سجلت
الولايات المتحدة 50 ألف حالة
انتحار العام الماضي، وهو أكبر عدد سُجل على الإطلاق
في تاريخ البلاد مرتفعا قليلا عن عام 2022 الذي شهد 49,449 حالة انتحار.
وتعاني
الولايات المتحدة من ظاهرة الانتحار خصوصا بين فئة
الشباب، لدرجة أن تصفه مسؤولة
جامعية بأنه "وباء وطني"، خصوصا أن لا أسباب واضحة لهذه الظاهرة.
وشهدت
جامعة ولاية كارولينا الشمالية مؤخرا سلسلة من حالات الانتحار. وفي العام الدراسي السابق،
انتحر سبعة طلاب. وحتى الآن وخلال العام الدراسي، وقعت ثلاث حالات انتحار، بما في ذلك
حالة انتحار في نهاية كانون الثاني/ يناير.
كان
العدد الكبير من حالات الانتحار صعبا للغاية على الموظفين والطلاب على حد سواء، كما
تقول جوستين هولينغشهيد، مساعدة نائب مستشار الجامعة، التي تتخذ من الحرم الجامعي المترامي
الأطراف في ولاية نورث كارولاينا مقرا لها في وسط مدينة رالي بولاية نورث كارولاينا.
وتضيف أن الانتحار "وباء وطني" في الولايات المتحدة ولا يقتصر على الحرم
الجامعي فقط، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
وتوضح:
"إذا عرفنا السبب، فسنحل المشكلة. إنه ليس شيئا نحاول تجنبه أو عدم اكتشافه. ولكن
قد لا تكون هناك مؤشرات أو علامات تحذيرية: فالأفراد لا يخبرون عائلاتهم أو أصدقائهم،
كما أنهم لا يبحثون عن المساعدة ولذلك يتخذون هذا القرار. ومن المحتمل ألا نعرف السبب
أبدا".
زادت
ولاية نورث كارولاينا عدد المستشارين النفسيين والمساحات المخصصة لهم، وقدمت نظاما
يسمى "كيو بي آر": "إسأل، أقنع، أحل" حتى يتمكن الطلاب من التعرف
على العلامات التي تشير إلى أن الأصدقاء أو زملاء الدراسة يواجهون صعوبات ويطلبون المساعدة
منهم.
ويتدرب
الموظفون على إحالة الطلاب الذين عادة ما يتخلفون عن المحاضرات أو يطلبون تمديد المواعيد
النهائية في حالة ما إذا كانت هذه أيضا علامات على أن شيئا ما ليس على ما يرام.
وتشهد
جامعات أخرى، في العديد من الولايات المختلفة، اتجاها مماثلا. فالانتحار الآن هو السبب
الرئيسي الثاني للوفاة بين الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما، وفقا لمراكز السيطرة
على الأمراض، وهي وكالة حماية الصحة الأمريكية.
يقول
أحد الطلاب في جامعة ولاية كارولاينا الشمالية، ويُدعى لوريلاي: "أعتقد أن الكثير
من الأطفال في عمرنا يشعرون بالقلق بشأن العالم. هناك أشياء ثابتة لا تتحسن، والمعيشة
أصبحت باهظة الثمن".
بالنسبة
للدكتورة كريستين كروفورد، الطبيبة النفسية والمديرة الطبية المساعدة في التحالف الوطني
للأمراض العقلية، فإن جائحة كوفيد يمكن أن تكون عاملا مساهماً.
وتضيف:
"لقد أثر هذا وبشكل كبير على شبابنا من حيث اكتساب المهارات الاجتماعية والأدوات
التي يحتاجون إليها. لقد كانوا في المنزل، وكانوا منفصلين عن أقرانهم وعن العناصر التي
تعتبر بالغة الأهمية للنمو الصحي لدى الشباب".
وتوضح:
"الشباب الذين يقضون الكثير من الوقت "منهمكون" على أجهزتهم يتعرضون
باستمرار لوابل من صور الحرب والرسائل السياسية الاستقطابية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي
إلى القلق والاكتئاب".
يذكر
أن مكالمات الاتصال بالرقم 988، وهو خط المساعدة الوطني لمكافحة الانتحار الذي يضم
أكثر من 200 مركز في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ارتفعت بمقدار 100 ألف مكالمة شهريا
في العام الماضي وحده.
يقول
خوسيه ميلينديز، الذي يعمل في مركز المساعدة الوطني لمكافحة الانتحار، إن العديد من
المكالمات تأتي من الذكور الأصغر سنا، بدءا من سن الـ15 عاما وحتى الـ35 أو الـ40 عاما، ومن
طلاب الجامعات.
ويضيف: "إن الضغط الناتج عن الاضطرار إلى دفع تكاليف الجامعية، والوضع الاقتصادي أيضا،
كل ذلك يمكن أن يكون مرهقا بالنسبة للفرد ليتحمله".
وبالعودة
إلى منزل عائلة سالاس، توافق كاثرين على أن الشباب يعانون من ضغوط مالية.
تقول
والدة شاب انتحر في نيسان/ أبريل الماضي: "لقد تم انتزاع كل شبكات الأمان التي
كانت تتمتع بها الأجيال السابقة. وأعتقد أن الكثير من الشباب يشعرون بالخوف وعدم الأمان
مما يخبئه لهم المستقبل".