ملفات وتقارير

بي بي سي: هل تصمد الضفة الغربية كثيرا قبل الانتفاض في وجه إسرائيل؟

يصعد الاحتلال في الضفة تزامنا مع الحرب على غزة - جيتي
قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن تكهنات سادت الفترة الماضية بشأن الإعداد لانتفاضة جديدة في الضفة الغربية، حتى قبل هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ولفت تقرير للهيئة إلى أن الضغوط تفاقمت في الضفة، حيث يعاني الفلسطينيون اقتصاديا؛ بسبب حجب إسرائيل عائدات الضرائب المستخدمة في دفع رواتب موظفي الجهات الحكومية في الضفة الغربية، علاوة على حظر العمال الفلسطينيين من دخول الأراضي المحتلة.

وأشارت إلى استطلاع رأي أجراه مركز البحوث السياسية والمسحية في رام الله يظهر تضاعف حجم التأييد لحماس في الضفة الغربية ثلاث مرات، وفي الوقت ذاته تراجع الدعم لحركة فتح الحاكمة في الضفة بشكل ملحوظ، إذ يرى ما يزيد على 90 في المئة من المشاركين في استطلاع الرأي أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لا بد أن يقدم استقالته من منصبه.

ومنذ اندلاع الحرب، تُنظم مظاهرات أسبوعية في مدن الضفة الغربية، وتُرفع شعارات ضد إسرائيل، كما تُرفع شعارات معارضة للسلطة الفلسطينية.



ونقلت عن أستاذ العلوم السياسية، والقيادي في فتح، رائد الدبعي، قوله إن الناس يترددون في الضفة عندما تدعو حماس للتظاهر، خوفا من الثمن الأمني للتظاهر باسم الحركة، وحتى عندما تدعو فتح؛ لأن الناس فقدوا الأمل بالأحزاب السياسية.

ويُنظر إلى الزعيم الحالي لفتح، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على نطاق واسع باعتباره يسعى إلى تجنب تصعيد العنف ضد إسرائيل، وهو تحول كبير مقارنة بموقف سلفه ياسر عرفات.

كما تتعاون أجهزته الأمنية مع إسرائيل لاعتقال أعضاء الجماعات المسلحة، وهو أمر ينتقده الفلسطينيون على نطاق واسع.

ونقلت "بي بي سي" عن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، صبري صيدم، نفيه أن يكون موقف الحركة يتعارض مع المزاج العام في المنطقة، أو أن السلطة الفلسطينية تتجنب الدخول في صراع بطريقة أو بأخرى.



وأضاف: "القول بأن فتح تسيطر وتحافظ على الهدوء هو في حد ذاته بمثابة تلميح إلى أن هناك تطبيقا قويا يكمن وراء حالة التهدئة. لا أحد يفرض أي شيء على أي شخص".

وقال: "يعلم الناس في الضفة الغربية أن نتنياهو يلقي طُعما، لاستفزاز الفلسطينيين إلى حالة المواجهة، التي تجعله يستخدمها كذريعة لتصعيد الوضع".

وأوضح الدبعي قائلا: "من الواضح جدا أن فتح لا تريد أي انتفاضة. إنها لا تزال حريصة جدا على الحفاظ على الوضع الراهن. بيد أن القاعدة الشعبية لفتح لن تخضع للسيطرة عليها إلى الأبد".

وقال صبري صيدم: "أخبرنا الإدارة الأمريكية عدة مرات أن الضغوط ستفضي بالتأكيد إلى رد الفعل. لكن لم يتوقع أحد أن يأتي رد الفعل من غزة".