نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرًا، تحدثت فيه عن نفي البنتاغون قرار
الولايات المتحدة نشر قوات في أرخبيل
سقطرى اليمني في إطار القتال ضد حركة أنصار الله "الحوثي".
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البيان جاء ردًّا على كشف قنوات تلفزيونية عربية عن نية الجانب الأمريكي إنزال قوات في الجزء الجزيرة من اليمن؛ بسبب رفض السعودية منح الإذن للطائرات المقاتلة بالتحليق فوقها.
وتضيف الصحيفة أن سقطرى تقع في منطقة نفوذ دولة
الإمارات التي تدعم الانفصاليين. قبل ذلك بأسبوع، أبلغ مصدر أن القيادة الأمريكية قررت نشر قواتها العسكرية في الأرخبيل الأيمن الواقع بالقرب من شبه الجزيرة العربية. وبحسب سكاي نيوز عربية، نشأت مثل هذه الحاجة على خلفية الهجمات المكثفة التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع حركة الحوثيين أنصار الله، التي بدأت في كانون الثاني/ يناير رداً على تهديد الشحن البحري.
وأفادت مصادر سكاي نيوز عربية في المؤسسة العسكرية الأمريكية، بأن مفهوم الانتشار في سقطرى يأتي في ظل منع السعودية الطائرات المقاتلة الأمريكية استخدام مجالها الجوي خلال العمليات ضد أنصار الله. وبشكل منفصل، أفادت التقارير بأن الرياض منعت الوحدة الأمريكية الموجودة في المملكة من استخدام أنظمة الدفاع الصاروخي الموجودة في المنشآت العسكرية السعودية، حتى عندما يتعلق الأمر بالحماية من الهجمات عبر الحدود التي يشنها المسلحون الحوثيون.
ومن المحتمل تأثر موقف الرياض بالتحذيرات الصريحة من أنصار الله، التي قررت في هذه السنوات إنهاء المواجهة المسلحة التي طال أمدها مع السعودية، من خلال الموافقة على اتفاقيات السلام.
مؤخرًا، قال عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة "أنصار الله الحوثيين"، محمد علي الحوثي، إن رفاقه وجهوا رسالة إلى السعودية، مفادها أنها قد تصبح هدفاً في حال سماحها للمقاتلات الأمريكية باستخدام أراضيها أو مجالها الجوي في أثناء العدوان على اليمن. وأشار بيان الحوثي إلى إمكانية استهداف منشآت صناعة النفط السعودية.
وذكرت الصحيفة أن عددًا محدودًا من القوات الخاصة الأمريكية يتواجد بالفعل في اليمن. ووفقًا لوثائق التقارير التي يرسلها البيت الأبيض بانتظام إلى الكونغرس بشأن استخدام صلاحياته العسكرية الحصرية في الخارج، كان الأفراد موجودين هناك منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما بدأت الحرب ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقد كانت الأدوات الرئيسية للعمليات، هي الضربات المستهدفة بطائرات دون طيار وتدريب التشكيلات المحلية التي يعمل بها ممثلو القبائل.
ولا تزال العمليات العسكرية في اليمن تحت سيطرة هياكل القيادة الأمامية الأمريكية. ومن المفترض أن الأمريكيين يعملون في مناطق نفوذ الحكومة المركزية، التي اعتمدت عليها السعودية وتحالفها العسكري منذ فترة طويلة.
فيما يتعلق بضمان سلامة الملاحة البحرية، تعدّ سقطرى نقطة ذات أهمية إستراتيجية، وهي ضمن منطقة نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي. وتخوض سقطرى علاقة تصادمية متساوية مع كل من الحكومة المركزية في صنعاء والحوثيين. وفي الوقت نفسه، يعدّ المجلس الانتقالي بشكل عام قوة عسكرية سياسية تعتمد عليها الإمارات، على الرغم من أن ذلك يتعارض مع سياسة المملكة العربية السعودية.
من جانبها، تنظر المملكة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره عقبة. وتسيطر الإمارات على الأمن في سقطرى وطرق النقل المؤدية إلى الأرخبيل. وقد استقبلت الحكومة اليمنية هبوط الجيش الإماراتي على هذه المنطقة قبل ست سنوات بحساسية، متهمة الإمارات بالتوسع والتخطيط لتقسيم اليمن إلى محميات.
ومنحت الاتفاقيات المبرمة سنة 2020 بين الإمارات وإسرائيل بشأن تطبيع العلاقات الثنائية ميزة خاصة لهذا الموضوع. وقد أثارت التكهنات بأن جهاز الأمن الإسرائيلي قد يستخدم الأرخبيل لمراقبة إيران ومنع إطلاق الصواريخ الحوثية.
وبحسب تقارير غير رسمية نشرت في وسائل الإعلام الغربية سنة 2022، تنظر الإدارة الرئاسية الأمريكية إلى سقطرى كمكان لنشر الرادارات وعناصر الدفاع الصاروخي. ومع ذلك، فإن نشر القوات الأجنبية في الأرخبيل سيثير حتماً مسألة تنفيذ السيناريو السوري في اليمن، وسيؤدي إلى توتر العلاقات بين أنصار الله والإمارات العربية المتحدة.
وفي ختام التقرير، نوهت الصحيفة إلى أن الإمارات حاولت حتى وقت قريب استرضاء الجماعة وراعيتها المزعومة إيران.
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)