نشر موقع "واربلتون" التركي تقريرًا تحدّث فيه عن مدى فعالية تقنية
التنويم المغناطيسي في إنقاص الوزن.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن
الوزن الزائد والسمنة سبب 75 بالمئة من النوبات القلبية المسجلة في البلدان ذات الدخل المرتفع. يزيد مؤشر كتلة الجسم المرتفع من احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وتطوّر أنواع معينة من السرطان (مثل سرطان القولون والمثانة، وسرطان الثدي، والعديد من السرطانات الأخرى)، إلى جانب الاضطرابات الوظيفة العاطفية مثل الاكتئاب والقلق.
وذكر الموقع أن السمنة مشكلة صحيّة خطيرة على الصعيدين الفردي والمجتمعي. وقد ظهر المزيد من البدائل للطب التقليدي (النظام الغذائي والتمارين الرياضية) التي تسعى إلى كسر الارتباط السام بين الطعام واللذة الفورية. واليوم، يجري اختبار إحدى الطرق التي شكك فيها الكثير من الناس والعلماء تاريخيًا وهي فقدان الوزن عن طريق التنويم المغناطيسي.
ما هو التنويم المغناطيسي؟
عرّف الموقع التنويم المغناطيسي بأنه "حالة وعي مستيقظة" ينتقل فيها الشخص بعيدًا عن محيطه وينغمس في مجموعة من التجارب الداخلية مثل المشاعر والتفكير والخيال. يتضمن التنويم المغناطيسي الانتقال إلى أعماق الوعي لدرجة أن ما يتم إدراكه يُعتقد أنه حقيقي. ويمكن اعتبار التنويم المغناطيسي حالة تأمل يتم إنشاؤها ذاتيًا مرارًا وتكرارًا لأغراض علاجية، أو يمكن إجراؤها في عيادة كجزء من علاج التنويم المغناطيسي".
عند استخدام التنويم المغناطيسي، يتم توجيه المريض عادةً من قبل متخصص للاستجابة لاقتراحات بشأن التغييرات في التجربة الذاتية والتغييرات في البيئات المختلفة. تساعد هذه الأساليب المريض على التواصل مع عقله اللاوعي، وإطلاق العنان لإمكاناته، وتغيير العادات والسلوكيات غير المرغوب فيها، وإيجاد حلول للمشكلات التي يعاني منها. لكن من المهم ملاحظة أن التنويم المغناطيسي يعتبر علاجًا إضافيًا في مجال العلاج النفسي ولكن له أغراض أخرى.
هل يساعد التنويم المغناطيسي على إنقاص الوزن؟
لدراسة ما إذا كان التنويم المغناطيسي مفيدًا في إنقاص الوزن لدى المرضى الذين يعانون من السمنة، فإنه ينبغي العودة إلى المصادر العلمية التي تحاول إيجاد إجابة مع بيانات إحصائية لا يمكن دحضها. وفي ما يأتي، مجموعة من الدراسات التي بحثت بالفعل في هذا الموضوع:
علاجات إنقاص الوزن المعرفية - سلوكية معززة بالتنويم المغناطيسي (1996)
في هذه الدراسة العلميّة، تم التحقيق في تأثير إضافة إجراءات تنويم مغناطيسي إلى علاج مرضى السمنة الذين تلقّوا علاجات سلوكيّة معرفيّة. كانت المعدلات في مجموعتي العينات مختلفة بشكل كبير: فقد الأشخاص الذين عولِجوا بالتنويم المغناطيسي 5.37 كيلوغرام، بينما فقد الأشخاص الذين لم يتلقوا التنويم المغناطيسي 2.72 كيلوغرام خلال نفس الفترة. وتشير هذه الدراسة إلى أن التنويم المغناطيسي أكثر فعالية في فقدان الوزن كلما طالت مدة تطبيقه.
تأثيرات تقنيات الضبط الذاتي (التنويم الذاتي) على تشجيع فقدان الوزن لدى مرضى السمنة الشديدة
تجربة عشوائية خاضعة للتحكم (2018)
أشار الموقع إلى أن هذه الدراسة أحدث بكثير وتتميّز عن الدراسات المنشورة الأخرى لأنها تقيس تأثير التنويم المغناطيسي على فقدان الوزن في الحالات التي يخضع فيها المريض للتنويم المغناطيسي الذاتي. تم متابعة مجموعتين من العينات كلاهما يضمان 60 شخصًا مع اتباع جميع المشاركين أنظمةً غذائيةً خاصة مصمّمة من قبل أخصائيي التغذية وعلاجات تمارين خاصة.
