تحدث أستاذ الديمقراطية والحكم في جامعة هارفارد، طارق مسعود، عن أسباب الموقف
المصري من تصاعد وتيرة الأوضاع في قطاع غزة، في ظل تواصل العدوان، مشيرا إلى أن القاهرة سعت منذ اليوم الأول إلى احتواء الأزمة.
وقال مسعود في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن "المصريين استطاعوا أن يتوقعوا ما يجري في قطاع غزة الآن منذ بدء هجوم
حماس في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، من عملية انتقام واسعة النطاق" من قبل الاحتلال.
وأضاف أن "مصر عرفت أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى أزمة إنسانية ذات أبعاد لا تصدق، تضع مصر تحت ضغوطات كبيرة".
واعتبر الأكاديمي، أن ذلك هو السبب الذي دفع القاهرة منذ البداية "إلى الدعوة لوقف إطلاق النار وضبط النفس"، وما أعقبه من مؤتمر للسلام الشهر المنصرم.
وردا على سؤال حول رغبة القيادة المصرية غير المعلنة في القضاء على حماس، شدد مسعود على اعتقاده أنه "لو كان بإمكان الاحتلال اختراع سلاح يستهدف أعضاء حماس فقط دون الإضرار بالمدنيين والبنية التحتية في غزة لوافق عليه المصريون".
وتابع مستدركا: "لكن المصريين يعلمون أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل"، لافتا إلى أن "تصريحات القادة المصريين وعلى رأسهم السيسي تشير إلى أنهم يطالبون إسرائيل بوضع قيود (على عملياتها العسكرية) علنا وخلف الأبواب المغلقة"، بحسب تعبيره.
وشدد مسعود على أن "موقف القاهرة الرسمي ينسجم مع الموقف الشعبي المتعاطف مع
الفلسطينيين في قطاع غزة"، معتبرا أن "المسؤولين المصريين يشعرون بقدر كبير من التعاطف مع غزة لا سيما في ظل أعداد الضحايا المرتفعة".
ولليوم الـ45 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة، في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين والمستشفيات.
وارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الوحشي إلى أكثر من 13 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف و500 طفل و3 آلاف و500 سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على 30 ألفا آخرين بجروح مختلفة جلهم من الأطفال والنساء، وفقا لأحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.