رغم حملة البطش والتنكيل والتجويع التي تمارس ضد الطبيب
الفلسطيني الأسير محمد أبو سلمية، إلا أنه يواصل تحدي سجانيه، رافضا إعطاءهم أي فرصة لتشويه المقاومة الباسلة في قطاع غزة.
وقالت مصادر عائلية، إن الطبيب المعتقل محمد أبو سلمية يتعرض للتعذيب والتنكيل اليومي في سجون الاحتلال، بسبب رفضه الإذعان لضغوطات تمارسها عليه قوات الاحتلال لتشويه المقاومة في غزة، بادعاء أنها كانت تستخدم مستشفى الشفاء مقرا لها.
ولفتت المصادر نقلا عن أسرى أفرج عنهم الاحتلال مؤخرا أن محققي قوات الاحتلال كسروا يدي أبو سلمية الاثنتين، ويجبرونه على السير على ركبتيه، ووضعوا في رقبته سلسلة، بالتزامن مع عمليات
تنكيل يومي وحرمان من النوم والطعام والشراب، في أعقاب إصراره على رفض تسجيل شريط فيديو يذكر فيه أن عناصر المقاومة، استخدمت مستشفى الشفاء، الذي كان يديره أبو سلمية، مقرا لها، ومارست من داخله عمليات عسكرية.
وتأتي الضغوطات الكبيرة على أبو سلمية بعد فشل الاحتلال في إيجاد أي دليل على استخدام المقاومة في غزة لمستشفى الشفاء، كمقر لها، خلافا لما كان يروج قبيل الاقتحام الشهير للمستشفى في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
والدكتور أبو سلمية طبيب أطفال فلسطيني من مواليد عام 1973، تولى منصب المدير الطبي لمستشفى النصر عام 2007، ثم تولى إدارة مستشفى الرنتيسي عام 2015، وبعدها أصبح مديرا لمستشفى الشفاء عام 2019 حتى اعتقاله يوم 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وأبو سلمية كان يظهر في مؤتمرات شبه يومية من مجمع الشفاء الطبي، لإطلاع الجمهور على الأوضاع الكارثية التي كان يعانيها المجمع الأكبر في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي، قبل أن يقتحم الاحتلال المكان، ويعتقل أبو سلمية رفقة 35 من الأطباء والطواقم الطبية، وينقلهم إلى جهات غير معلومة للتحقيق معهم، والتنكيل بهم، في إطار العقاب الجماعي الذي يمارسه الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكان بإمكان أبو سلمية مغادرة المستشفى قبل أن تصل له قوات الاحتلال وتحاصره وتنكل بمن فيه، لكنه آثر البقاء وتحمل المسؤولية، إلى أن اعتقل مع مجموعة كبيرة من الأطباء والمستعفين والنازحين.
وكان أبو سلمية قد أبلغ وكالة فرانس برس أنه تلقّى “أمراً” بإخلاء المستشفى، في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعدما رفضَ أمراَ سابقاَ مماثلاً، فيما زعم جيش الاحتلال أنه أجلى مئات المرضى والنازحين من المستشفى.
وتعرض مستشفى الشفاء أكبر مستشفيات القطاع لاقتحام قوات الاحتلال وإجلاء لمن كانوا ينزحون فيه، بعد تعرضه لحصار، ومنع من إدخال الوقود، وهجمات متكررة استمرت لأيام أسفرت عن استشهاد عدد كبير من المرضى والمصابين والأطفال الخدج.
ولليوم 127 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، حيث قصفت طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين ودمرتها فوق رؤوس ساكنيها.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى 28 ألفا و64 شهيدا و67 ألفا و611 مصابا بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة بغزة.
وقالت وزارة الصحة بغزة، إن جيش الاحتلال ارتكب 16 مجزرة ضد العائلات في القطاع راح ضحيتها 117 شهيدا و152 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.