اتهمت منظمة
حقوقية فلسطينية أداء منظمة
الصليب الأحمر ووكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين
"
أونروا" في
غزة خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وقالت المؤسسة
الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، إنه "لطالما برز جليًا التفاوت في
التعاطي مع الأزمات ونسق وطبيعة العمليات الإنسانية المقدمة في القطاع، الذي يعاني إحدى
أشد الأزمات الإنسانية، التي تكاد لا تكون متوازية مع العمل والدور الذي تضطلع به
الجهات عينها في أزمات دولية أخرى".
واتهمت
"شاهد" المنظمات الأممية بالفشل وخذلان المدنيين في غزة، "فيما يرقى
إلى مستوى التآمر على السكان في غزة".
وقالت إن
منظمة الصليب الأحمر تختبئ وراء مبدأ الحياد، وتساءلت: "هل إن المبدأ (الحياد)
الذي وضع لضمان وصول الخدمات الإنسانية لضحايا النزاع من الأشخاص المحميين بموجب القانون
الدولي بات التمسك بحرفيته يشكل عائقاً أمام هذه الغاية؟ بل وثغرة تزيد من معاناة هؤلاء، وتعتم على جرائم وانتهاكات الجناة؟".
وقالت إنه وفي الوقت الذي يمنع فيه الالتزام المزعوم
للجنة بهذا المبدأ (الحياد) من الإشارة إلى جرائم الحرب والانتهاكات غير مسبوقة الزخم
للقانون الدولي الإنساني من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهو نفسه ما منع اللجنة من الإشارة إلى المسؤول
عن استهداف طواقمها مباشرةً في أثناء نقلها للمعدات
الطبية الأولية المستشفيات في غزة، لاسيما مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني.
لكن المبدأ نفسه لم يمنع اللجنة من التوجه نحو حماس مراراً وتكراراً، داعيةً إياها إلى
إطلاق سراح الرهائن وإدانة هجمات 7 أكتوبر".
وأشارت
"شاهد" إلى رفض "الصليب الأحمر" المطالبات الفلسطينية بزيارة جميع
المستشفيات والاطلاع الميداني للتحقق من ادعاءات الاحتلال من أنها تستخدم لأغراض
عسكرية، لسحب الذريعة من الاحتلال باستهدافها.
كما أشارت
"شاهد" إلى امتناع "الصليب الأحمر" عن إجلاء الأطفال حديثي الولادة
من مستشفى النصر، الذين تركوا دون مرافق على أسرة المستشفى، ليتم العثور عليهم بعد ذلك
ميتين.
وتساءلت
"شاهد": "أين كانت اللجنة في إنقاذ الأطفال الخدج؟ من المسؤول عن الإعدامات
الميدانية في أثناء إجلاء المرضى والنازحين من المستشفيات بعد أوامر الإخلاء غير القانونية
وغير الإنسانية التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي؟ أين التنسيق الثنائي حين ألقت
اللجنة الدولية المدنيين للموت عندما نصحت الناس بمغادرة المستشفيات، وأشارت إلى أن
الطريق آمن، ليتم استهدافهم وقتلهم؟ لماذا لم تستجب اللجنة لنداءات المدنيين بالإنقاذ؟
ألم يتم استهداف قافلتها في أثناء توصيل المعدات الصحية إلى المستشفى؟ ألم تفشل اللجنة
الدولية للصليب الأحمر في ممارسة ولايتها بترك صحفي الجزيرة ينزف لمدة 6 ساعات دون
إنقاذ؟ أين اللجنة الدولية من إخلاء المستشفيات مثل مستشفى الشفاء؟ ومنذ متى تتولى
ذلك طواقم الهلال الأحمر ووكالات الأمم المتحدة أو أي جهة كانت دون مرافقتها؟ ولماذا
تستمر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإطلاق صفة "الرهائن" على الإسرائيليين
و"المحتجزين" على الفلسطينيين؟
وحول "أونروا"، قالت "شاهد" إن الاستهداف المباشر لمراكز "الأونروا" والتصعيد
الواضح من قبل الاحتلال "لا يمكن أن يواجه فقط بالإدانة الخجولة، فيحضر الفعل ويجهل
الفاعل. لماذا لا نرى إحاطة واضحة حول استهداف المراكز وقتل الموظفين في الوكالة من
قبل الاحتلال الإسرائيلي، والإشارة بوضوح للجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين. لا يوجد
إشارة واضحة لمن يقوم بالقتل والاستهداف. في حين تكون الإشارة واضحة إن كان الطرف الآخر
هو من انتهك خصوصية وحرمة المدارس".
كما انتقدت
"شاهد" الاستجابة الفورية لـ"أونروا" و"الصليب
الأحمر" للإنذارات التي وجهها لها جيش الاحتلال الإسرائيلي بضرورة إخلاء المنطقة
الشمالية من القطاع، "وشكلت إعلانًا رسميًّا عن وقف خدماتها الصحية والإغاثية
والإنسانية بشكل كامل في الشمال، وترك أكثر من مليون نسمة عرضة للإبادة المفتوحة بلا
حساب".
وأوصت المنظمة
الحقوقية الفلسطينية بـ"عودة خدمات
وكالة الأونروا واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى جميع أراضي قطاع غزة، لا سيما في
الشمال، والتي تستمد وجودها من قرارات دولية لتقديم الخدمات للسكان المدنيين في القطاع".
كما دعت "الأونروا"
إلى إعلان حالة طوارئ عاجلة، وعقد مؤتمر دولي يوضح الاعتداءات الإسرائيلية على منشآتها، وقتل العشرات من المدنيين في مراكزها التي تتمتع بحماية دولية خاصة، والمطالبة بفتح
تحقيق دولي في قتل موظفيها الأممين.
كما دعت "الصليب
الأحمر" إلى الاستجابة إلى مطالب المنظمات الصحية في قطاع غزة لإجلاء المرضى والنازحين
في المستشفيات.
للاطلاع على نص تقرير "شاهد" اضغط (
هنا)