قالت العاملة في مجال الصحة العقلية للشباب، نينا باربوسا، إن التخفيضات المقررة في خدمات الشباب في بريطانيا، كانت مزعجة بشكل خاص، وعلى الرغم من تلقي 80 إحالة يوميا، إلا أنها قالت إن اثنين أو ثلاثة فقط من الشباب سوف يستمرون في تلقي علاج الصحة العقلية، إنهم ببساطة لا يملكون الموارد، ومن الممكن أن يتفاقم الوضع أكثر.
وأضافت المختصة في حديثها لشبكة "سي إن إن": "هؤلاء هم بالفعل الشباب الأكثر ضعفا لدينا، كل ما نفعله هو دفعهم إلى الإجرام، ومن ثم كل ما نفعله هو تدمير حياتهم، لا يوجد مستقبل محتمل لهم، ولا يمكن أن يكونوا أعضاء منتجين في المجتمع، كل هذا الإبداع وكل هذا الذكاء يضيع هدرًا".
وأشارت إلى أن البريطانيين سوف يتوجهون في مناطق متعددة إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات المحلية، الخميس، أو بالأحرى سيفعل البعض ذلك.
وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة في عام 2021 ضعيفة، إذ صوت 35 في المئة فقط؛ فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن أولئك الذين يدلون بأصواتهم سوف يلحقون هزيمة ساحقة بحزب المحافظين الحاكم، الذي سيتلقى بعد ذلك هزيمة أكثر حدة في الانتخابات العامة المقبلة، والتي يجب أن تعقد بحلول كانون الثاني/ يناير من عام 2025.
كذلك، إنه بالنظر إلى وستمنستر، فإن الحكومة المقبلة ستواجه هزيمة قاسية، ففي الواقع، تواجه البلدات والمدن البريطانية خطر الإفلاس واحدة تلو الأخرى، مع تحول الأزمات المحلية إلى كارثة على المستوى الوطني.
إلى ذلك، أبرزت الشبكة الإخبارية، عبر تقرير لها، أنه في عام 1890، سافر صحفي أمريكي، يدعى جوليان رالف من نيويورك إلى
برمنغهام، وهي قوة صناعية تقع مباشرة في وسط إنجلترا، ووجدها "المدينة الأفضل حوكمة في العالم".
وأوضحت أن رالف أشاد بمجلس المدينة في أكثر من 12 صفحة مثيرة في مجلة هاربر، نظرا للسماح للمواطنين بالدخول إلى المتاحف والمعارض الفنية والمكتبات مجانا، مع حمامات السباحة والحمامات التركية، ونظرا لوجود شوارع تبقى "نظيفة بشكل غير عادي، كذلك لاستخدام مصابيح الغاز، التي تم اختراعها في المدينة قبل بضعة عقود، لإبقاء شوارعها مضاءة".
وتابعت، أنه في عام 2024، تفاجأ زائر برمنغهام بوضع عام مختلف تماما، حيث يفكر مجلس المدينة في بيع معارضه الفنية، وهناك تخطيط لإغلاق 25 مكتبة، واختفت حمامات السباحة المجانية منذ فترة طويلة، وعن النفايات فيتم جمعها كل أسبوعين، وفي محاولة يائسة لخفض التكاليف، قامت المدينة بإطفاء أضواء شوارعها.
يشار إلى أن برمنغهام، ثاني أكبر مدينة في
المملكة المتحدة، وأكبر سلطة محلية في
أوروبا، تعرضت للإفلاس في سبتمبر الماضي، وفي صدد عجزها في موازنة ميزانيتها السنوية، أصدرت إشعاراً بموجب "المادة 114": وهو نسخة إفلاس الحكومة المحلية، ولملء الثغرة المالية السوداء، سيقوم المجلس بخفض الخدمات، والتخلص من الأصول، وزيادة الضرائب مما يجعل أكثر من مليون شخص يدفعون أكثر، مقابل خدمات أقل.
وفشل المجلس، الذي يسيطر عليه حزب العمال المعارض الرئيسي، في دفع أجور النساء والرجال في نفس النوع من الوظائف على قدم المساواة، والآن يتعين عليه دفع التعويضات. إلى جانب التنفيذ الفاشل لنظام تكنولوجيا المعلومات، تراكمت على المدينة ديون تبلغ حوالي مليار جنيه إسترليني ما يعادل الـ1.25 مليار دولار.