افتتحت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية بمدينة
إسطنبول، معرضا فنيّا استثنائيّا، يبرز أعمال رسامين أطفال من غزة، يسلط الضوء على المأساة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية العدوانية.
يهدف المعرض إلى
تسليط الضوء على المأساة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، وذلك في سياق استمرار
الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
حمل المعرض عنوان:
"أحلام مضادة للرصاص: معرض رسامي
أطفال غزة".
وشهد حفل الافتتاح
الذي أُقيم في ميدان تقسيم بإسطنبول، حضور السيدة أمينة أردوغان عقيلة الرئيس
التركي، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون.
يهدف المعرض
الذي سيستمر حتى 29 كانون الثاني/يناير المقبل إلى زيادة الوعي في المجتمع الدولي، من خلال توفير
منبر فني يعكس مشاعر وظروف الأطفال الصعبة، الذين عاشوا تحت وطأة الحروب والهجمات
الإسرائيلية في غزة.
يعد المعرض مشروعا
فريدا، بادر به الصحفي التركي عبد الله آيتكين، مستلهما ذلك من لوحة رسمتها الطفلة
الغزية منى (6 أعوام)، التي فقدت والدتها جراء استهدافها بصاروخ إسرائيلي، والتي أدت
لمقتل 26 فردا آخرين من عائلتها خلال "عملية الرصاص المصبوب"
الإسرائيلية على غزة في عام 2008-2009.
تبلغ مساحة المعرض
1350 مترا مربعا، ويعرض مجموعة مميزة من 266 عملا فنيّا، رسمها أطفال من غزة، قُتل
بعضهم لاحقا جراء هجمات إسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
كما يحتوي المعرض
على جناح خاص للصحفيين والأطباء الذين فقدوا حياتهم في الهجمات الأخيرة على غزة.
هدايا رمزية
ألقت السيدة أمينة أردوغان خلال أيام "عملية الرصاص المصبوب" كلمة مؤثرة في "الاجتماع النسائي
من أجل السلام في فلسطين"، حيث جذبت انتباه الحضور إلى مصابي غزة، خاصة الأطفال
والنساء الذين فقدوا حياتهم بسبب الهجمات الإسرائيلية، ولم تتمكن من كبح دموعها
أمام المأساة الكبيرة التي شهدها القطاع.
قدم فخر الدين ألطون
رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة هدية تذكارية للسيدة أمينة أردوغان، وكانت تلك الهدية
عبارة عن لوحة فنية رسمتها سيدة غزية تُدعى ميساء يوسف، بعدما تأثرت من مشاهد دموع
عقيلة الرئيس التركي في هجمات إسرائيل على غزة ضمن "عملية الرصاص المصبوب".
أشارت السيدة أمينة في تصريح لها بشأن المعرض، إلى أن فلسطين تعيش حالة من العنف غير المسبوق منذ
السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ولاحظت أن إسرائيل
استخدمت الرصاص والقنابل ضد الشعب الفلسطيني أمام أعين العالم، كما أكدت أن
المدنيين وخاصة النساء والأطفال هم الأكثر تأثرا بتلك الظروف الصعبة.
وأشارت السيدة
الأولى إلى أن حوالي 9 آلاف طفل فقدوا حياتهم في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مستشهدة
بمشاعر طبيب في أحد مستشفيات غزة، الذي قال: "أصعب شيء كتابة عبارة مجهول برسم
إشارة إكس (x) على
جثمان طفل".
النداء للسلام
أكدت السيدة أمينة
أردوغان في سياق تصريحاتها، أن "المعرض يروي تجارب ومشاعر أطفال غزة بأسلوب
بسيط، حيث تنعكس آلامهم وأحلامهم على ورقهم ولوحاتهم".
ودعت العالم إلى الاستجابة لدعوة السلام لصالح هؤلاء الأطفال الأبرياء، معبرة عن شكرها
لكل من ساهم في إنجاح المعرض.
وشددت على أهمية
إسماع أصوات الأطفال الفلسطينيين على نطاق أوسع، وأن "حقهم في
الحياة سلب منهم، ويجهلون ما إذا كانوا سيرون ضوء الغد، ناهيك عن مستقبلهم".
وأكدت أن تركيا
بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، تبذل جهودا مكثفة لإنهاء الظلم الذي يعانيه
الأطفال في غزة.
وشددت على التزام
تركيا بالدور الريادي في تعزيز السلام وحقوق الإنسان في المنطقة.
وأشارت إلى قمة استضافتها إسطنبول في 15 كانون الأول/نوفمبر الماضي، جمعت زوجات زعماء مختلف
الدول، حيث أطلقت دعوة قوية إلى العالم لوقف إطلاق النار في غزة؛ تعبيرا عن التزام
تركيا بتحقيق السلام في المنطقة.
كما أوضح رئيس دائرة
الاتصال في الرئاسة التركية، أن الحروب والمجازر تترك آثارا مدمرة على الأطفال، مؤكدا أن المعرض يتكون من صور تجسد أطفال غزة وهم يعبرون عن مشاعرهم في عالمهم
الخاص بأصابعهم الصغيرة.
التزام تركي بالحق والعدالة
أكد رئيس دائرة
الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أن "اللوحات تكشف بوضوح خداع
الساعين إلى إضفاء الشرعية على مظالم إسرائيل".
وأكد ألطون أنه "لم يعد من الممكن تبرير الظلم الذي تمارسه إسرائيل بأي شكل من الأشكال".
وأوضح أن كل لوحة
وكل خط فرشاة في هذه الأعمال الفنية، تفصل بين الخير والشر، مظهرا البراءة والقسوة
والصواب والخطأ.
وشدد على أن
"هذه الرسومات تظهر دون أدنى شك، أن إسرائيل تستهدف الأطفال ومستقبل فلسطين
بشكل متهور، وترتكب جرائم حرب خطيرة".
وأشار إلى أن هذه الأعمال
الفنية، تكشف تجاوز إسرائيل لكل حدود أخلاقية يعترف بها العالم منذ عقود.
وأكد ألطون أن
"تركيا بقيادة الرئيس أردوغان لن تتراجع ولو خطوة واحدة عن
الصدح بالحقيقة، ولن نتخلى أبدا عن الدفاع عن القضية العادلة لإخواننا في غزة
وأطفالنا الأبرياء القتلى".
وأوضح ألطون أن
"أولوية تركيا إنهاء المأساة الإنسانية في فلسطين وإحلال السلام الدائم، تماشيا مع شعار الرئيس أردوغان: من الممكن إنشاء عالم أعدل".
وأضاف أن
"تركيا ستستمر في استخدام كل وسائلها للوقوف في وجه الظلم".