التقينا بممثليها وأعربوا عن دعمهم للشعب والقضية الفلسطينية ورفضهم لما يجري هناك، وكما قصفت المساجد في قطاع غزة كذلك قصفت الكنائس، ونحن كشعب فلسطيني مسلمين ومسيحيين في خندق واحد.