قالت صحيفة
الغارديان البريطانية، إن قيادة حزب
العمال، الملتزمة بسياسة خارجية سامة، خاصة تلك التي أطلقتها تجاه ما يجري في قطاع
غزة، ستجد نفسها قريبا في ورطة.
وأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21"، أن
الحزب بقيادة كير ستارمر، قام بترقية المبررين لجرائم الحرب في غزة، بينما يواجه معارضو المذابح
الجماعية الإقصاء.
وأشارت
إلى أنه تم تعليق عضوية النائبة العمالية كيت أوسامور، بعد أن أشارت إلى أن الهجوم
الإسرائيلي إبادة جماعية، مع العلم أنها من الجناح اليساري، وواحدة من
النائبات السود القلائل في
حزب العمال، وقد تم إبعاد عضوين آخرين قبل ذلك.
وقالت
الصحيفة إن هذه الإجراءات لها تداعيات، وفي الأسبوع الماضي تم الكشف عن أن حزب
العمال بدأ يشعر بالذعر بسبب خيبة الأمل بين الناخبين المسلمين، الذين يمثلون جزءا
كبيرا من ائتلافه الانتخابي، ويستعد لبذل جهد للتواصل، واعترف أحد النواب بأن هؤلاء
الناخبين "لم يعودوا قاعدة ناخبين آمنة بالنسبة لنا بسبب الطريقة التي
استجبنا بها في البداية للحرب".
أحد
أعضاء البرلمان العماليين لم يترك مجالا للشك حيث قال إن المسلمين "ذوو أهمية
جغرافية"، حيث يعيش العديد منهم في مقاعد مستهدفة رئيسية.
وقالت
الصحيفة إنه إذا كان حزب العمال راغبا في اجتذاب الناخبين المسلمين، فقد يرى أن
العديد منهم لا يستطيعون دعم حزب يقف وراء ما قد تحكمه محكمة العدل الدولية رسميا
باعتباره إبادة جماعية.. أو حزب خلق بيئة معادية لمعارضي المذابح الجماعية. وبعد
استقالة العديد من أعضاء مجالس حزب العمال المسلمين بسبب الاشمئزاز من موقف قيادة
الحزب من غزة، فقد تفاخر أحد مصادر الحزب بأن ذلك كان علامة على أن الحزب "ينفض
البراغيث".
وقد
يستنتج الحزب أن العواقب الانتخابية لهذا الإفلاس الأخلاقي ستكون ضئيلة، ولكن
العديد من الناخبين العاديين وليس فقط المسلمين البريطانيين يهتمون بغزة، وقد
انتبهوا لذلك، عندما ادعى وزير خارجية الظل ديفيد لامي الأسبوع الماضي أن
"حزب العمال كان واضحا طوال الصراع بأنه يجب احترام القانون الدولي".
وشددت
الصحيفة على أن موقف حزب العمال كان ضارا للغاية لأنه أعطى تفويضا مطلقا للحكومة
للوقوف وراء الفظائع الإسرائيلية. عندما اتهم النائب العمالي طاهر علي ريشي، سوناك
بأن "يديه ملطختان بالدماء"، اضطر إلى الاعتذار أو مواجهة إقصاء حزب
العمال له.
وأضافت أن "المحافظين مذنبون بالتواطؤ القاتل، من خلال مبيعات الأسلحة والدعم
الدبلوماسي لإسرائيل، ومع ذلك فقد قام حزب العمال بحمايتهم من دفع أي ثمن سياسي
مقابل ذلك. وبحلول أواخر كانون الأول/ ديسمبر، أيد 71 بالمئة من الناخبين البريطانيين
وقفا فوريا لإطلاق النار، ولكن مع اصطفاف حزب العمال خلف موقف الحكومة، فقد أصبح
المحافظون محميين من الضغوط الشعبية".
وتساءلت الصحيفة: "ماذا إذن عن العواقب على المدى الطويل؟ من المؤكد أن حزب
العمال سيفوز بالانتخابات بفضل التدمير الذاتي الشامل الذي قام به حزب المحافظين.
ولكن ليس هناك أي حماس لدى قيادة حزب العمل، وذلك بسبب غياب الأجندة المحلية
الإيجابية، والآن هذه الهزيمة الأخلاقية بشأن غزة".