قال الناشط والنقابي البريطاني هوارد بيكت، إن "ما نشهده الليلة
في مستشفى الشفاء بغزة أمر لا يمكن تصوره وغير معقول"، مؤكدا أن السياسيين
ووسائل الإعلام الغربية متواطئون في الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة.
وأضاف بيكت في سلسلة تغريدات نشرها على صفحته على منصة
"إكس": "زعمت كل من إسرائيل وأمريكا الليلة، دون تقديم أي دليل، أن
حماس تستخدم المستشفيات للقيام بأنشطة عسكرية.. أحضروا بايدن ونتنياهو إلى لاهاي،
يمكنهم تبرير ذلك هناك".
وانتقد بيكت تعاطي الإعلام الغربي مع ما يجري في قطاع غزة، وقال:
"هناك مقبرة جماعية يتم حفرها في مستشفى الشفاء الليلة للأطفال والرضع. بي بي سي وسكاي لا تحتويان على هذه الأخبار حتى في عناوين
الأخبار".
وأضاف: "إن السياسيين ووسائل الإعلام لدينا لم يديروا ظهورهم
فحسب. صمتهم سمح بحدوث ذلك. وهم الآن متواطئون في الإبادة الجماعية".
وتابع: "تعرضت منطقة الشفاء للقصف الإسرائيلي بشكل مباشر الليلة. نحن نشهد مذبحة الأبرياء. إن مشاهدة العالم وعدم القيام بأي شيء
هو أمر لا يغتفر.. نم جيداً بايدن، سوناك، ستارمر، نتنياهو نحن نعرف ما أنت".
وأضاف: "جار حفر مقبرة جماعية في أرض مستشفى الشفاء في مدينة
غزة. هناك 179 جثة مدفونة ـ العديد من الرضع والنساء والأطفال".
وأكد "أن العالم يشاهد أفظع الفظائع التي تتكشف: التطهير
العرقي، العنصرية الشريرة، الإبادة الجماعية.. بايدن، سوناك، ستارمر ـ هذا عليكم".
وحول تصريحات وزير المالية الإسرائيلي الذي قال إن تهجير فلسطينيي
غزة إلى دول العالم "الحل الإنساني".
قال بيكت: "ما هي لغة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقاب
الجماعي التي نحتاج إلى سماعها قبل أن تتدخل لاهاي لتوجيه الاتهام لنتنياهو؟"،
على حد تعبيره.
وتعرف
بريطانيا منذ بداية
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حراكا
شعبيا متناميا؛ رفضا للحرب ومطالبة بإنصاف
الفلسطينيين، وجدلا سياسيا آخذا في
التصاعد مع استمرار الحكومة في تأييدها للحرب الإسرائيلية باعتبارها دفاعا عن
النفس، وهو تبرير يواجه برفض شعبي متصاعد.
وقد انتهى الأمر إلى الإطاحة بسويلا برافرمان وزيرة الداخلية في
حكومة ريشي سوناك، وإحداث تغيير حكومي كبير عاد بموجبه رئيس الحكومة السابق ديفيد
كاميرون لأول مرة منذ سبعة أعوام إلى مقر الحكومة لتولي منصب وزارة الخارجية.
ويستعد البرلمان البريطاني غدا الأربعاء لمناقشة مسألة الضغط على
الحكومة من أجل المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة..
ودعت منظمات عاملة لفلسطين في بريطانيا إلى التظاهر غدا أمام
البرلمان؛ من أجل المطالبة بوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة.
ونفذت الحملة الدولية للعدالة، اليوم الثلاثاء، وقفة تضامنية مع غزة
وسط لندن، من جولة لحافلة كانت بمثابة رحلة تضامن عميقة ضد الإبادة الجماعية
الإسرائيلية في غزة.
وقالت الحملة الدولية في صفحتها على منصة "إكس": "نحن
نقف ضد هذه الفظائع، ونسلط الضوء على تورط الأنظمة الأمريكية والإماراتية من خلال
تمويلها. لقد حان الوقت للاعتراف العالمي والعمل ضد هذه الإبادة الجماعية".
وأضافت في تغريدة أخرى: "أظهرت الوقفة الاحتجاجية الفريدة من
نوعها اليوم دعمًا هائلاً لغزة، ما لفت الانتباه إلى الوضع المحزن هناك. ونطالب
بمحاسبة من ساعد وحرض على هذه الأحداث. وقفة تضامنية مع غزة! #العدالة_لغزة".
ومنذ 39 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت
أوضاعا إنسانية وصحية كارثية، إذ نزح نحو 1.5 مليون نسمة من أصل 2.3 مليون من
منازلهم جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.