شدد المحافظ الجديد للبنك
المركزي التركي فاتح كاراهان، الأحد، على عزم فريقه على تشديد السياسة النقدية لحين انخفاض التضخم في البلاد، وذلك في أول تصريح له عقب توليه منصبه خلفا لـ حفيظة غاية أركان التي استقالت بهدف "حماية" عائلتها.
وقال كاراهان الذي صدر أمر توليه رئاسة المركزي التركي، مساء الجمعة، إن فريقه عازم على أن يتبنى نهجا صارما للسياسة النقدية حتى انخفاض التضخم إلى مستويات تتوافق مع أهدافه.
وأضاف في بيان مكتوب، أن الأولوية الأساسية هي استقرار الأسعار، وأنهم سيواصلون الجهود لضمان انخفاض معدل التضخم، وذلك من خلال الاعتماد على فريق البنك القوي.
وتابع: "سنراقب توقعات التضخم وسلوكيات التسعير. ونحن مستعدون لاتخاذ إجراءات في حال حدوث أي تدهور في توقعات التضخم"، بحسب وكالة رويترز.
وفاتح كاراهان، من مواليد 1982 في ولاية إسكي شهير، وتخرج من قسمي الهندسة الصناعية والرياضيات في جامعة بوغاز إيتشي عام 2006، قبل أن يتم الماجستير ومن ثم الدكتوراه في جامعة بنسلفانيا الأمريكية عام 2012.
بدأ حياته المهنية خبيرا اقتصاديا في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك عام 2012، كما أنه شغل منصب رئيس دراسات سوق العمل والمنتجات ومستشار السياسة النقدية في المؤسسة نفسها حتى عام 2022.
وقبل أن يتولى كاراهان المنصب الجديد، فإنه كان يشغل منصب نائب محافظ البنك المركزي وعضوا في لجنة السياسة النقدية للبنك، بحسب "رويترز".
وفي وقت سابق الأحد، ذكر وزير المالية محمد شيمشك أنه يتطلع إلى العمل مع المحافظ الجديد وفريقه في تنفيذ برنامج الحكومة
الاقتصادي.
وأضاف في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن "المحافظ كاراهان مناسب تماما لهذا المنصب. وبفضل خبرته الواسعة، التي كان معظمها مع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في نيويورك، فإنه ليس لدي أدنى شك في أنه سيتفوق في هذا المنصب الجديد".
وجاء تعيين كاراهان في منصبه الجديد، عقب ساعات قليلة من إعلان حفيظة غاية أركان استقالتها عبر تدوينه في منصة "إكس"، بهدف "حماية عائلتها من حملة للنيل من سمعتها"، على حد قولها.
وفي الآونة الأخير، تعرضت أركان لحملة انتقادات واسعة، إثر مزاعم إسداء مهام رسمية وصلاحيات واسعة لعائلتها في مقر العمل الرسمي.
وتداول صحفيون ادعاءات حول منح عائلة أركان مكاتب خاصة بهم، وتدخلهم في عمليات التوظيف، رغم عدم تمتعهم بأي صفة رسمية.
ونفت أركان تلك المزاعم عبر تدوينة في حسابها على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قائلة: "في الآونة الأخيرة، تم تداول أخبار تسيء إلى الثقة في مصرفنا، بشكل متعمد وغير متوافق مع الحقائق، وذلك من خلال استهدافي أنا وعائلتي".
وأضافت: "الأخبار التي لا أساس لها من الصحة، والتي تتهمني وتتهم مصرفنا، غير مقبولة على الإطلاق. سأستخدم حقوقي القانونية اللازمة ضد المسؤولين".
وأركان هي أول سيدة تركية تتولى منصب رئاسة البنك المركزي عقب تعيينها من قبل أردوغان في أعقاب فوزه بولاية رئاسية جديدة منتصف العام الماضي، وقيامه بتشكيل فريق اقتصادي جديد لمواجهة الأزمة الاقتصادية في البلاد.