شدد زويليفليل
مانديلا، حفيد الزعيم الراحل الجنوب الأفريقي نيلسون مانديلا، على مواصلة بلاده جهودها لإدانة دولة الاحتلال الإسرائيلي على جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشعب
الفلسطيني، مؤكدا أن "الحرية لا يمكن أن تكتمل دون حصول فلسطين على حريتها الكاملة".
وقال مانديلا في حديث خاص مع "عربي21"، على هامش مؤتمر "الحرية لفلسطين" الذي أقيم على مدى يومي الأحد والاثنين في مدينة إسطنبول التركية، إنه "بالنسبة لنا في
جنوب أفريقيا نريد أن نرسل رسالة للإخوة والأخوات في قطاع
غزة وعموم المناطق الفلسطينية المحتلة، وهو أننا نقف معهم وندعمهم بصورة كاملة على كافة المستويات".
وأضاف: "وكما قال الرئيس نيلسون مانديلا في الماضي فإن الحرية لا تكتمل دون حصول فلسطين على حريتها الكاملة".
وشدد على إمكانية أن تحقق الأجيال القادمة الحرية الكاملة لفلسطين، لافتا إلى أن هذا الأمر "يقتضي مواصلة النضال وخوض المعركة بعزيمة".
وتابع مخاطبا الفلسطينيين في قطاع غزة والأراضي المحتلة، قائلا: "سنكون دائما بجانبكم ممثلين في المجتمع المدني في جنوب أفريقيا، ونكون جسرا يتواصل بين المكون الأفريقي والمجتمع الدولي لدعم نضالكم من أجل الحرية".
ونوه حفيد مانديلا في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن بلاده تناضل مع الشعب الفلسطيني في محكمة العدل الدولية، عبر القضية التي رفعتها ضد دولة الاحتلال وجرائم الإبادة الجماعية التي قامت بها، من أجل "كشف هذه الجرائم أمام المجتمع الدولي ومعاقبة إسرائيل عليها".
وأكد أنه "على ثقة من أن جنوب أفريقيا ستكون قادرة على الحصول على حكم بإدانة دولة إسرائيل"، موضحا أن بلاده "تقوم أيضا بحملة حشد وتعبئة لدى المؤسسات الدولية الكبرى على غرار مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل توضيح جريمة الإبادة الجماعية التي قامت بها إسرائيل على مدار الـ76 عاما الماضية ضد الفلسطينيين".
وفي كلمته العامة خلال افتتاحية المؤتمر الدولي لنصرة غزة ودعم المقاومة، بمدينة إسطنبول، تحت شعار "الحرية لفلسطين"، قال زويليفليل مانديلا إن "الحرية لفلسطين ليست مجرد رغبة وإنما هي أمر نحاول تحقيقه يوما ما في حياتنا. إنه مثلنا في جنوب أفريقيا عندما طالبنا بحريتنا، وهو أمر بدأ حينها مستحيلا بسبب قوة النظام العسكري العنصري الذي حصل على دعم أمريكا".
وشدد على أن "الموقف الأخلاقي الوحيد هو الوقوف بجانب النضال الفلسطيني"، موضحا أن دعم بلاده للقضية الفلسطينية "ينبثق من التزامنا العميق بالتضامن الدولي الذي يعمل على إنهاء العنف والاحتلال للشعوب التي عانت من الاستعمار والفصل العنصري".
وأكد حفيد مانديلا خلال حديثه أنه "إذا كان أي أحد في العالم لا يزال يعاني، فإن نضالنا لم ينته".
ولفت إلى أن "العالم لم يعد نفس العالم (بعد العدوان على غزة)، الفلسطينيون أثبتوا أنهم لن يسكتوا ولن يلفهم الصمت والخذلان"، وقال: "نحن مدينون للفلسطينيين بالامتنان، فحريتنا لن تكتمل إلا إذا كان الشعب الفلسطيني حرا".
وشهدت مدينة إسطنبول انعقاد مؤتمر دولي لنصرة غزة ودعم المقاومة تحت شعار "الحرية لفلسطين"، بمشاركة حشد كبير من الرموز والمفكرين والقيادات الشعبية والسياسية، وممثلي الأديان الثلاثة من مختلف أنحاء العالم.
وهدف المؤتمر الذي انطلق الأحد بالتزامن مع اليوم المئة من العدوان الهمجي على غزة، إلى التأكيد على شرعية المقاومة الفلسطينية لكونها حقا وواجبا أصيلا، ويدعو إلى تجريم الصهيونية عالميا لما تمثله من عنصرية وإحلالية، فضلا عن كونها حركة استعمارية تستهدف الأرض والإنسان والحضارة والتاريخ والمقدسات في فلسطين.