أنهت عودة رئيس الحكومة البريطانية الأسبق والزعيم السابق لحزب
المحافظين ديفيد كاميرون إلى المشاركة في الحكومة، الجدل الدائر بشأن تصريحات وزيرة
الداخلية المقالة سويلا برافرمان بشأن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، لكنها لم تنه
صفحة الجدل بشأن المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وشارك كاميرون اليوم الثلاثاء في اجتماعات الحكومة للمرة الأولى منذ
أكثر من سبع سنوات بعد استدعائه إلى الحكومة في منصب وزير للخارجية.
وحل ديفيد كاميرون، الذي منح لقب اللورد أمس الإثنين، في منصب وزير
الخارجية محل جيمس كليفرلي، الذي تم نقله ليكون وزيراً للداخلية بدلا من سويلا
برافرمان، التي تمت إقالتها بعد انتقاداتها لشرطة العاصمة.
وبدأ اللورد كاميرون، القيام بواجباته كوزير للخارجية اليوم بما في
ذلك إجراء مكالمة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقالت وزارة الخارجية في خبر لها نشرته عبر منصة "إكس" إن
الرجلين "أكدا قوة وعمق العلاقة بين المملكة المتحدة والولايات
المتحدة"، وتحدثا عن
الحرب في أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إن الوزيرين: "ناقشا الصراع
في الشرق الأوسط وحق إسرائيل في الدفاع عن النفس والحاجة إلى هدنة إنسانية للسماح
بمرور آمن للمساعدات إلى غزة".
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن ريتشارد
هولدن، رئيس حزب المحافظين المعين حديثا، قوله إن اللورد كاميرون عاد "من
منطلق الشعور بالواجب" وسيجلب الخبرة إلى هذا الدور.
ولكن ليس الجميع في حزب المحافظين سعداء بعودة اللورد كاميرون
والحكومة في شكلها الجديد، فهناك مساع من أنصار اليمينية المقالة من منصبها سويلا
برافرمان لحجب الثقة عن حكومة سوناك، وهو مسعى يقلل من أهميته مراقبون لسير العمل
الحكومي في
بريطانيا.
على صعيد آخر يتعرض زعيم حزب العمال كير ستارمر إلى ضغوط متزايدة
لدعم تعديل موقف الحزب من الحرب على غزة ودعم وقف إطلاق النار في غزة لتفادي
احتمال تصويت نوابه لصالح اقتراح للحزب الوطني الاسكتلندي يدعو إلى وقف فوري
للقتال.
ويأتي ذلك عشية انطلاق حملة من قبل ميش الرحمن، عضو اللجنة التنفيذية
الوطنية لحزب العمال من وست ميدلاندز، من المؤيدين لوقف إطلاق النار في غزة.
وكانت قيادة حزب العمال قد عقدت اجتماعا مشحونا مساء أمس الإثنين حيث
حاول وزير خارجية الظل، ديفيد لامي، الحفاظ على خط الحزب.
وذكرت "بي بي سي"، أن ستارمر يواجه تمردا من قبل ما يصل
إلى اثني عشر من وزراء الظل، الذين تقول المصادر إنهم على استعداد للاستقالة بدلا
من التصويت ضد الدعوة إلى وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، وهو ما رفض ستارمر
دعمه.
وقالت مستشارة الظل، راشيل ريفز، اليوم الثلاثاء: "أعداد القتلى
في الحرب مرتفعة للغاية بالفعل. لقد فقد عدد كبير جدًا من الأبرياء في إسرائيل
وغزة حياتهم".
وأضافت: "إن السبيل لوقف هذا القتل وإنقاذ الأرواح هو أن يجتمع
المجتمع الدولي ويضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن"، مضيفة أنه يتعين على
المجتمع الدولي أيضًا الضغط على الحكومة الإسرائيلية. لإظهار "المزيد من ضبط
النفس".
هذا ويستعد أنصار
فلسطين للتظاهر مساء غد الأربعاء أمام مبنى
البرلمان البريطاني للمطالبة بضرورة التصويت على قرار المطالبة بوقف إطلاق النار
في غزة وبشكل فوري.
ومنذ 39 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، دمرت أحياء
فوق رؤوس ساكنيها، وخلّفت 11 ألفا و240 قتيلا فلسطينيا، بينهم 4 آلاف و630 طفلا،
و3 آلاف و130 امرأة، فضلا عن 29 ألف مصاب، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء،
وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الاثنين.