يعاني
سكان قطاع غزة المحاصر من أوضاع إنسانية صعبة من جراء القصف الهمجي الذي تشنه
طائرات الاحتلال التي تزيد من مأساتهم الإنسانية التي فرضها الحصار المستمر عليهم
منذ سنوات.
يستيقظ
المدنيون الفلسطينيون المحاصرون في كل صباح لانتشال جثث من تحت أنقاض كانت يوما
مباني قائمة سواها القصف الجوي بالأرض، ولبدء رحلتهم اليومية في البحث عن طعام
ومياه شرب نظيفة.
يقول إسماعيل،
وهو محاسب في مدينة غزة: "تخيل أنه أنت داخل سجن والسجان
بيستهدف السجناء بالقنص سجينا تلو الآخر ويقتلهم" واصفا شعوره تحت
القصف الإسرائيلي الذي يستهدف
المنطقة التي يقطن فيها بشكل شبه يومي.
ويضيف:
"أبوي كاد أنه يصاب بسكتة قلبية الليلة اللي فاتت لما صاروخ ضرب العمارة اللي
جنبنا، إحنا حسينا وكأنه إحنا اللي انقصفنا".
حالة من الخوف والهلع
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على
القطاع، طالب جيش الاحتلال الشهر الماضي جميع الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، بما في
ذلك مدينة غزة، بالتحرك جنوبا وأبلغهم بأنهم يخاطرون باعتبار أنهم من المسلحين إذا
قرروا البقاء، بحسب بيانات جيش الاحتلال.
يقول سكان مدينة غزة خلال حديثهم
لوكالة رويترز، إنهم في حالة هلع شديد من محاولة العبور من شمال القطاع إلى جنوبه
بسبب قصف الاحتلال لسيارات النازحين المتجهين نحو الجنوب. وأشار بعضهم وقوع قتلى
على الطرق الرئيسية التي تربط الجنوب بالشمال.
ويقول أبو تامر الذي يعيش في مخيم
جباليا للاجئين المتاخم لمدينة غزة: "أنا ع الأقل بدي أطلع عيلتي للجنوب
وأتمنى إنهم يعبروا على مصر من معبر رفح بس مش متأكد إذا ممكن، خايف إنهم يقصفوا
السيارة اللي هم فيها عن طريق الدبابة اللي ع الطريق".
وذكر
أبو تامر أن ثمة مخبزا وحيدا لا يزال يعمل في مخيم جباليا بالقرب من مدينة غزة وأن
الطحين شحيح والماء العذب لا بد من ضخه من تحت الأرض، لكن لا وقود لتشغيل مولدات
الكهرباء اللازمة لذلك.
أما سعيد
نجمة فقال إنه كان نائما مع أسرته في منزلهم المكون من طابق واحد عند وقوع القصف في
الحي الذي يعيش فيه. وأضاف: "طول الليل أنا والشباب بنعزل في الركام وبنطلع
الشهداء، أطفال أشلاء وممزعة".
وقال
حسن أبو مشايخ المقيم بالمخيم إن الغارات دمرت برج المياه في المغازي في وقت تندر
فيه إمدادات المياه النظيفة.