انتقد المستشار السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، عجز العالمين العربي والإسلامي عن إغاثة أهالي قطاع
غزة الذي يتعرض لحملة تجويع ممنهجة ضمن العدوان الإسرائيلي المتواصل للشهر الخامس على التوالي.
وقال أقطاي في مقال نشر بصحيفة "
يني شفق" التركية، الأربعاء، إن "مستويات جديدة من الدناءة تظهر بسبب الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة الأمريكية والتقاعس اللامحدود للعالم العربي إزاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل لليوم الـ145 في قطاع غزة برعاية أمريكا وصمت مطبق من العالم الإسلامي".
وأضاف أن "إسرائيل تواصل جرائمها ضد الإنسانية دون أي مبالاة بعدما رأت قلة رد الفعل غير المحدود في العالم العربي أو ردود أفعالنا المحدودة وغير الفعالة والخجولة والمحسوبة".
وتطرق أقطاي إلى صمود أهل غزة و"استمرار مقاومتهم المشرفة والنبيلة دون المساس بإيمانهم وقضيتهم ضد كل هذا الجهل في العالم"، لافتا إلى أننا "نشهد الآن محاولات لإخضاع هذا الشعب الكريم، الذي لم تتمكن القنابل والمذبحة التي يتعرض لها من جعله يجثو على ركبتيه، عبر إخضاعه للجوع والعطش المهينين".
وأشار إلى أن "العالم الإسلامي الذي يبلغ تعداد سكانه ملياري نسمة يظهر عجزه عن تقديم المساعدات للأطفال الذين يموتون جوعا، ناهيك عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الهجمات على سكان غزة".
وأردف بالقول: "في هذه المرحلة، حيث أفلست كل قيم الغرب، لا ينبغي لأحد من الدول الإسلامية أن يدعي من الآن فصاعدا البطولة أو الكبرياء الوطني أو الشرف أو الرجولة"، لأن "أهل غزة لم يتركوا نصيبا من هذه الفضائل لأحد غيرهم"، بحسب تعبيره.
وتحدث أقطاي عن الطيار في البحرية الأمريكية "آرون بوشنل" الذي فارق الحياة عقب إضرام النار بنفسه أمام سفارة
الاحتلال في واشنطن، تنديدا بالإبادة الجماعية المتواصلة بدعم أمريكي ضد الشعب
الفلسطيني في قطاع غزة.
ورأى أن فعل الطيار الأمريكي الراحل "مرحلة متقدمة من المظاهرات التي خرجت في جميع أنحاء العالم باسم التضامن الفلسطيني ضد إسرائيل".
واعتبر أن حادثة الطيار الأمريكي "تمرد ضد كل ردود الفعل والاحتجاجات والانتقادات والاعتراضات واللامبالاة التي أبدتها إسرائيل ضد قرار محكمة العدل"، وأضاف أنها "ردة فعل على الدعم غير المحدود من الولايات المتحدة رغم ذلك، وربما ردة فعل أيضا على استمرار عدم الرد غير المحدود للدول العربية".
وشبه في ختام مقاله، ردة فعل الطيار الأمريكي بـ"العتبة التي ستفجر الغضب المتزايد في العالم ضد نظام حقير يستمر بنفس الوظائف في جميع أنحاء العالم وفي مركزه إسرائيل"، مشيرا إلى أن "الأشخاص ذوي الضمائر الحية على وشك تجاوز تلك العتبة عاجلا أم آجلا".
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
لليوم الـ145 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 29 ألف شهيد، وعدد الجرحى إلى أكثر من 70 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.