نشر موقع "
نيوز ري" الروسي تقريرا، استعرض جملة من التوقعات المتعلقة بالشأن السياسي الدولي خلال سنة 2024.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن كلا من
روسيا والولايات المتحدة سيخوض خلال عام 2024 انتخابات رئاسيّة، سوف تحدّد نتائجها بشكل مباشر كيفية تطور الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
الانتخابات الرئاسية الروسية 2024: من سيشارك كيف ستبدو النتائج؟
وذكر الموقع أنه بعد توديع سنة 2023 تستعد روسيا لانتخابات رئاسية، من المتوقّع انعقادها بين 15 و17 آذار/ مارس المقبل، سيشارك فيها لأول مرة سكان الأقاليم الجديدة من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وكذلك منطقتي خيرسون وزاباروجيا.
أعلن الرئيس الروسي الحالي، فلاديمير بوتين، نيّته الترشّح للانتخابات المبادرة التي لقت دعمًا من حزب روسيا الموحدة الذي كشف عن استعداده لدعمه. وبينما لا تزال القوى البرلمانية الأخرى مثل الحزب الليبرالي الديمقراطي والحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية يستعد لإعلان مرشحيه، قررت كتلة "روسيا العادلة من أجل الحقيقة" دعم بوتين.
ونقل الموقع، عن رئيس مركز تطوير السياسة الإقليمية، إيليا غراشينكوف، أنه لن يكون هناك أي دسائس حول الفائز، مرجحا فوز الرئيس الحالي لولاية أخرى. في المقابل، تُطرح الكثير من الأسئلة حول المرشّح الذي سوف يفوز بالمركز الثاني بعد بوتين.
مع ذلك، أعلن مرشحون آخرون، أيضًا، استعدادهم لخوض الانتخابات. وعليه، بدأ حزب يابلوكو في جمع التوقيعات لترشيح مؤسس الحزب، غريغوري يافلينسكي. ويعتزم بوريس ناديجدين، عضو مجلس نواب منطقة دولغوبروندي في موسكو، الترشّح عن حزب "المبادرة المدنية"، الذي دعم الصحفية، كسينيا سوبتشاك، في الانتخابات الرئاسية لعام 2018. وفي السابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر، دعمت مجموعة من المواطنين ترشيح الصحفية من منطقة تفير، إيكاترينا دونتسوفا.
ويرى الباحث في الاقتصاد السياسي، مارات بشيروف، أنه "من السابق لأوانه قول إن هؤلاء المرشحين سيشاركون بالفعل في الانتخابات باعتبار أن المشاركة من أي حزب آخر غير الحزب البرلماني أو كمرشح مستقل تتطلب جمع 300 ألف تزكية".
الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024: هل سيترشح ترامب ومن سيفوز؟
ذكر الموقع نفسه، أن الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة انطلقت فعلا، رغم طول المدة الفاصلة عن موعد إجرائها. ومع ذلك، من الواضح أن الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، ينوي الترشح لولاية ثانية عن الديمقراطيين، ويتطلع الرئيس السابق دونالد ترامب إلى أخذ مكانه. وأظهرت نتائج استطلاع للرأي العام نُشرت نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أن الملياردير يتقدم على الرئيس الحالي من حيث الشعبية.
وفي الوقت الراهن، يمرّ الحزبان الرئيسيان بمرحلة الانتخابات التمهيدية التي ستحدد المرشحين للرئاسة. وحسب باشيروف، فإن ترامب وبايدن سيظلّون على رأس قائمة المرشحين، لكن لا يزال من الصعب التنبؤ بنتائج الانتخابات. وأضاف باشيروف: "يعتمد الكثير على طبيعة الحاكم في ولاية معينة، ونسبة الأصوات. كما أن نظام التصويت غير شفاف أيضًا، حيث يمكن اختيار مرشح عبر البريد، أي أنه يمكن لشخص واحد التصويت مرتين لمرشح واحد، وهذه بالفعل عملية احتيال".
ونقل الموقع عن الخبير في الشؤون الأمريكية، ديمتري دروبنيتسكي، أن هناك عدم التوافق في المؤسسة الحاكمة الأمريكية، يمكن أن يؤدي إلى نتيجة غير متوقعة، بما في ذلك سحب ترشيح بايدن واستبداله بعضو آخر في الحزب الديمقراطي. الأمر كله يتعلق بالقرارات المثيرة للجدل للرئيس الحالي والشعبية المتزايدة لترامب.
وحسب دروبنيتسكي فإن: "كل شيء يمكن أن يتغير إذا عُرض على الجمهوريين صفقة يدخل بموجبها ممثلو الحزبين إلى الإدارة بشكل مشروط، ويتم إغلاق الحدود الجنوبية، مقابل عدم مشاركة ترامب ولا بايدن في الانتخابات".
