نقلت وكالة "
بلومبيرغ"، عن مسؤولين غربيين رفيعي المستوى قولهم، إن
إيران قامت بتزويد الجيش
السوداني بطائرات مسيرة.
وقال ثلاثة مسؤولين غربيين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم للوكالة، إن السودان تلقى شحنات من طائرة "مهاجر 6" وهي طائرة مسيرة مزودة بمحرك واحد، تم تصنيعها في إيران بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية وتحمل ذخائر موجهة بدقة.
وأكد محللون دققوا في صور أقمار اصطناعية وجود الطائرة المسيرة في السودان، بحسب بلومبيرغ.
ونقلت عن الخبير الهولندي في مجال
الطائرات المسيرة ويم زويغنبرغ قوله، إن من بين الأدلة التي تثبت وجود طائرة "مهاجر 6" في السودان، صورة أقمار اصطناعية التقطت في التاسع من الشهر الجاري، للطائرة في قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال العاصمة الخرطوم.
وأضاف زويغنبرغ أن جناحي الطائرة الظاهرين في الصورة يتطابقان فقط مع طائرة "مهاجر 6".
وتحدث الخبير عن وجود هوائي لاسلكي من مركز تحكم داخل شاحنة في مهبط الطائرات باعتباره مشهدا شائعا حيث يتم تشغيل طائرة "مهاجر 6".
وأضاف أن اللقطات التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي لحطام طائرة صغيرة أسقطها مسلحو قوات
الدعم السريع في يناير أظهرت بوضوح بقايا ذيل الطائرة المسيرة.
من جهته أكد محلل الاستخبارات جاكوب جانوفسكي أن خصائص الطائرة المسيرة الظاهرة في صور الأقمار الاصطناعية تتطابق تماما مع خصائص "مهاجر 6"، وفقا لبلومبيرغ.
بدوره يعتقد مدير مشروع القرن الأفريقي في مجموعة الأزمات الدولية آلان بوسويل أن "استعادة طهران لحليف في السودان، خاصة على طول البحر الأحمر، سيكون بمثابة فوز كبير لإيران، ولكنه سيثير قلق القوى الإقليمية والغربية الأخرى".
وأكدت الوكالة أن تدخل إيران في الصراع المستمر منذ تسعة أشهر في السودان إلى جانب الجيش، الذي فقد مساحات واسعة من الأراضي لصالح قوات الدعم السريع، يزيد من المخاطر بالنسبة للدولة الواقعة في شمال أفريقيا والتي هي بالفعل على وشك المجاعة.
كما أنه يسلط الضوء على أهمية ساحل السودان على البحر الأحمر الذي يبلغ طوله نحو 640 كيلومترا، حيث تتنافس دول مثل الصين وروسيا وتركيا من أجل الوصول إليه، بحسب بلومبيرغ.
ومن شأن تسليح السودان أن يعزز النفوذ العسكري لطهران في الشرق الأوسط، حيث تدعم طهران مليشيات وجماعات تمتد من "حماس" في غزة إلى حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن بالإضافة إلى برنامجها المتنامي للطائرات المسيرة.
وتقول الولايات المتحدة إن إيران قامت بالفعل بتزويد حزب الله و"حماس" وكتائب حزب الله في العراق والحوثيين والجيش الإثيوبي بالطائرات المسيرة.
وتستخدم طائرات "شاهد 6" في الضربات الاستطلاعية وهي مجهزة بأربعة صواريخ موجهة بالليزر يبلغ وزنها الإجمالي 40 كيلوغراما، وتكون هجماتها موجهة بشكل خاص ضد العربات المدرعة أو مستودعات الأسلحة.
وكانت إيران أعلنت عن إدخال الطائرة في ترسانتها للطائرات من دون طيار منذ عام 2017، وسلمت العديد منه إلى إثيوبيا وفنزويلا وروسيا.
ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي بدأ في نيسان/ أبريل 2023، حيث وصلت المعارك إلى مواقع في شمال البلاد.
و حذّرت لجنة خبراء تابعة للأمم المتّحدة في تقرير، الاثنين، من أنّ ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص قُتلوا منذ نيسان/ أبريل في مدينة واحدة بإقليم دارفور في غرب السودان، متّهمة قوات الدعم السريع ومليشيات حليفة لها بارتكاب فظائع يمكن أن ترقى إلى "جرائم ضدّ الإنسانية".