وذكر الموقع أن كل مريض في المجموعة المستهدفة شارك في ثلاث جلسات نفسية تم فيها تعليمهم ممارسة التنويم الذاتي في المنزل. تم جمع بيانات الدم والنظام الغذائي والبيانات الأنثروبومترية خلال فترة متابعة مدتها سنة. وكانت النتائج مثيرة للاهتمام: كان فقدان الوزن في المجموعة المستهدفة (6.5 كجم) والمجموعة الخاضعة للتحكم (5.7 كجم) متشابهًا تقريبا، ولكن ما الذي ميّز أولئك الذين يمارسون التنويم المغناطيسي الذاتي بانتظام عن الباقين؟
يتعلق الأمر بقياس الوزن واستهلاك السعرات الحرارية (فقدت المجموعة المستهدفة ما يقارب 10 كيلوغرامات وتناولوا أكثر من 600 سعرة حرارية في اليوم). وعلى أي حال، لم يكن من الممكن إنشاء علاقة موثوقة بين التنويم المغناطيسي وفقدان الوزن، ولكن يمكن التأثير على الشعور بالشبع العام ونوعية الحياة. وهكذا، يقترح الباحثون التنويم المغناطيسي كإجراء إضافي يمكن تطبيقه جنبًا إلى جنب مع العلاجات الأخرى لإنقاص الوزن.
تجربة مُحكمة للعلاج بالتنويم المغناطيسي لفقدان الوزن لدى المرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم (1998)
في هذه الحالة، تم قياس الاختلافات بين نوعين من العلاجات لدى مرضى السمنة المصابين بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم: أحدهما فقط بالنصيحة ومراقبة النظام الغذائي، والآخر مراقبة النظام الغذائي بالإضافة إلى نوعين مختلفين من التنويم المغناطيسي (يهدفان إلى تقليل التوتر أو تقليل تناول السعرات الحرارية). تم إجراء التجربة في مستشفى خدمة الصحة الوطنية (المملكة المتحدة)، وتم قياس فقدان الوزن في كلتا مجموعتي العينات كل 3 أشهر لمدة سنة ونصف.
بعد ثلاثة أشهر من العلاج، فقدت كلتا المجموعتين في المتوسط من 2 إلى 3 كيلوغرامات. وبعد 18 شهرًا، على الرغم من أن الرقم كان منخفضًا جدًا (3.8 كيلوغرام وفقًا للبيانات الأولية)، إلا أن المجموعة التي تلقت فقط العلاج بالتنويم المغناطيسي سجلت انخفاضا ملحوظًا في الكتلة. وبعد مقارنة المجموعات، تبيّن أن المرضى الذين تلقوا جلسات علاج بالتنويم المغناطيسي لتقليل التوتر فقدوا وزنًا أكثر من غيرهم.
هل التنويم المغناطيسي فعال في تخفيف الوزن؟
أشار الموقع إلى أن جميع الأبحاث التي تمت الإشارة إليها حتى الآن تستخدم التنويم المغناطيسي كعلاج مساعد وليس كنهج منفرد عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن. وتعتمد مختلف العلاجات على العلاج النفسي وإدارة النظام الغذائي والتمارين الرياضية المنتظمة: يمكن اعتبار التنويم المغناطيسي إضافة إلى المستوى السريري، ولكن لا ينبغي اعتباره أبدًا النقطة الرئيسية.
وأوضح الموقع أن العلاج بالتنويم المغناطيسي لم يعد معتمدًا لأنه قد لا يكون فعالًا وقد يسبب الارتباك لكل من الممارسين والمرضى. مع ذلك، فقد ثبت أن استخدامه كعلاج مساعد مفيد في علاج السمنة، والإقلاع عن الإدمان، أو التعامل مع الرهاب، إلى جانب العديد من الأشياء الأخرى.
وخلص الموقع إلى أن التنويم المغناطيسي قد يكون علاجًا مفيدًا لإنقاص الوزن، خاصةً عندما يتم استخدامه جنبًا إلى جنب مع العلاجات الأخرى. ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أنه ليس حلاً سحريًا وأن النظام الغذائي والتمارين الرياضية لا يزالان حجر الأساس في أي خطة لفقدان الوزن.