تُثار تساؤلات حول ذهاب
الفصائل الفلسطينية
في
سوريا، مع دخول العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة شهره الثاني، إلى
أبعد من المناصرة السياسية والإعلامية، رغم تواجد بعض الفصائل عسكرياً على مقربة من
الحدود مع الجولان السوري المحتل.
وتتواجد في سوريا العديد من الفصائل الفلسطينية،
وبسبب تحالف غالبيتها مع النظام السوري مثل "جيش التحرير الفلسطيني، والجبهة الشعبية-
القيادة العامة"، لم تخرج الفصائل عن نهج النظام في التعامل مع ما يجري في غزة.
وبعد أيام قليلة من بدء معركة طوفان الأقصى،
عقدت فصائل فلسطينية في سوريا اجتماعا في دمشق، أكدت فيه على دعمها للمقاومة الفلسطينية
في غزة.
وكان نشطاء فلسطينيون قد وجهوا نداءات للفصائل
الفلسطينية وفي مقدمتها "جيش التحرير الفلسطيني" بالتحرك عسكرياً للدفاع
عن غزة، لكن جبهة الجولان لم تسجل عمليات عسكرية ولو كانت محدودة ضد الاحتلال من قبل
الفصائل الفلسطينية.
هل تتدخل الفصائل الفلسطينية؟
ويرى المنسق العام لتجمع "مصير"
الفلسطيني – السوري أيمن أبو هاشم، أن تطورات الحرب على غزة أثبتت أن الحديث عن وحدة
الجبهات الذي يرفعه "محور المقاومة" شعاراً لم يكن دقيقاً، معتبراً أن كل
الاشتباكات مع الاحتلال في جبهة لبنان لم تخرج عن قواعد الاشتباك المعروفة.
لكن مع ذلك، يؤكد في حديثه لـ"عربي21"
أن توسع رقعة الحرب في غزة وامتدادها إلى جبهات جديدة ومنها الجبهة السورية، سيؤدي
إلى مشاركة الفصائل الفلسطينية الموجود في سوريا، بشكل كبير.
وأضاف أبو هاشم أن العنوان الفلسطيني سيكون
حاضراً بالتأكيد، رغم تواضع قوة الفصائل الفلسطينية في سوريا، بسبب هجرة أعداد كبيرة
من الفلسطينيين.
التنسيق مع "حزب الله"
وكان ممثل حركة "الجهاد الإسلامي"
في سوريا إسماعيل السندواي، قد أكد في وقت سابق أن جميع فصائل المقاومة عي ضمن غرفة
عمليات مشتركة وعلى تنسيق عال مع "حزب الله" اللبناني.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة "سبوتنيك"
الروسية أن "حزب الله وإيران وسوريا والعراق في قلب المعركة، ويقفون إلى جانب
الشعب الفلسطيني خلال هذه المواجهة الكبرى مع إسرائيل كما كل الجولات السابقة"،
وقال: "معركة طوفان الأقصى لا تزال في بدايتها وستحمل الأيام القادمة العديد من
المفاجآت لجيش الاحتلال الإسرائيلي".
"النظام السوري يضبط الفصائل الفلسطينية"
وفي قراءته لموقف الفصائل الفلسطينية في
سوريا من الحرب على غزة، يكشف المحامي الفلسطيني أيمن أبو هاشم عن اجتماع عقده وفد
أمني تابع للنظام السوري بقيادات الفصائل الفلسطينية في مخيم درعا، في الأسبوع الأول
من "طوفان الأقصى"، وذلك بعد أن سرت أنباء عن اعتزام مجموعات من المخيم والمخيمات
الأخرى بالتوجه إلى جبهة الجولان.
ويؤكد أن تعليمات النظام كانت واضحة، بحيث
تم منع أي حراك فلسطيني عسكري في سوريا، ومن ثم منع تنظيم أي مظاهرة أو فعالية تضامنية
مع غزة دون الحصول على موافقة أمنية، وقال: "كل ذلك يؤكد أن النظام السوري يضبط
ويحتوي الفصائل الفلسطينية الموجود في سوريا".
من جانب آخر، أكد أبو هاشم أن الجزء الأكبر
من الفصائل الفلسطينية في سوريا ليس لها امتدادات داخل غزة، وتحديداً الفصائل المدعومة
والمحسوبة على النظام مثل "فتح الانتفاضة" و"القيادة العامة".
أما عن فصيل "الجهاد الإسلامي"
الذي له امتدادات داخل غزة، يقول أبو هاشم: "يبدو أن هناك قرارا من النظام بمنع
عناصر الفصيل من التحرك داخل سوريا".
وبخلاف موقف الفصائل الفلسطينية من غزة،
كان للعديد منها مشاركات على الميدان العسكري السوري منذ اندلاع الثورة السورية، مثل
"جيش التحرير الفلسطيني" و"لواء القدس" وغيرها، حيث أعلنت هذه
الفصائل عن قتالها إلى جانب النظام في أكثر من منطقة، ومنها المخيمات الفلسطينية في
دمشق ودرعا وحلب.
وعن ذلك يؤكد أبو هاشم أن النظام السوري
زج بفصائل فلسطينية في حربه ضد شعبه، مستدركاً: "لكن عندما بدأت الحرب على غزة،
رأينا كيف أن النظام يحتوي الفصائل، ويمنع مشاركتها في صد العدوان".
من جانبه، يرى الكاتب وعضو "مجموعة
العمل من أجل فلسطينيي سوريا" ماهر الشاويش، بضرورة الفصل بين موقف حركة "فتح"
وموقف بقية الفصائل الفلسطينية في سوريا، معتبراً أن "موقف فتح مرتبط تماماً بقرار
السلطة الفلسطينية في رام الله، ولا يمكن أن تتخذ أي قرار على الأراضي السورية بمعزل
عن توجه السلطة وتوجيهاتها، وموقف السلطة واضح أنها تنتظر نتائج ما يجري بقطاع غزة".
وعن مواقف بقية الفصائل الفلسطينية المتواجدة
في سوريا، يقول لـ"عربي21": "غالبية الفصائل بما فيها جيش التحرير الفلسطيني
هي تشكيلات تتبع للنظام السوري وتعامل معاملة عناصره، وبالتالي يستحيل أن تتحرك من
دون موافقته".
وبهذا المعنى يقول الشاويش: "من المؤسف
أن هذه الفصائل الفلسطينية هي مجرد أدوات بيد النظام يحركها كيف يشاء، والمؤسف أنها
شاركت بقتل وتشريد شعبنا وتدمير مخيماته بدل أن تدافع عنه".
ويعد "جيش التحرير الفلسطيني"
من أهم الأجسام العسكرية الفلسطينية في سوريا، وبحسب مصادر يتبع الجيش بشكل نظري إلى
منظمة التحرير الفلسطينية، وإلى قيادة أركان جيش النظام عملياً، ويتألف من ثلاثة ألوية
منتشرة في ريف دمشق بالقرب من جبل الشيخ على الحدود مع فلسطين المحتلة، والسويداء جنوب
سوريا.