انتقد محامو
هيئة الدفاع عن
القاضي التونسي المعزول البشير
العكرمي، مواصلة
اعتقاله، مؤكدين أن
هناك جهة سياسية تريد تصفية حساباتها مع "قاضي يرمز إلى استقلالية
القضاء"، وهي لا تعترف بالحقيقة في الملف القضائي المتعلق باغتيال السياسي
شكري بلعيد.
وشددت هيئة
الدفاع أن البشير العكرمي انتصر للقضاء، وفاز بمعركة فرض القاضي لقراره على أي
جهة أخرى، فتم سجنه.
يشار إلى أن
هيئة الدفاع عن شكري بلعيد تتهم القاضي العكرمي بالتستر على الإرهابين المتورطين
في الاغتيال، وتتهمه بالولاء لحركة "النهضة" ، كما أن حزب "الوطنيين
الديمقراطيين الموحد" (أقصى اليسار) رفع شكوى ضد القاضي العكرمي.
واعتبر
المحامون أن القاضي العكرمي التزم الصمت وواجب التحفظ للرد على الاتهامات، لكنه يوم أراد الكلام والخروج في برنامج إذاعي تم إسكاته.
اعتقاله قبل عام
ومنذ سنة
كان القاضي العكرمي سيكون ضيفا في برنامج إذاعي، ولكن تم منعه ليتم إيقافه،
وإيداعه السجن بعد أيام وفق فريق دفاعه.
ونفى محامو
الدفاع عن القاضي ما يتم ترويجه عنه في علاقته وقربه من حركة "النهضة"،
وحملة الشيطنة الكبيرة التي يتعرض لها، موضحين أنه من أبرز قضاة التحقيق في تاريخ
تونس، وما يتميز به من فطنة ومعرفة وكفاءة علمية.
والقاضي
العكرمي مسجون منذ سنة كاملة وتلاحقه 6 قضايا تحقيقية، أغلبها بشأن بملف اغتيال
السياسي شكري بلعيد، باعتباره القاضي الذي تولى التحقيق في ملف الاغتيال، وفي
ملفات العمليات الإرهابية.
وقال فوزي
معلاوي محامي الدفاع عن القاضي العكرمي، إن موكله "مظلوم ويتعرض لتهم كيدية،
وإن الدفاع التزم لسنة كاملة الصمت، ولكن بعد اليوم سيتم الرد على كل المغالطات
والأكاذيب حتى تظهر الحقيقة" .
وأفاد
المحامي معلاوي في تصريح خاص لـ"
عربي21": "الأكيد أن القاضي عندما
يلتزم ما يمليه عليه ضميره في ملفات حارقة، فإنه سيطاله العسف وخاصة إن كانت هناك
جهات تضغط في إطار قرار معين".
جهات مستفيدة من الاعتقال
وعن الجهات
المستفيدة من تواجد العكرمي بالسجن، أجاب المحامي: "من يرفض قبول الحقيقة هم
من يريدون العكرمي بالسجن، هناك من يريد استثمار ملف قضائي وجريمة سياسية نكراء
لتطويعها في اتجاه معين على حساب الحقيقة القضائية".
ونفت
هيئة الدفاع بشدة أي صلة قرابة بين القاضي العكرمي وزوجة وزير العدل السابق
المحامية سعيدة العكرمي، كما أنهم نفوا أي تقصير للقاضي في البحث في ملف الاغتيال
والأشخاص المتورطين أو المحجوزين.
وأكد عضو
الدفاع حمادي الزعفراني أن موكله القاضي العكرمي احترم جميع الإجراءات في بحثه بملف
اغتيال بلعيد، عكس ما يتم ترويجه وقيامه بإخلالات ترتقي إلى جرائم.
وشدد
المحامي الزعفراني في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن "كل الإيقافات
في قضية اغتيال بلعيد كانت نتيجة مجهود العكرمي، ومن ذلك بطاقة جلب دولية في حق
أحد المتورطين المسمى شكري بن عثمان، والذي غادر تراب الوطن وتم جلبه بموجب
البطاقة الدولية التي أصدرها القاضي العكرمي".
وأكد
المحامي أن القاضي العكرمي يواجه حملة أكاذيب من سياسيين، ويتم ترويج ذلك إعلاميا،
وأن الدفاع عنه لن يصمت بعد اليوم حتى تنكشف الحقيقة كاملة.