قالت صحيفة "
الغارديان" في افتتاحيتها إن الدمار في
غزة لا يتوقف عند القطاع وعلينا أن
ننظر للصورة الأوسع، فمع مواصلة "إسرائيل" حملتها ضد حماس، فإن الثمن الفظيع على
المدنيين يتطلب اهتماما منها وكذا التداعيات التي لا تتوقف عند غزة.
وتابعت: "لا نستطيع حرف أنظارنا عما يجري في غزة"، فقد أجبر نصف
سكانها على الرحيل من الشمال إلى الجنوب بسبب القصف الذي لا يرحم، والآن بدأت
القوات الإسرائيلية عملية لها في الجنوب ودخلته عشرات الدبابات.
ويتوقع الكبار
والصغار موتهم، ومات أكثر من 15.900 شخص في غزة حتى الآن وغالبيتهم من النساء والأطفال، حسب المسؤولين الفلسطينيين. وأمر
بنيامين نتنياهو القوات الإسرائيلية باستخدام "قوة مفرطة" في ملاحقتها
لحماس، ولكنها هذه المرة تواجه مناطق أكثر كثافة سكانية وظروفا أكثر يأسا.
وبحسب الصحيفة تقول
القوات الإسرائيلية إن اهتمامها بالمدنيين واضح من أوامر الجلاء، لكن انقطاع
الكهرباء وعدم الترابط يجعل من الشخص المجتهد فقط قادراً على متابعة الأوامر الصادرة
وبشكل متواصل.
و"نحن أمام سكان جائعين ومتعبين ومصدومين ويندبون موتاهم،
وغير الكثيرون منهم مكانه عدة مرات، وعلى أية حال لم تبق هناك أمكنة للهرب"، ويقول جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسيف
"الأمكنة الآمنة لا ماء فيه ولا نظافة وعادة ما تكون غير آمنة وليست آمنة في المستشفيات ولا الملاجئ".
وتعلق الصحيفة أن الولايات المتحدة تدفع خمس الميزانية العسكرية
الإسرائيلية، أصبحت أكثر صراحة في تصريحاتها العامة والخاصة بشكل يعكس المعارضة
داخل الحزب الديمقراطي. وحذرت نائبة الرئيس كامالا هاريس من أن "الكثير من
الأبرياء الفلسطينيين قتلوا"، وعلق وزير الدفاع لويد أوستن محذرا إسرائيل
"لو دفعت السكان المدنيين إلى أحضان العدو فأنت تستبدلين انتصارات تكتيكيا
بهزيمة استراتيجية".
ورغم وصف جو بايدن التصريحات بأنها "تفكير جدير
بالاهتمام" إلا أن مسؤولي الإدارة كانوا حاسمين في وقف النقاش. ويمكن
للولايات المتحدة إبطاء الإمدادات العسكرية من الذخيرة، لكن نتنياهو واثق من عدم
استخدام الإدارة هذا النفوذ. ويقال إن إسرائيل تحضر لحرب طويلة تمتد إلى العام
المقبل.
و"مع أن معاناة غزة تبدو بدون نهاية، فعلينا أن ننظر للصورة الأوسع
وحذر مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الشهر الماضي، من الصورة "المقلقة والحرجة" في الضفة الغربية، وزيادة في الغارات الإسرائيلية وهجمات
المستوطنين، منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأدت لمقتل عدد متزايد من
الفلسطينيين بمن فيهم أطفال وأجبرت المزيد على ترك منازلهم وزادت العنف لمعدلات
عالية لم تر منذ 15 عاما".
وأشارت
الصحيفة إلى هجمات البحر الأحمر في نهاية الأسبوع، حيث قالت الولايات المتحدة إن
واحدة من مدمراتها أسقطت مسيرتين عندما حاولت مساعدة سفن تجارية تعرضت لهجمات من
الحوثيين في اليمن. ولا يعرف إن كانت المدمرة الحربية هدفا، إلا أنه كان أهم هجمات تقوم بها الجماعة الحوثية التي تدعمها إيران، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر،
وتحديدا ضد سفن إسرائيلية.
واعتقدت الولايات المتحدة أن أهم إنجاز لها من نشر
البوارج الحربية بعد هجمات حماس إلى المنطقة هو ردع حزب الله وبالتالي راعيته
إيران.
ومع أن الحوثيين لا تهمهم إسرائيل كثيرا وتراجعت المخاوف الإقليمية الأولية
إلا أن الحادث يظهر المخاطر المستمرة من انتشار النزاع، فقد دمرت الحرب غزة، لكن
آثارها ليست منحصرة هناك.