الصراع في أوكرانيا عام 2024: هل ستنتهي العملية العسكرية ودعم الولايات المتحدة؟
يرتبط مسار الصراع في أوكرانيا ارتباطًا مباشرًا بنتائج الانتخابات في روسيا والولايات المتحدة. وحسب ما كتبته وكالة "رويترز" نقلاً عن مساعدين سابقين وحاليين لدونالد ترامب، قد تتوقف الولايات المتحدة عن تقديم المساعدة لكييف في حال فوز ترامب.
وأشار الموقع إلى أن واشنطن، الشريك الرئيسي لكييف، أعلنت استنفاد الموارد اللازمة لدعم الجيش الأوكراني. وفي 18 كانون الأول/ ديسمبر، أعلن منسّق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، أن الولايات المتحدة سترسل حزمة أخرى من المساعدات العسكرية إلى كييف قبل حلول العام الجديد، وبهذا تنفد المصادر وسيتعيّن تمرير جميع الحزم الإضافية عبر الكونغرس، الذي يرفض حتى الآن اتخاذ مثل هذه القرارات.
من جانبه، يعتقد دروبنيتسكي، أن موقف الولايات المتحدة بشأن دعم أوكرانيا سوف يتراجع خلال عام 2024. وقال إن "الأميركيين لا يحبون الصراعات الطويلة ولم يتغاضوا عن التكاليف المجحفة للحربين في العراق وأفغانستان. وفي الوقت نفسه، تدعم واشنطن إسرائيل، ويلوح في الأفق صراع حول تايوان. وعليه، من المستبعد امتلاك واشنطن الأموال اللازمة لدعم جميع العمليات العسكرية في وقت واحد".
وذكر دروبنيتسكي: "في مثل هذه الحالة، عندما يكون هناك صراعين، وصراع آخر محتمل جدًا، لا يمكن للوضع إلا أن يتغير. سيظلون يحاولون تقديم الأموال إلى كييف، ولكن ليس بقيمة 60 مليارًا، لأن كل ما يمكن نقله من مستودعات الجيش الأمريكي تناهز قيمته 30 مليارًا".
أما باشيروف، فيعتقد أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا لن يكون محط أنظار في السنة الجديدة، بحيث ستركز روسيا والغرب، وكذلك الصين والدول الأوروبية، على قضايا أخرى مثل إبرام معاهدة عالمية جديدة من شأنها حل العديد من القضايا مثل القانون الدولي والتجارة.
وأضاف باشيروف، أنه "من المحتمل فقدان أوكرانيا جزءا من الأراضي التي لا تزال تسيطر عليها اليوم. أو بالأحرى لن يكون هناك سيطرة على كييف وستذهب إما إلى روسيا أو إلى دول أوروبا الشرقية، وهذا ينطبق في المقام الأول على المناطق الغربية". ويعتقد باشيروف، أنه يمكن التوصل إلى اتفاقات أولية في وقت مبكر من السنة المقبلة، وسيتم إضفاء الطابع الرسمي على هذا الاتفاق في موعد لا يتجاوز ربيع عام 2025، بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد منصبه.
العملية الإسرائيلية في غزة: إلى متى ستستمر وكيف ستنتهي؟
أورد الموقع أن الصراع في الشرق الأوسط القضية الأخرى التي لم يتم حلها بعد، إذ يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية في قطاع غزة، ويشن في الوقت نفسه غارات جوية على القطاع. وكان آخر هجوم كبير قصف مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا، مما رفع إجمالي عدد القتلى في غزة إلى ما يقارب 20 ألف شخص.
في المقابل، تتعرض الأساليب التي تستخدمها دولة الاحتلال الإسرائيلي لانتقادات من المجتمع الدولي، بما في ذلك شريكها الرئيسي الولايات المتحدة. وحسب الأستاذ في جامعة موسكو الحكومية والخبير في شؤون الشرق الأوسط، ألكسندر فافيلوف، فإنه "في السنة الجارية، يتعين على إسرائيل إعادة النظر في مسار عمليتها في المنطقة"، مشيرا إلى أن "الأعمال العدائية النشطة مكلفة للغاية، ولا تحقق نتائج عظيمة من وجهة نظر سياسية".
وأضاف فافيلوف: "ستستمر العملية لبعض الوقت، وتثير الدهشة بحدتها وجموحها. ربما سوف تستمر شهرين أو ثلاثة أشهر أخرى، لأنه لا تزال هناك قوات واحتياط وقذائف وذخائر". وهو يرى أنه سوف يتعين على دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس والعالم أجمع البحث عن حل وسط يسمح للشعوب المتحاربة بالتعايش في منطقة واحدة، معتبرا إنشاء دولة خاصة للفلسطينيين الحل الوحيد للمشكلة.